اكتشاف احتياطات واعدة من الغاز الطبيعي بسواحل المغرب

أعلنت شركة “شاريوت أويل آند غاز”، المتخصصة في التنقيب عن الغاز والبترول، بداية الأسبوع الجاري، عن شروعها في حفر الحقل البحري “أنشوا-2” بمنطقة “ليكسوس” قبالة الساحل المغربي، حيث يتوقع العملاق البريطاني اكتشاف كميات غازية واعدة بناء على المؤشرات الأولية، مما ينذر بتطورات إيجابية تبعث على الأمل إنتاج المملكة حوالي نصف الحاجيات الطاقية لتأمين الاستهلاك الداخلي.
وأبرزت الشركة البريطانية أن الأطقم التقنية انتهت من حفر بئر “أنشوا-2” بنجاح؛ ذلك أن عمليات الحفر الأولى أدت إلى بلوغ عمق إجمالي قدره 2512 مترا، باستعمال منصة الحفر “ستينا دون” العملاقة، مما جعلها تتوقع وجود تراكمات كبيرة للغاز في الحقل البحري.
وتعد هذه الاكتشافات مهمة جدا، بالنظر إلى ارتباط البلد بشكل شبه كامل في هذا المجال بالاستيراد، حيث ارتبطت المملكة بالجزائر عبر أنبوب الغاز الذي تم توقيفه، مما كان لزاما معه إيجاد حلول أخرى بديلة بعد أن اكتسى الموضوع أهمية جيوسياسية قصوى.
واستندت الشركة العالمية في توقعها المذكور، تبعا للبيان التوضيحي، إلى حصيلة الدراسات التقنية الشاملة التي همّت التسجيل السلكي والتحليل البتروفيزيائي والاختبار السطحي والمسح الزلزالي لتجويف الآبار.
وتهدف عمليات الحفر بحقل “أنشوا-2” إلى تطوير خزان الغاز الطبيعي المكتشف بالأحواض الرسوبية لمنطقة “ليكسوس”، على اعتبار أن الشركة على وشك الانتهاء من أشغال التنقيب عن الغاز بحقل “أنشوا-1″، وبالتالي سيتم تحديد القدرة الإنتاجية المحتملة لهذا البئر المحفور سابقا.
وزادت الشركة من توقعاتها الأولية بخصوص احتياطي موارد الغاز الطبيعي المكتشفة في الساحل المغربي، مقدرة أنها تتعدى 1 تريليون قدم مكعب، بما يمثل زيادة قدرها 148 في المائة مقارنة مع التقدير السابق، وتشمل 361 مليار قدم مكعب من الموارد الطبيعية المؤكدة، و690 مليار قدم مكعب من الموارد المحتملة.
وتعليقا على هذا المستجد، قال أدونيس بوروليس، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجموعة “شاريوت”، إن “الشركة لديها توقعات أولية مهمة في حقل أنشوا-2، ما يستدعي إجراء المزيد من الاختبارات التقنية، وتحليل البيانات المخبرية بكل بئر على حدة”.
وأضاف بوروليس، في تصريح مقتضب بالبيان الصحافي، أن “الشركة نجحت في إنهاء أشغال الحفر بكلا البئرين في الوقت الزمني المحدد سلفا، رغم التحديات التشغيلية واللوجستيكية التي تطرحها الأزمة الوبائية العالمية”، مؤكدا أن “المجموعة تطمح إلى تدعيم الانتقال الطاقي بالمغرب”.
ولفتت الشركة البريطانية، التي تمتلك 75 في المائة من حصة التنقيب بمنطقة “ليكسوس” مقابل 25 في المائة لصالح المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، خلال بيان سابق، إلى إمكانية تطوير الاحتياطات الغازية بالبئر البحري “أنشوا-1” من الناحية التقنية والمخبرية قصد تسويقها في المستقبل.
هذا ويشار إلى أن حاجيات المغرب من الغاز الطبيعي تفوق مليار متر مكعب، وهي حاجيات ستتطور لتبلغ 1.7 مليارات متر مكعب سنة 2030، و3 مليارات متر مكعب سنة 2040، مع العلم أنه ينتج مائة مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في آبار الصويرة والغرب، وهي لا تكفي لسد حاجياته، إلا أن هذه الاكتشافات الجديدة قد تمكنه من إنتاج حوالي نصف الحاجيات الطاقية لتأمين الاستهلاك الداخلي.
من جهته أعلن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمناجم، الاثنين، عن وجود “نتائج مشجعة” بشأن بئر “أنشوا-2”.
وذكر المكتب، في بلاغ، أنه “على إثر النتائج المشجعة للدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية، تقرر حفر البئر المسماة “أنشوا-2″، الواقعة على بعد 38 كيلومترا من ساحل العرائش و 87 كيلومترا من مدينة القنيطرة”، مشيرا إلى أن أشغال الحفر انطلقت في 17 دجنبر 2021 لتبلغ العمق النهائي 2512 مترا في 31 دجنبر.
وأوضح المكتب أن التقييم الأولي للمعطيات يؤكد “وجود تراكم للغاز على مستوى بئر “أنشوا-2” بس مك إجمالي صاف قدره 100 متر، موزع على 6 مناطق، يتراوح سمكها بين 8 و 30 مترا لكل منها.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن تراخيص ليكسوس البحرية، الواقعة قبالة العرائش، م نحت للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمناجم ولشركة “Chariot Oil & Gas” البريطانية في 30 ماي 2019.
وأكد المكتب أنه سيتم إجراء تحاليل معمقة أخرى من أجل تدقيق تقييم القدرات الغازية المكتشفة.

 عبد الصمد ادنيدن

Related posts

Top