انطلق أمس الأربعاء الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في الرباط، في قمة تاريخية تسعى إلى تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وينعقد هذا الاجتماع رفيع المستوى الثاني عشر وسط استمرار للعلاقات التجارية بين البلدين في الارتفاع، لدرجة أن المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا في الأشهر الأحد عشر الأولى من العام الماضي بلغت 18.935 مليون يورو (قرابة 190 مليار درهم)، بزيادة 12.7٪ مقارنة بعام 2021 وزيادة بنسبة 22.8٪ مقارنة بـ15416 مليون يورو (أزيد من 150 مليار درهم) تم تسجيلها في عام 2019، العام المالي الأخير قبل تفشي الوباء.
وتعد إسبانيا “الشريك الاقتصادي الأول للمغرب”؛ فقد نمت المبادلات التجارية بأكثر من 30٪ في عام 2022، في وقت تحافظ فيه أكثر من 17 ألف شركة إسبانية على هذه التبادلات مع المغرب وأكثر من ألف لها مراكز عمليات في المملكة المغربية.
في هذه المحطة الهامة وجب تعزيز هذا التعاون لبدء علاقات وثيقة على أساس رابح رابح، سواء على المستوى الاقتصادي والتجاري، أو على صعيد مراعاة المصالح الاستراتيجية للبلدين وفق رؤية واضحة تمكن من رفع التحديات سواء منها المتعلقة بالسيطرة على حركة المرور في منطقة المضيق لمكافحة الهجرة غير النظامية أو الكيانات المصطنعة التي تغذي الإرهاب وتهريب البسر والمخدرات.
فبين يناير ونونبر 2022، بلغت الصادرات الإسبانية إلى المغرب 10839 مليون يورو (أزيد من 100 مليار درهم)، بزيادة قدرها 26.5٪ عن معدل ما بين السنة، وفقا لبيانات الوكالة العامة ICEX. وبالمثل، بلغت الواردات حتى نونبر 8096 مليون يورو (أزيد من 80 مليار درهم)، بزيادة 20.4٪ مقارنة بعام 2021. وبهذه الشكل، ارتفع الميزان التجاري حتى نونبر بنسبة 49٪، ليبلغ 2742 مليون يورو (20 مليار درهم).
شركات في المغرب
انخفض عدد الشركات الإسبانية المصدرة إلى المغرب بنسبة 19.2٪ بين عامي 2020 و 2021، من 21861 إلى 17644. على الرغم من ذلك، يعد المغرب ثالث أكبر شريك تجاري لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي. اليوم لديها أكثر من 530 شركة تابعة، والتي تدر استثمارا بقيمة 2000 مليون يورو (20 مليار درهم).
وقد تم الإعلان يوم الاثنين الماضي عن تعبئة 800 مليون يورو لتعزيز السكك الحديدية ووجود المزيد من شركات الطاقة، التي ستنضم إلى Acciona وSener وTSK وAbengoa، التي نفذت بالفعل مشاريع الطاقة المتجددة و/أو المياه. فيما يتعلق بالنقل، تعمل Alsa في مراكش وخريبكة وأكادير وطنجة والرباط والدار البيضاء. لكن شركات الشحن تأثرت بعملية ممر المضيق. هذا هو حال Baleària لأن 22٪ من دخلها جاء من هذه الخطوة. تعمل Boluda بشكل رئيسي بين جزر الكناري وشمال إفريقيا، ولهذا السبب تمتلك شركة فرعية ومشروعا مشتركا في المغرب.
يتواجد القطاع المصرفي أيضا في المنطقة، وفي هذه الحالة من خلال مكاتب تمثيلية أو فروع أو تحالفات مع كيانات أخرى. على سبيل المثال، تعمل Santander بفضل اتفاقية مع التجاري وفا بنك، والتي تسيطر أيضا على 5.10٪ من رأس المال.
يوجد العديد من الشركات أيضا التي لها مصانع في المغرب. هذه هي حالة شركة Cobega (Daurella) ، التي تمتلك أربعة مصانع من خلال شركة Euatorial Coca-Cola لتعبئة الزجاجات. بالنسبة لشركة نسيج مانجو، تحتل المملكة المغربية الرتبة السادسة من حيث التوريد، حيث تمتلك 68 مصنعا. فيما يهم قطاع الفنادق أيضا هناك وجود ملفت في المغرب، حيث أن ميليا لديها فندق واحد ومجموعة Barceló لديها ستة فنادق وواحد في طور الإعداد بالمغرب.
وبالمثل، لطالما كانت صناعة السيارات المساعدة قطاعا له حضور قوي في البلاد. شركات مثل Gestamp وCIE Automotive وGrupo Antolin وFicosa لها وجود في المغرب.
توجد شركات أخرى منذ أكثر من 20 عاما، مثل Indra. تمتلك الشركة التكنولوجية مكتبين في الرباط وشاركت في التنفيذ التكنولوجي لنظام إدارة حركة السكك الحديدية في شبكة المغرب من أجل الإدارة الشاملة وأنظمة الأمن لحماية البنى التحتية الحيوية. وبالمثل، فإن Inditex، مجموعة الأعمال التي أسسها Amancio Ortega، لديها 32 متجرا و 310 مصنعا في المغرب.
عبد الصمد ادنيدن