منذ أكثر من أسبوع، أصيب الأديب المغربي إبراهيم الحجري بوعكة صحية، وظل طيلة هذه المدة في غيبوبة، كما ظل الأطباء المشرفون على علاجه في حيرة، عاجزين عن معرفة طبيعة المرض الذي أصيب به، حيث تطلب ذلك إرسال التحاليل التي أجريت له إلى خارج المغرب، فرنسا تحديدا، لأجل تحديد الداء وبالتالي تشخيص العلاج.
كان الانتظار طويلا ولا يزال، سيما وأن صديقنا لم يستفق من غيبوبته طيلة الفترة المذكورة.
بالموازاة مع ذلك، بل بمجرد ما تم الإخبار عبر الصفحات الاجتماعية بأن أديبنا المحبوب قد أصيب بوعكة صحية وبأن حالته حرجة، لم يتوقف شريط التدوينات عن التعبير عن الأمل في الشفاء، شعار واحد ظل يتردد في العديد من التدوينات: أنقذوا حياة إبراهيم الحجري.
كل هذا يدل على مدى الحب والتقدير لهذا الأديب، وهو أهل لذلك بصرف النظر عن مرضه الغامض.
هذا المرض يعد فعلا محيرا، سيما وأنه مر على عرض مريضنا على الأطباء في أكثر من مستشفى دون القدرة على تشخيص مرضه، ونحن في القرن الحادي والعشرين الذي قطعت فيه البحوث الطبية أشواطا بعيدة.
ماذا يكون هذا المرض الغامض الذي جعله لا يستفيق من الغيبوية والذي عجز أطباؤنا على تشخيصه؟ هل يكون قد تناول جرعة زائدة من العلم والمعرفة؟ سؤال طرحته تلقائيا، من شدة الحيرة والهم؟
من جهته، المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب ممثلا في صديقين عزيزين، لم يأل جهدا في تتبع حالته الصحية عن كثب، حيث ما فتئ بين يوم وآخر ينشر تدوينة جديدة تذكر بتطور حالته الصحية، ومن آخر ما نشره، أنه «استفسرنا الدكتور المشرف على الحراسة الطبية، عن تطور الوضع الصحي لكاتبنا العزيز، فأكد لنا أن حالة إبراهيم الحجري، تثير، مع ذلك، بعض القلق، اعتبارا لتعقيداتها ولغموضها، في انتظار نتائج التحليلات الطبية، التي باشرها المستشفى، سواء خارج الوطن أو داخله، والتي من شأنها أن تظهر نتائج الفحوصات والتشخيص التام..».
وبأسلوب يطفح بالمرارة، كتب أحد أصدقائه المقربين «للمرة السادسة على التوالي أزور أخي وصديقي الغالي سي ابراهيم الحجري..
إلى هنا تتوقف ربما زياراتي له لم أعد قادرا على رؤية جسد ممدد أضناه غياب التفاعل و أرهقه السرير..
لم أعد قادرا على رؤية صديق حبيب ربما يموت بالتقسيط..
لم أعد قادرا على رؤية هامة بقدر سي إبراهيم دون مداعبة أفكاره والاستزادة من علمه..
لم أعد قادرا على رؤية عين مغمضمة وسكون مطبق بدأ يقتل الأمل ويمهد لغياهب الفراغ..»
يعد أديبنا متعدد الاهتمامات وكذا غزير الإنتاج، وهذا يتجلى من خلال الكتب التي أصدرها حتى الآن في فترات زمنية جد متقاربة: «أبواب موصدة» مجموعة سردية. «أسارير الوجع العشيق» مجموعة شعرية. «آفاق التجريب في القصيدة المغربية الجديدة» دراسة.
«استثناء» قصص. «النص السردي الأندلسي» نقد.
«صابون تازة» رواية.
دراسة. «المفهومية في التشكيل العربي: نماذج ورؤى»
«البوح العاري» رواية.»الشعر والمعنى» نقد. «شعرية الفضاء في الرحلة الأندلسية» دراسة. «المتخيل الروائي العربي» دراسة. «العفاريت» رواية.
….
لن أضيف أي شيء آخر إلى ما كتب وقيل، أكتفي بالقول: إبراهيم الحجري.. قلوبنا معك.
>عبد العالي بركات