يحظى الطلبة المسجلون بجامعة شعيب الدكالي لمدينة الجديدة بإمكانية الإقامة الجامعية التي توجد بمقربة من كلية العلوم بعاصمة دكالة، وهو سكن عمومي يديره المكتب الوطني للأعمال الجامعية والاجتماعية والثقافية.
بالموازاة مع الدخول الجامعي الذي تشهده الجامعات المغربية، انتقلت بيان اليوم، لمدينة الجديدة من أجل رصد وضعية الطلبة الذين يقطنون بالحي الجامعي، وكذلك الطلبة الوافدين الجدد الذين استكملوا عملية التسجيل القبلي لدى الإدارة.
وفي تصريح لبيان اليوم، قال الطالب “محمد” الذي ينتمي لجامعة شعيب الدكالي، إن “الحي الجامعي لمدينة الجديدة يعاني من مجموعة من المشاكل أبرزها ضعف التطبيب داخل الحي، وتأخر سيارة الإسعاف، الشيء الذي أسهم في وفاة حالتين خلال السنوات الماضية، ناهيك عن قلة الكتب المتواجدة داخل الحي التي لا تتماشى والشعب المختلفة التي يدرسونها الطلبة بكليات الجامعة”.
وفي السياق نفسه، كشف الطالب “عبد الإله” الحاصل على منحة الحي الجامعي، أن “الحي لا يتوفر على الشروط الأمنية، مما يترتب عنه سهولة ولوج الأجانب غير المتوفرين على منحة السكن، إذ يلجون للحي بشكل شبه مستمر وينامون به في غالب الأحيان”.
ضعف الإنارة
يعرف الشارع المؤدي للحي الجامعي ضعفا في الإنارة، مما ينتج عنه مشاكل عديدة، تعرض الفتيات للتحرش من لدن الغرباء، ناهيك عن تعرض الطلبة القاطنين بالحي للسرقة، وأحيانا أخرى للضرب بواسطة أسلحة حادة، مما يجعل الطلبة القاطنين بالحي يلجون إليه باكرا، دون التفكير في الخروج منه بعد ذلك حتى لو أرغمتهم الظروف عن ذلك.
ويعاني طلبة الحي الجامعي بمدينة الجديدة، من ضعف صبيب الإنترنيت (WIFI) الذي من الواجب أن يوفره الحي للطلبة، فخلال حديثنا مع إحدى الطالبات المستفيدات من الحي الجامعي، قالت إن “صبيب الإنترنيت الذي يتواجد بالحي بطيء جدا، فهو لا يتيح إمكانية تحريك محرك البحث “غوغل”، مما يجعلنا نلجأ إلى تعبئة هواتفنا من مالنا الخاص بهدف البحث”.
ووقفت الطالبة “فاطمة”، عند مشكل الإغلاق المبكر لمقصف الحي “الذي توصد أبوابه باكرا، وأحيانا لا نجد به الخبز، مما يدفعنا للذهاب إلى الدكاكين البعيدة عن الحي، بتعبير آخر، المقصف الموجود بالحي لا توجد به مجموعة من المواد الغذائية والآليات التي تجعلنا نطلق عليه اسم مقصف”.
وكل هذه المشاكل وغيرها، تترتب عنها عديد مشاكل، من بينها ضعف التحصيل العلمي الجيد لأغلبية الطلبة، الذين لا يتوفرون على سيولة مادية لتحسين وضعهم السيئ في الحي المذكور، الذي يفتقد لبنية تحتية ملائمة، فضلا عن انعدام التواصل “بين إدارة الحي والطلاب، مع وجود نوع من عدم احترام الطلبة من لدن الموظفين”، على حد تعبير إحدى الطالبات المشتكيات لجريدة بيان اليوم.
التغذية والزبونية
مطعم الحي الجامعي بمدينة الجديدة مخصص فقط للطلبة القاطنين بالحي، ولا يحق للطلبة الخارجيين الحصول على وجبة الغذاء أو العشاء منه، وبالنسبة للمستفيدين لا ترقى الوجبات المقدمة لهم إلى تطلعاتهم، معبرين عن عدم رضاهم عن جودة وكمية الغذاء المخصصة في كل وجبة، بيد أن طلبة آخرين يرون في ذلك كافيا ويشيدون بما هو مقدم من قبل مطعم الحي.
ويدفع سوء غذاء المطعم بالطلبة إلى اقتناء المواد الغذائية، والإشراف على طهيها بشكل شخصي داخل الغرف، علما أن المطعم يقدم وجبتين في اليوم، وجبة خاصة بالغذاء، وأخرى للعشاء كسائر الأحياء الجامعية بالمغرب.
ومن جهة أخرى، ذكر العديد من الطلبة بالحي الجامعي لمدينة الجديدة، أن معايير انتقاء الطلبة المستفيدين من منحة الحي، لا تتم وفق الشروط المنصوص عليها، إذ تخضع المنح لمنطق “الزبونية والمحسوبية”.
وذكر الطالب “هشام” أن بعض الطلاب كانوا لا يبعدون عن مدينة الجديدة سوى بكيلومترات قليلة، وينحدرون من أسر ميسورة الحال، لكنهم يستفيدون من السكن، مقابل حرمان المئات من الطلبة المحتاجين إلى هذه المنحة، وهو ما يدفع بأغلبهم إلى مغادرة حجرات الدراسة، وتوقيف مسار البحث العلمي.
اختفاء ملحقة ثانية
حصلت جريدة بيان اليوم من مصادرها، على معلومات تفيد، بتبخر حلم إحداث ملحقة ثانية للحي الجامعي، الذي ناقشه مجلس الكلية في أحد الاجتماعات موسم 2017/2018، حيث كان من المفترض أن تنطلق الأشغال في هذا الورش الجديد بين سنتي 2018 و2019، غير أن ذلك لم يحدث إلى اليوم، ولم يفصح بعد عن أسباب التراجع في هذا المشروع رغم مرور ثلاث سنوات من تاريخ البرمجة.
ويتسع الحي الجامعي لمدينة الجديدة، لـ 1680 طالب وطالبة، يتم توزيعها بمعدل أربعة طلاب داخل الغرفة الواحدة، ويعتبر هذا الرقم ضئيلا جدا بالموازاة مع عدد الطلبة المحتاجين إلى السكن الجامعي. ويساهم غياب هذه الملحقة في تأزيم وضعية الطلبة الذين لا يجدون بديلا، باستثناء الكراء الشهري الذي ترتفع سومته نظرا لارتفاع الطلب عليه بالجديدة.
تعقد إجراءات التسجيل
يعاني الطلبة وأولياء أمورهم من مسألة تعقد إجراءات التسجيل بالأحياء الجامعية إذ يتعين على الطلبة المقبولين مد الإدارة بمجموعة من الوثائق مثل شهادة التسجيل بالمؤسسة الجامعية مع تحديد المستوى الدراسي وكشف نقاط الباكالوريا، وكذلك صورة لبطاقة التعريف الوطنية مصادق عليها مع شهادة السكنى، وشهادة الأطفال تحت الرعاية مسلمة من مركز الحالة المدنية، بالإضافة لشهادة عدم العمل بالنسبة للطلبة المسجلين في سلك الماستر والدكتوراه مع ضرورة تسليم شهادة عمل الأب (أو الولي) والأم وشهادة الدخل السنوي للوالدين مسلمة من مديرية الضرائب، وقد يطلب الإدلاء بوثائق أخرى حسب الحالات.
ويؤدي الطلبة القاطنون بالأحياء الجامعية، مبالغ مالية تصل إلى 40 درهما شهريا، أي ما يعادل 400 درهم كمبلغ إجمالي عن مدة الإقامة التي تصل إلى 10 أشهر، مع فرض تعويضات مالية عن الطلبة في حالة أي تخريب أو تكسير يمس التجهيزات الداخلية للأحياء الجامعية، وفي مقابل هذه المشاكل التي يعاني منها طلبة الحي الجامعي بمدينة الجديدة، فجل الطلبة الذين تواصلت بيان اليوم معهم، أشادوا بجودة خدمات النظافة التي تحظى بها كل مرافق الحي الجامعي لمدينة الجديدة.
جدير بالذكر أن السكن الجامعي مخصص للطلبة الذين لا يمارسون أي وظيفة أو عمل، ويقطنون خارج المنطقة التي تتواجد فيها المؤسسة الجامعية التي يدرسون فيها والمسجلون في مؤسسة عمومية للتعليم العالي لا تتوفر على إقامة داخلية.
ويضع المكتب الوطني للأعمال الجامعية والاجتماعية والثقافية في أولوياته الطلبة الذين ينتمون إلى أسر معوزة لاعتبارات اجتماعية حيث يستفيد الطلبة من السكن الجامعي وفق ترتيب أوتوماتيكي لطلبات السكن مع ضرورة التوفر على مجموعة من المعايير مثل وضعية الوالدين المادية، وعدد أبناء الأسرة الواحد، مع الاستحقاق العلمي والمستوى الدراسي.
وبناء على هذه المعايير يتم تقديم طلب الاستفادة من سرير في السكن الجامعي عبر شبكة الإنترنيت من خلال موقع إلكتروني مخصص لهذا الغرض، وبعدها يتم الإعلان عن لائحة الطلبة الذين تم قبولهم للاستفادة من السكن الجامعي في مقر الإقامات الجامعية.
< عبد المالك اجريري (صحافي متدرب)