الدولة الفلسطينية المستقلة هي الحل

تستمر الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وتتواصل أعمال القتل والدمار في قطاع غزة والضفة الغربية وحي الشيخ جراح والقدس، وتصر قوات الاحتلال على صلفها وغطرستها…
لم تتردد إسرائيل في قتل الأطفال والنساء والمدنيين وهدم المنازل، وقصفت مقرات مؤسسات إعلامية دولية، وتصاعدت التوترات حتى على الحدود بين إسرائيل وكل من لبنان والأردن، وكثفت القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والمدفعي، وحولت الضفة الغربية برمتها إلى ساحة مواجهات، وأنزلت حشودها العسكرية البرية على حدود قطاع غزة…
الشعب الفلسطيني يخوض المواجهة مستحضرا النكبة التي حلت ذكراها الـ 73…
إن ما يجري بفلسطين هو المعنى الواضح  للبشاعة، وللجريمة، وللغطرسة، وهو يمتحن الضمير الإنساني لكل البشرية وللدول والأنظمة والهيئات.
ليس الأهم اليوم هل نقف مع فلسطين وشعبها لاعتبارات دينية أو قومية أو سياسية أو غيرها، ذلك أن التيه في تفاصيل هذا الكلام المتهافت معناه تحريف الحقائق والسياقات.
الوقوف مع فلسطين والتضامن مع شعبها وإدانة الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في حقها، هو في البدء والمنتهى انتصار للضمير، وتعبير عن رفض الاحتلال والعنصرية والاستعمار والتهجير، أي الوقوف في عمق النضال الفلسطيني الوطني التحرري، ورفض… البشاعة.
ندرك أن الداخل السياسي الفلسطيني يعاني كثير اهتزازات وتراجعات ومعضلات، لكن المغرب والمغاربة امتنعوا دائما عن لعبة المحاور والولاءات، ولم يمنعهم ذلك، طيلة عقود، من مواصلة دعمهم لفلسطين واعتبار قضية شعبها قضيتهم الوطنية.
ندرك كذلك أن التضامن المغربي بقي دائما  مبدئيا وعقلانيا وعمليا ويحس به الشعب الفلسطيني في حياته اليومية بشكل ملموس، ولا يبالي لا بأضواء الإعلام أو بكلام الخطب والشعارات، ولا بالحسابات الإقليمية العقيمة.
ولكل هذا يحضر المغرب اليوم أيضا في عمق فلسطين متضامنا ومساندا، ويسعى كذلك لصياغة الحلول ووقف العدوان…
ما يحدث اليوم في فلسطين جريمة إسرائيلية، ومن واجب كل محبي السلام أن يصرخوا بذلك ويعلنوا الاستنكار جهارا، وكل تحريف للكلام عن موضعه يعتبر سلوكا صبيانيا يسيء إلى بلادنا وإلى شعبنا، ولا يخدم مطلقا قضايانا الوطنية.
في أول الكلام وفِي خواتمه تبقى إسرائيل قوة احتلال، وهذا هو الوضع الذي يجب أن ينتهي، وذلك بما يكفل للشعب الفلسطيني دولته الوطنية المستقلة وكافة حقوقه وفق قرارات الشرعية الدولية.
القضية الفلسطينية هي مدخل وعنوان كل حل حقيقي لنيران وأزمات الشرق الأوسط المشتعلة، وإسرائيل يجب أن تتغير، وأن تخرج من زمنها القديم لتستطيع أن تحيى في زمن اليوم.
من غير المقبول أن يتواصل زمن الاستعمار إلى اليوم، ومن غير المقبول أن تستمر كامل هذه البشاعة الإسرائيلية، وأن يتفرج عليها المجتمع الدولي بكل هذه الانهزامية والاستسلام.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top