الرجاء إنقاذ الرجاء من أزماتها!

لم يقو فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم  على تحسين موقعه في ترتيب الدوري الاحترافي، وها هو من جديد بدون مدرب والجدل مندلع حول التسيير.

والرئيس عادل هالا يواجه وضعا صعبا موروثا وأصوات في محيطه تحرك التغيير والدفع في تجاه الإطاحة بالمكتب المديري وتعويضه بلجنة لتصريف الأعمال حتى نهاية الموسم.

وها هو الرجاء في محطة أخرى ضمن مسار معقد دخله منذ 12 سنة اختل فيها توازنه مما يبين بالملموس أن تراجع اليوم نتاج أسباب عديدة.

وقراءة في الأحداث منذ تولي الحاج محمد بودريقة رئاسة النادي في يونيو 2012 والفوز بالبطولة و كأس العرش وبلوغ نهائي مونديال الأندية، ظهرت بوادر أزمة وراءها تدبير خلف نزاعات وديونا استمرت في التراكم خلال 12 سنة.

ويواجه هالا الأزمة بدوره بين تكاليف الراهن وتسديد الديون والتخلص من المنع من الانتدابات والمعاملات.

خلال 12 سنة تعاقب على رئاسة الرجاء 9 رؤساء، هم محمد بودريقة وسعيد حسبان ومحمد أوزال (لجنة مؤقتة) وجواد زيات ورشيد أندلسي وأنيس محفوظ وعزيز البدراوي ومحمد بودريقة وعوضه عادل هالا.

بودريقة عاد إلى الرئاسة خلفا للبدراوي في ماي 2023 برغبة منه وفجأة غاب في مطلع يناير وظل يؤطر الفريق عن بعد لمدة 220 يوما حتى اعتقاله بألمانيا في 17 يوليوز 2024.

هذا المستجد فرض تعويضه بنائبه في الرئاسة مؤقتا في 19 يوليوز وقام بالمهمة لمدة 56 يوما إلى حين تزكيته في المهمة في الجمع العام يوم 12 شتنبر في السنة المنصرمة.

وموازاة مع الوضع الإداري تراجع المردود الفني عقب الفوز بثنائية البطولة وكأس العرش الموسم الماضي، إذ بدأ الارتباك بالتخلي عن المدرب الألماني جوزيف زينباور ودخول إدارة الرجاء سباقا مع الزمن لإيجاد البديل المناسب.

وتم التعاقد مع الصربي روسمير زفيكو وفشل في مهمته في فترة لم تتجاوز 63 يوما، حصد فيها الفريق هزيمتين، وتم اللجوء إلى ابني الفريق جيناني وأبوشروان وحققا ثلاثة انتصارات في تدبير مؤقت.

وتعاقدت إدارة الرجاء مع البرتغالي ريكاردو سابينتو الذي قضى في المهمة 71 يوما وقع فيها على حصيلة سيئة في الدوري ودوري أبطال إفريقيا وأشرف على 11 مباراة حصد فيها فوزين فقط و3 هزائم و6 تعادلات مما وضع الرجاء في الرتبة الأخيرة في دور المجموعات والثامنة في الدوري.

ومن جديد لجأ المسيرون إلى ابن الفريق حافظ عبد الصادق في إصلاح بالترقيع، في واحد من أسوإ المواسم في تاريخ الفريق المثقل بالهموم.

وقراءة في تاريخ المؤسسة توقفنا على مراحل صعبة اجتازها الرجاويون بدء من سنة 1967 عندما تحرك شباب من المحامين الأساتذة المعطي بوعبيد وعبد اللطيف السملالي وعبد الواحد معاش ومحمد أبيض ولطيفي من عاشقي الرجاء الطامحين في تسيير النادي واصطدموا بجيل الرواد كبوجمعة الكادري ككريم حجاج كالداودي والعشفوبي وبن إدريس وشمس الدين، وحتى اللاعبون انقسموا  إلى مجموعتين.

وتحول ملف الخلاف إلى المحكمة التي عينت موظفا في سلك القضاء لتسيير الفريق مؤقتا إلى حين الجمع العام، ونجح الأساتذة المحامون في المرحلة.

وعاشت الرجاء محطات أخرى عبرتها بتسيير مؤقت في أربعة مناسبات آخرها عقب ابتعاد سعيد حسبان وإسناد المسؤولية إلى محمد أوزال في لجنة مؤقتة قبل الجمع العام الذي اختار جواد زيات رئيسا.

أما عن المواقع في سبورة الترتيب في القسم الأول فقد بدأ الرجاء المسار في أول موسم في الاستقلال 1956-1957، باحتلال الرتبة العاشرة وعاش مواسم صعبة احتل فيها مراتب متأخرة بين الرتبة الرابعة والثالثة عشرة.

وكلما اشتدت الأزمة يتحرك الرجاويون، يلتفون حول ناديهم ويتجاوزون الصعاب بما يليق ويلزم، واليوم أزمة أخرى وحالة أخرى في زمن جيل آخر.

وكالعادة يروج البعض لعقد جمع عام وإحداث التغيير في التسيير واعتماد لجنة مؤقتة لتصريف الأعمال.

ونعتقد أن ما تعانيه مؤسسة الرجاء يفرض تنظيم مؤتمر تتخلله أيام تجتمع فيها فعاليات النادي من أجل المصارحة والمطارحة لأن أزمة اليوم وراءها تراكمات ومشاكل أنتجها تسيير بأخطاء تولد عنها وضع مالي مختل، والوضع أكثر صعوبة في ظرف يتقلص فيه الحكماء تدريجيا.

وها هو الفريق في ورطة ماديا وإداريا وتقنيا؟ والرجاء إنقاذ الرجاء..!!

محمد أبو سهل

Top