المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا

أكد المشاركون في ندوة حول “الإنتاج السينمائي: المشاكل والحلول الممكنة، مقاربة مقارنة بين التجربتين المغربية والتركية”، يوم الخميس بالرباط، على أن السينما المغربية ما تزال تواجه جملة من التحديات التي تعيق تطورها وانتشارها على المستويين الوطني والدولي.
وأكد المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم ضمن برنامج الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا، أن ضعف الترويج والتسويق للسينما المغربية في مقدمة المعيقات التي تحد من بلوغ الفيلم المغربي العالمية، مسجلين في هذا الصدد نجاح التجربة التركية وحضورها بقوة في المشهد السينمائي العالمي عبر مختلف التظاهرات السينمائية الدولية رغم الموارد المتواضعة.
واعتبروا أن نجاح التجرية التركية في هذا المجال راجع بالأساس إلى الإنتاج المشترك مع دول أوروبية من قبيل فرنسا وألمانيا وغيرهما ، إلى جانب التسويق الجيد الذي يحظى به الفيلم التركي على المستوى الوطني والإقبال الكبير للجمهور التركي على القاعات السينمائية بتركيا .
وفي ذات السياق ، أشار المشاركون من ممثلين ومخرجين ومنتجين ونقاد إلى جانب مهتمين بالسينما إلى ضعف الإقبال على القاعات السينمائية بالمغرب، مضيفين أن القرصنة والإنترنيت شكلا أبرز أسباب عزوف الجمهور المغربي عن قاعات عرض الأفلام.
من جانب آخر دعا المشاركون إلى العمل على تشجيع الاستثمار في المجال السينمائي ، من خلال الجمع بين الأعمال السينمائية الهادفة التي تنقل قضايا المجتمع وتلك التي تحقق الربح .
جدير بالإشارة إلى أن إدارة هذه التظاهرة السينمائية الدولية برمجت منتديين آخرين حول “خطاب الجسد في السينما، الكلمة للنساء”، و”الصناعة السينمائية بين تشيئ المرأة والمناصفة” من أجل تسليط الضوء على عدد من القضايا المتعلقة بالمجال السينمائي وحضور النساء فيه .
وفي إطار العروض السينمائية التقى الجمهور مع الشريط المغربي “شكسبير البيضاوي” لمخرجته سونيا تراب، ويجسد الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه، مساء أمس الأربعاء، في إطار المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا ، صورة حية مفعمة بالأمل حول مفهوم الحب بالمغرب.
ويناقش هذا الشريط الوثائقي كيف يمكن قول كلمة “أحبك” في المغرب لا سيما بمدينة الدار البيضاء، حيث تتابع مخرجة الفيلم في غضون ستين دقيقة فرقة مسرحية من الشباب تقدم عرضا بعنوان “حلم ليلة صيف” باللغة العامية في شوارع الدار البيضاء.
وتغتنم الفرقة المسرحية هذه الفرصة للاقتراب من الجمهور وسؤال المدينة برمتها عن الحب ولغته، حيث يكشف هذا الشريط الوثائقي تعطش المغاربة لهذه الكلمة ، والتعبير عن مشاعرهم وإثارة مسألة الحب دون تحفظ .
واعتبرت مخرجة الفيلم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، بهذا الخصوص ، هذا الشريط بمثابة إعلان عن حب لمدينة الدار البيضاء، إذ قالت” لقد مكنني هذا الفيلم من أن أحب هذه المدينة، وأن أتصالح مع ذاتي، وأن أبرز تصور المواطن المغربي البسيط عن الحب، وأسلط الضوء عن تطلعات الشباب المغربي “.
وأوضحت تراب أن هذا الشريط الوثائقي، الذي يرتكز على الحب ، يتناول أيضا مسألة الشباب، لا سيما منهم المنحدرين من وسط محروم والذين، بالرغم من الظروف الصعبة، يظلون متفائلين بغد أفضل، مضيفة “يجب أن نضع الأمل في الشباب، ونؤمن به، ونتوجه إليه، ونستكشفه ونساعده، لأنه يمثل حاضر ومستقبل هذا البلد”.
جدير بالتذكير أن ستة أفلام تتنافس على جائزة الفيلم الوثائقي ضمن فعاليات هذا الموعد السينمائي الدولي التي تتواصل إلى غاية 30 شتنبر الجاري، ويتعلق الأمر ب “جبل آخر” لنويمي أوبري أنووكمانجير (تركيا وفرنسا)، و”جيريكو، رحلة الأيام اللامتناهية” لكاتالينا ميسا (كولومبيا)، و”الفتيات لا يحلقن” لمونيكا جراسل (ألمانيا وأستراليا وغانا)،و”أخوات الشجاعة” للطيفة دوغري (تونس) إضافة إلى “شكسبير البيضاوي” لسونيا تراب (المغرب).
وتضم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي الطويل التي ترأسها المخرجة السنغالية فاطوماتا بينتو كاندي، المغربيتين الصحافية والكاتبة فاطمة الإفريقي والمنتجة والمخرجة رحمة المدني.
وقد افتتح المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، الاثنين الماضي على وقع تكريم وجوه بصمت بأعمالها وإبداعها المشهد السينمائي ويتعلق الأمر بالمصور السينمائي المغربي الراحل عبد الله بايحيا والممثلة المصرية روجينا إلى جانب الممثلة التركية ديفني هالمان المعروفة بمواقفها ونضالها من أجل قضايا المرأة.
من جهة أخرى تحرص إدارة المهرجان، كل دورة على فتح نافذة للمهتمين بالفن السابع وللجمهور ، على الفيلم الطويل والقصير لمبدعين مغاربة ، تعالج مواضيع تسلط الضوء على عدد من قضايا النساء وهمومها وانتظاراتها.

Related posts

Top