النسخة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة تختم فعالياتها اليوم

تضع النسخة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء، أوزارها، اليوم، بعد أن استنفذت فقرات برنامجها المتنوع لهذه السنة والتي شملت عروض أفلام، وموائد مستديرة للنقاش طرحت أسئلة بيئية واجتماعية وحلقات ماستر كلاس، وتكريمات، إضافة الى حزمة من الفقرات الموازية مثل “بانورما السينما المغربية”، التي تم في إطارها عرض ثلاثة أفلام سينمائية مغربية، وفقرة “سينما العالم”، التي تم في إطارها عرض ثلاثة أعمال سينمائية من إيران واليمن وتونس. تحت شعار “السينما، والماء.
وقد ختم الفيلم الهندي الطويل “بيهي” للمخرج فينود كابري، مساء السبت ، سلسلة العروض المبرمجة ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل.
وهو الشريط، الذي تم عرضه بقاعة المركز الثقافي بزاكورة.
وقد تم خلال المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، أيضاعرض ثمانية أفلام طويلة أخرى، هي “عاصفة الرمل” للمخرج المالي إبراهيما توري، و”أمواج متلاطمة” للمخرج التونسي حبيب مستيري، و”الرجال فقط عند الدفن” للمخرج الإماراتي عبد الله الكعبي، و”طالما نعيش” للمخرج البوركينابي داني كوياتي، و”علي، معزة وإبراهيم” للمخرج المصري شريف البنداري، و”ملاريا” للمخرج الإيراني بارفيز شاهبازي، و”ضربة في الراس” للمخرج المغربي هشام العسري، و”يا عمري” للمخرج اللبناني هادي زكاك.
وقد تميزت هذه الدورة أيضا ببعدها الإنساني من حيث نقل الفرجة الى نزلاء السجن المدني بزاكورة.
وقال مدير المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء أحمد شهيد، إن الهدف الأساسي من عرض الشريط بالسجن المدني لزاكورة، يتمثل في “إضفاء الطابع الإنساني على الفضاءات السجنية باعتبارها أماكن مغلقة، وذلك من خلال إدخال أجواء الفرحة والبهجة إلى قلب هذه الفضاءات، وبالتالي المساهمة في إعادة إدماج السجناء في أفق انقضاء عقوباتهم السجنية”.
وشدد على ما تتمتع به السينما والثقافة والفن بشكل عام من “أثر كبير في مسار تحقيق إعادة إدماج هذه الفئة الاجتماعية”، مبرزا أن اختيار أعمال سينمائية تعالج مواضيع تربوية وبيئية واجتماعية يتماشى بشكل كبير مع روح وفلسفة هذه المبادرة السنوية.
وعلى نفس المنوال، اعتبر الفنان ياسين أحجام، عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الطويل بالمهرجان، أن عرض أشرطة فقرة السينما المتنقلة بالمؤسسة السجنية “مبادرة مميزة جدا لكونها تقرب المسافة وتتيح اللقاء والتبادل بين نزلاء هذه المؤسسة السجنية والفنانين”، مبرزا دور هذه المبادرة في تحفيزهم على الخلق والإبداع.
وجدير بالذكر أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ترأسها الفنان الهولندي كويرت دافيدسي إلى جانب كل من الممثل والمخرج المغربي ادريس الروخ، والممثل المغربي ياسين احجام و محمد الكيندي رئيس المهرجان السينمائي الدولي لمسقط و الإيطالي فابريسيو كولومبو المدير الفني لمهرجان زنزبار، و المغربية رشيدة السعيدي، مديرة الإنتاج، بالإضافة للشاعرة و الباحثة في مجال الأدب عائشة عمور.
فيما ضمت لجنة تحكيم مسابقة “السيناريو”، الروائي المغربي وكاتب السيناريو ميلودي شغموم، الى جانب كل من إبرايم إيغلان، كاتب سيناريو الأفلام الوثائقية، والكاتب محمد الحفيدي، الرئيس السابق للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب حفيظ العيساوي و الكاتب و الإعلامي مصطفى النحال.
وكانت الدورة قد طرحت للنقاش العديد من الأسئلة حول السينما وعلاقتها ببعض القضايا ذات الراهنية والمجالات الحيوية، من بينها الندوة التي تساءلت حول علاقة هذه الأخيرة بالرواية، حيث اعتبر الكاتب المغربي مصطفى النحال، أن العلاقة بين السينما والرواية ما فتئت تطرح الكثير من النقاش.
وأوضح مصطفى النحال، الأكاديمي والباحث في مجال الأدب العربي، خلال مشاركته في درس للسينما (ماستر كلاس)، نظم في إطار فعاليات النسخة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة، أن “العلاقة بين السينما والرواية تثير سيلا من النقاش بحكم تعدد نقط الالتقاء والاختلاف بين هذين الجنسين التعبيريين”.
وبعد أن سجل أن لكل من السينما والرواية خصوصيات، أبرز النحال أن العلاقة بينهما تتجلى أساسا في ما يسمى ب”الاقتباس”، مضيفا أن الأخير يطرح العديد من القضايا من وجهة نظر السينمائيين والروائيين.
وعلاقة بنفس السؤال، أكد الروائي المغربي الميلودي شغموم، في مداخلة مماثلة، أن موضوع العلاقة بين مجالي السينما والرواية ما انفك يثير حزمة من الإشكاليات، التي تتمثل في وجود بعض الحساسيات وسوء الفهم أيضا.
واعتبر شغموم، الذي يترأس لجنة تحكيم مسابقة كتابة السيناريو بالمهرجان ، أنه “من المناسب جدا تسليط الضوء على مثل هذه المواضيع في لقاءات من نوع الماستر كلاس”، مشيرا إلى ضرورة تحيين هذه النقاشات من حين لآخر.
و تميزت دورة هذه السنة ببرمجة حاولت من خلالها معالجة مشكلة الماء سينمائيا، بارتباط مع ما تطرحه مشكلة ندرة المياه بالعديد من المناطق في العالم و بالمغرب و كذا بإقليم زاكورة على الخصوص، و كيفية التعاطي مع ما يثيره توفير هذه المادة الحيوية من إكراهات تواجه حاضر ومستقبل البشرية.

 سعيد الحبشي

Related posts

Top