تافه آخر نطق…

أياما فقط بعد إحالته على التقاعد الإداري، ومغادرته لشبكة قنوات “بين سبورت” القطرية، لم يعط لخضر بريش نفسه مهلة قصيرة، قصد التمتع بالراحة واسترجاع الأنفاس، والتفكير بعمق في مرحلة جديدة، تختلف كليا عن مسار مهني داخل قناة دولية، فرض عليه الاشتغال بها الانضباط وعدم الخروج عن النص، حتى ولو بنشر تدوينة بوسائل التواصل الاجتماعي…
صاحبنا هذا أكد أن الابتعاد عن التفاهة والخوض في متاهات بعيدة عن مجال علمه، لم يكن بإرادته أو قناعة راسخة، وأن الابتعاد عن الخوض في مزايدات بئيسة وترهات يائسة، لم يكن من مقومات شخصيته، بل كان أخونا مجبرا لا بطلا، مخافة تضييع فرصة العمل…
بسرعة فائقة، وبعد أن كان يظهر الولاء للقطريين، عاد ليغير القناع بسرعة نحو نظام “الكابرنات”، وأسهل الطرق كما فعل من قبله مواطنه “البراح”، مهاجمة المغرب واتهامه بمحاربة كل ما هو جزائري، حتى لو بكلام خارج المنطق…
فقد أثارت تصريحاته لقناة جزائرية تسمى “الشرور” أو “الشروق”، موجة من السخرية، عندما ادعى أن المغرب استعمل الكولسة من أجل الوصول إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، وأن الجار المغربي قد يكون وراء إقصاء المنتخب الجزائري من التصفيات، بعدما انهزم في لقاء شاهده الكل، حيث انتزع المنتخب الكاميروني في الثواني الأخيرة من المباراة، بطاقة التأهل لمونديال 2022.
قال الخديم الجديد لنظام “الكابرانات” إنه المسكين الذي لم يهضم كيف تأهلت الكامرون للمونديال، وزاد في هذيانه مضيفا أن هناك شيئا ما حصل في هذه المباراة، ربما من اللاعبين أو المدرب أو (الكاف) أو الحكم أو الجيران، ونسي أن يتهم أيضا العفاريت والشياطين والأشباح…
“الكل في إفريقيا يشتغل في الكواليس، فجيراننا مثلا ذهبوا لمونديال قطر 2022 بالعمل في الكواليس، وفي الخفاء من أجل تسهيل الأمور على منتخب بلدهم، ولو ذهبت الجزائر لكأس العالم، لكان من الممكن أن نصل إلى النهائي، لأنه كان لدينا منتخب أفضل من المغرب”.
هكذا واصل هذا الأخضر اليائس تهيؤاته، إلى درجة يعتقد معها أنه قبل الدخول للاستوديو تناول موادا لعبت بعقله وتفكيره.
شخصيا أشفقت عليه، لأنه نسى بسرعة أن شهورا فقط قبل المونديال القطري، أقصي منتخب الجزائر من الدور الأول، بكأس إفريقيا للأمم بالكامرون، فكيف يفسر هذا العالم العليم مثل هذا التناقض الذي لا يسمح أن يسقط فيه إعلامي، من المفترض أنه يتمتع بتجربة كبيرة، وتوفر على أدوات التحليل وقراءة المواضيع بحرفية وتجرد ومهنية عالية…
بالله عليكم، هل هناك عاقل يصدق مثل هذه الخزعبلات في برنامج تلفزيوني؟ ترهات تتناغم مع اتهام سابق لفوزي لقجع بأنه هو من أفسد عشب ملعب لبليدة، إنها حماقة لا مثيل لها، فمعاداة المغرب أوصلت الكثير من زمرة الجارة الشرقية إلى مرحلة الجنون…
هناك سؤال يطرح نفسه في حالة لخضر وقبله الدراجي، وهو: ما الذي يجعل صحافيي الجارة الشرقية يفقدون بسرعة صوابهم بمجرد عودتهم لأحضان “الكابرانات”؟

محمد الروحلي

Top