تقرير المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية المقدم أمام أشغال المجلس المركزي في دورته الرابعة

استعرض تقرير المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية مجموعة من القضايا الأساسية وفي مقدمتها قضية الوحدة الوطنية، والقضية فلسطين، اللتمعتبرا إياهما قضيتين مركزيتين ومبدئيتين بالنسبة للشبيبة الاشتراكية. كما استعرض التقرير الذي قدمه يونس سيراج، في افتتاح الدورة الرابعة للمجلس المركزي للشبيبة الاشتراكية التي التأمت السبت الماضي بالرباط،عددا من القضايا الأساسية، وفي مقدمتها ما يتعلق بوضعية الشباب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
فيما يلي النص الكامل للتقرير:

الرفيق الأمين العام
الرفيقات العزيزات والرفاق الأعزاء أعضاء المكتب السياسي للحزب
الرفيقات العزيزات الرفاق الأعزاء أعضاء المكتب الوطني والمجلس المركزي وكتاب الفروع لمنظمة الشبيبة الاشتراكية.
السيدات والسادة ضيوف منظمة الشبيبة الاشتراكية، ونخص بالذكر رجال ونساء الجسم الإعلامي الوطني المحترمين.
الحضور الكريم

أهلا وسهلا بكن وبكم جميعا.
بداية اسمحوا لي أن أقدم باسمكم جميعا تحية شكر وامتنان للرفيق محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزبنا حزب التقدم والاشتراكية، على تلبيته الدعوة وإصراره على الحضور معنا في فعاليات الدورة الرابعة للمجلس المركزي. التي نلتئم وإياكم فيها. وهي دورة تأخرت كثيرا عن موعدها المقرر، لأسباب عديد منها ما هو ذاتي ومنها ما هو موضوعي، سنقوم بتفصيلها داخل هذا التقرير وخلال أشغال دورتنا هاته.
إذ رغم تأخر انعقاد هذه الدورة فالمنظمة لم تتوقف ولم تتعطل عجلة عملها داخل الفروع المحلية والتنسيقيات الإقليمية وأجهزتها الوطنية. إذ كانت دائما حاضرة ومتفاعلة مع القضايا الشبابية والوطنية والدولية، كما كانت حريصة على متابعة أدق التفاصيل المرتبطة بحياتها الداخلية.

الرفيقات العزيزات الرفاق الأعزاء
يسعدني أن أهنئ جميع الرفيقات في منظمة الشبيبة الاشتراكية وحزب التقدم والاشتراكية باليوم العالمي لحقوق النساء، الذي يصادف ثامن مارس من كل سنة، وبهذه المناسبة أحييكن كنساء ومن خلالكن نحيي نضالات المرأة حيثما وجدت، ونحيي بالخصوص المرأة المغربية على صمودها في وجه ما تعانيه من تهميش وتمييز في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
ونجدد معكن العهد على مواصلة النضال ضد كل أشكال الحيف والظلم والتمييز الذي تعيشها المرأة المغربية في البوادي والمدن وأعالي الجبال.
إن معانات نساء اليوم تزداد تفاقما في كل بقاع العالم، وخاصة ونحن نعيش في ظل العديد من التحديات والحروب والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية والتوترات الاقليمية، التي انعكست آثارها السلبية على الجميع، لكن نصيب النساء منها هو الأكبر على الدوام.

< القضية الفلسطينية

وهي مناسبة، نحيي فيها أيضا صمود ونضالات المرأة الفلسطينية ونثمن تضحيات الأسيرات في سجون الاحتلال وكل نساء المقاومة، إذ نؤكد لهن ولكل أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعيشُ فترة عصيبة، بسبب سياسةِ التنكيل والتعذيب والترهيب، والتقتيل والتهجير، التي يتعرض لها من طرف الاحتلال الصهيوني الغاشم والمتغطرس.
هذه السياسة الصهيونية كانت دائما محطة تنديد وشجب من طرف منظمة الشبيبة الاشتراكية، التي تتابع عن كثب كل التطورات المصاحبة للقضية الفلسطينية، كما تعلن خلال كل المناسبات عن تضامنها المبدئي والمطلق مع نضال وكفاح الشعب الفلسطيني المشروع ضد الاحتلال الصهيوني، إلى غاية إقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس.
كما عبرت الشبيبة في غير ما مرة من خلال بلاغات المكتب الوطني عن إدانتها الصارخة لجرائم الحرب التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، من انتهاكات دموية وممارسات عنصرية وتمييزية، واعتداءات على المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي وعلى عموم الأسرى في سجون الاحتلال، واستيطان وتوسع في الأراضي الفلسطينية، كان آخرها اغتيال الأطفال والشباب الفلسطينيين بدم بارد خلال اقتحامات لجيش الاحتلال الصهيوني لمخيم جنين ومدينة نابلس وبلدة حوارة. كما دأبت منظمتنا العتيدة من خلال تنظيمها لأنشطة حضورية وعن بعد على دعم كل أشكال المقاومة الفلسطينية، وعلى التنسيق مع مختلف الشبيبات الحزبية الفلسطينية من أجل توحيد الرؤى والجهود في الترافع عن القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضيتنا المركزية إلى جانب قضية وحدتنا الترابية.
إننا في منظمة الشبيبة الاشتراكية، كنا وسنبقى دوماً، إلى جانب الشعب الفلسطيني داعِمين ومُساندين له، إلى حين إيجاد تسوية سلمية ونهائية وعادلة ودائمة تضمن كافة الحقوق للشعب الفلسطيني الصامد.

< القضية الوطنية

في هذا السياق المضطرب، يواصِل بلدُنا مسار النضال بهدف تثبيت سيادته الوطنية على كافة مجاله الترابي، ويتجلى ذلك من خلال الجُــهد الديبلوماسي النشيط والفعال، بالإضافة للمجهودات التنموية الهائلة بأقاليمنا الجنوبية العزيزة علينا جميعا.
ومن باب المسؤولية التاريخية نؤكد على أن وحدتنا الترابية هي قضيةٌ مركزيةٌ ومبدئية والمبدأ الأساسي لهويتنا الوطنية. وهي قضيةٌ تَـــــهُـــمُّ الشعبَ المغربي قاطبة ًداخل الوطن وخارجه. وقد ارتبطت على الدوام، في مدرستنا السياسية داخل حزب التقدم والاشتراكية ومنظماته الموازية، بمعركة الاستقلال الوطني وتوطيد دعائمه، وببناء الدولة الوطنية الديموقراطية.
وقد عرفت قضيةُ وحدتنا الترابية مستجدات جد إيجابية، تَـــجَــلَّـــتْ بالأساس في المنعطف التاريخي المتعلق بإعتراف العديد من القوى العظمى بمغربية الصحراء. كما تزايد عدد البلدان الداعمة لموقف بلادنا، وكذا ارتفاع عدد القنصليات بأقاليمنا الجنوبية ليصل إلى 26 قنصلية. حيث بات الجميع يُــدرك، أكثر فأكثر، مدى جدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي الموسع، وأهميته كمقترحٍ مغربي ذي مصداقية لأجل الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل الذي تتحمل فيه الجزائرُ المسؤولية المُباشِرة كطرف رئيسي في النزاع، ضاربة عرض الحائط كل قيم الجوار والدين والثقافة والتاريخ المشترك لبلدينا. وهي بذلك تقف سدا منيعا أمام طموحاتِ شعوب المغرب الكبير وتطلعها نحو الوحدة والتكامل والازدهار المشترك. وهو الطموح الذي نلمسه على أرض الواقع لدى أشقائنا وأصدقائنا بدول المغرب الكبير وخاصة في موريتانيا وليبيا التي سنزورها خلال بداية الأسبوع المقبل لنفس الغاية والهدف.
إن بلادنا كانت وستظل متمسكة، بسياسة اليد الممدودة، التي أطلاقها صاحب الجلالة مع كافة جيرانها، وحريصةً على بناء المغرب الكبير، عَـــسَى أن يأتيِ يومٌ تتغلب فيه لغةُ العقل والحوار والحق والمشروعية والشرعية والانصات، ويتم فيه نزع فتيل التوتر وايقاف هذا السباق نحو التسلح، مع تحويل الميزانيات التي يتم هدرها على اقتناء أسلحة بالية ومتآكلة لإنشاء مشاريع تنموية لشباب المنطقة وتحويل بلدان المغرب الكبير من منطقة عبور، عبر مراكب الموت نحو أوروبا، إلى بلدان تنعم بالاستقرار والازدهار والرخاء.
إن هذه المكاسب الديبلوماسية، التي كسبتها قضيتنا الوطنية الأولى لن يتم حسمها إلا من خلال تمتين جبهتنا الداخلية، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، من خلال بناء نموذج تنموي يكون الانسان محوره الأساس، وتوسيع مجال الحريات الفردية والجماعية، وتقوية دور الدولة وتعزيز المقاربات الاجتماعية والرفع من الاستثمار العمومي، والعمل على جعل السلط منفصلة عن بعضها البعض وتراقب بعضها البعض، بما يؤمن الدولة العادلة التي تصون الحقوق ومحفزة على أداء الواجبات…الخ. وغيرها من الإجراءات التي ستضمن استمرار وتقوية تعبئة كافة مكونات الشعب المغربي حول قضية وحدتنا الترابية.

< الوضعية العامة بالبلاد وتأثيرها على الشباب

الرفيقات العزيزات
الرفاق الأعزاء
تنعقد دورة المجلس المركزي هاته، في ظل التداعيات الخطيرة على القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، التي خلفها، ولازال، استمرار موجة الغلاء والارتفاع الصاروخي والغير مسبوق للأسعار، سواء منها أسعار المحروقات أو أسعار المواد الأساسية لتصل موجة الغلاء لكل المواد الغذائية، التي تكتوي بنيرانها الفئات الهشة والفقيرة، بالإضافة إلى الطبقة المتوسطة، في ظل وقوف الحكومة أمام هذه الأوضاع في موقع المتفرج، وعدم قيامها بإجراءات وتدابير حقيقية، قادرة على التخفيف من آثار هذا الارتفاع الفاحش للأسعار، ومعالجة أسبابه، إذ تستمر في الاختباء وراء مجموعة من المبررات، المرتبطة بالتقلبات الدولية، وتداعيات الجائحة والحرب الروسية الأوكرانية، والجفاف، وهي ظروف موضوعية تعاني منها العديد من دول العالم، والتي عملت حكومات مختلف هذه الدول على اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات للتخفيف من وطأتها على مواطنيها، لكن للأسف، غياب الجرأة السياسية لدى هذه الحكومة وعدم قدرتها على القيام بتدابير استثنائية تستجيب للحاجيات الملحة التي تفرضها هذه الوضعية الاستثنائية التي تعرفها بلادنا اقتصاديا واجتماعيا، جعل الأوضاع تسير من السيء للأسوء، الشيء الذي بات يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي، وهو ما يدعو الحكومة للتدخل، وبشكل مستعجل، من خلال تدابير حقيقية وملموسة قادرة على التخفيف من وطأة المعاناة التي يعيشها المواطنات والمواطنون بمختلف مناطق البلاد. والتي تتمثل، بالإضافة إلى وضع حد لتضارب المصالح التي يعرفها سوق المحروقات وآثارها على استمرار ارتفاع أسعارها على المستوى الوطني، رغم المتغيرات التي يعرفها هذا المجال دوليا، إلى التدخل العاجل لضبط الأسعار، والحد من المضاربات التي يظل المستهلك الحلقة الأضعف فيها، واتخاذ اجراءات صارمة تحد من مظاهر الاحتكار، مع تأكيدنا على ضرورة تدخل مجلس المنافسة للقيام بأدواره الدستورية حماية للقدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين. مع التأكيد على ضرورة إعادة النظر في السياسة التصديرية، التي تهم عددا من المنتوجات الفلاحية، والتي تتم على حساب حاجة السوق الداخلي، الشيء الذي يؤدي إلى اختلال التوازن على مستوى العرض والطلب داخل السوق الوطنية. مع التأكيد، في هذا الصدد، على ضرورة وضع استراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى، لضمان استدامة الأمن الغذائي والمائي، خاصة في ظل ما يعرفه هذا الأخير من تحديات بسبب توالي سنوات الجفاف على المستوى الوطني والتحديات التي يطرحها سؤال الأمن الغذائي على مستوى العالم.

< وضعية الشباب اقتصاديا، اجتماعيا وسياسي

الرفيقات العزيزات
الرفاق الأعزاء
يعتبر إدماج الشباب في مختلف المجالات الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية والثقافية، من أهم مداخل العدالة الاجتماعية، ومن السبل الأساسية المساهمة في تعزيز مسيرة بلادنا التنموية والديمقراطية، لكون هذه الفئة تشكل رأس مال لامادي مهم جدا، خاصة وأن هذه الطاقة الحيوية تتعرض في معظمها للهدر، في الظروف العادية، فما بالك بالظروف الاستثنائية التي تمر منها بلادنا اليوم، اقتصاديا واجتماعيا، وآثارها السلبية على فئة الشباب.
فلا تزال البطالة تشكل تحديا حقيقيا، ويبقى ارتفاع معدل البطالة ملحوظا في صفوف الشباب خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع هذا المعدل ما بين سنتي 2019 و2021، حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، ب 6,9 نقطة مقابل 3,1 نقطة لدى مجموع السكان النشيطين، وتتميز فئة الشباب بضعف المشاركة في سوق الشغل، حيث إن معدل نشاطهم يصل 23,9% مقابل 45,3% بالنسبة لمجموع السكان، كما أن أكثر من ربع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 (26% أو1,5 مليون شاب) لا يعملون، لا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين. وتتجلى بطالة الشباب بشكل أكبر بالوسط الحضري وبين النساء الشابات بحدة أكبر، حيث يبلغ هذا المعدل ذروته 46,7% بالوسط الحضري ويفوق المعدل لدى الشابات نظيره لدى الشبان ب 13 نقطة، وحسب نفس المؤسسة، 70,4% من الشباب العاطلين هم في وضعية بحث عن شغل منذ سنة أو أكثر وحوالي ثلاثة أرباع الشباب في وضعية بطالة لم يسبق لهم أن اشتغلوا (73,4%).
وهي الأرقام والمؤشرات المقلقة جدا، والتي تسائل السياسات الحكومية الموجهة للشباب ببلادنا، وفشلها في تحقيق إدماج حقيقي للشباب في المجال الاقتصادي والاجتماعي، رغم تعدد البرامج الموجهة لهذه الفئة، والتي أثبتت محدوديتها وعدم قدرتها على استيعاب حجم الطلب في صفوف الشباب، وعدم استدامة آثار مجموعة من البرامج على واقع الشباب المغربي، وهو الواقع الذي تقتضي معالجته تقوية النسيج الاقتصادي الوطني، وتحسين حكامة سوق الشغل، وإعادة النظر في منظومة التكوين وربطه بمتطلبات سوق الشغل في الوقت الحالي والمستقبل، مع ضرورة الانفتاح القوي على المهن الجديدة، واستحضار مجموعة من التجارب الناجحة على هذا المستوى، لإعداد سياسات عمومية شاملة وناجعة، قادرة على الاستثمار الأمثل لهذه الثروة اللامادية المهمة التي تزخر بها بلادنا.
مع التأكيد على ضرورة إصلاح منظومة التعليم الجامعي، بما يستجيب لتنمية جاذبية الجامعة من خلال تطوير البحث العلمي، وتطوير وتنويع مجالات التكوين بما يساهم في مردودية التعليم العالي، مع الحرص على تحقيق العدالة المجالية، لضمان استفادة الشبان والشابات من مختلف مناطق المغرب من الولوج لنفس فرص التعليم العالي، وكذا ضمان المساواة، من الاستفادة من ثمار التنمية، والولوج لمختلف الخدمات العمومية ومختلف الحقوق التي يكفلها دستور المملكة.
بالإضافة إلى الأهمية التي يكتسيها التمكين الاقتصادي والاجتماعي، تعتبر المشاركة السياسية للشباب من أهم مداخل تعزيز مساهمة الشباب في المسار الديمقراطي وتحقيق التنمية المنشودة، لذلك وجب الوقوف عند مدى مساهمة الشباب في الحياة السياسية، سواء على مستوى الانخراط في الأحزاب السياسية والنقابات، المساهمة في العمليات الانتخابية، كمرشحين ومصوتين، مساهمة الشباب في المؤسسات المنتخبة وطنيا وترابيا.
وتجدر الإشارة، إلى أنه بالرغم من المجهودات المبذولة على هذا المستوى، إلا أن الواقع العملي لا زال يعرف مشاركة ضعيفة للشباب، وسمته الأساسية عزوف الشباب عن المشاركة السياسية من داخل المؤسسات، وتوجهه لأشكال جديدة للتعبير عن احتياجاته ومطالبه، وفي أحيان كثيرة دون تأطير، مما يفسر الهوة بين الشباب والفضاء السياسي المنظم، وهو ما يدعو المؤسسات الحزبية لتحمل مسؤوليتها في تأطير الشباب وتعزيز حضوره في مختلف هياكله القيادية وطنيا وترابيا، وتيسير شروط ولوجه للمؤسسات المنتخبة، لتعزيز مساهمته في تطوير أدائها والتعبير عن مطالبه وتطلعاته من داخلها.
بالإضافة إلى ضرورة مراجعة التشريعات بما يضمن تعزيز وفعلية مشاركة الشباب، في مختلف المجالات وعلى رأسها المجال السياسي، مع التأكيد على ضرورة ملاءمتها مع مضامين الدستور والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، وكذا الإسراع بإخراج القانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية الضامنين للحقوق والحريات لكل المواطنات والمواطنين، وعلى رأسهم فئة الشباب، لأنه لا مفر من ذلك، لاستعادة ثقة الشباب في الحياة العامة وتقوية ثقافة المشاركة المواطنة، وتعزيز الشعور بالانتماء للوطن.

< أنشطة المنظمة ما بين الدورتين

الرفيقات العزيزات
الرفاق الأعزاء
بعد انعقاد الدورة الثالثة للمجلس المركزي لمنظمة الشبيبة الاشتراكية في 22 فبراير 2020 تم تسطير برنامج للأنشطة برزنامة محددة ،غير أن ما شهده العالم من اجتياح لوباء كورونا لم تتمكن المنظمة خلال الفترة ما بين انعقاد الدورة الثالثة لمجلسها المركزي و فرض الحجر الصحي ببلادنا و الذي أملته جائحة كورونا سوى من القيام بزيارة عمل وحيدة همت مجموعة من الدول العربية تخللتها عدة لقاءات مع تنظيمات شبابية و حزبية و مع هيئات المجتمع المدني بلبنان و سوريا و الأردن وفلسطين و ذلك في الفترة الممتدة ما بين 23 فبراير و 7 مارس 2020 .
إن الوضع الذي أملته جائحة كورونا ، و الحجر الصحي الذي فرضته ، و ما تلاه من إعلان حالة الطوارئ دفع المكتب الوطني الشبيبة الاشتراكية الى التفكير الجدي في ابتكار سبل عملية بغية الإسهام المسؤول في الانخراط في الدور التوعوي و التثقيفي بكيفية مواجهة هذا الوباء ، إذ قامت أغلبية فروع المنظمة على امتداد التراب الوطني من القيام بحملات تحسيسية و توعوية بالإضافة لحملات التبرع بالدم ، كما قامت بحملات ذات طابع اجتماعي هم بدرجة أولى الفئات الهشة و التي ساءت أوضاعها المعيشية جراء هذا الوباء ، بالإضافة لجهود تطوعية أخرى قام بها مناضلو الشبيبة الاشتراكية في هذا الإطار
إن ما أملته جائحة كورونا من قرارات جعلت المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية يفكر في صيغ جديدة من أجل الحفاظ على أنشطة المنظمة الجماهيرية و التواصلية مع فروعها و منخرطيها و عموم شابات و شباب الوطن ، و كذا نسقها في تقديم ما يحقق أهدافها المسطرة في قانونها الاساسي سواء على المستوى السياسي أو الثقافي او الادبي ، مما فرض استعمال الفضاء الرقمي بشكل ممنهج و مطرد حيث قامت منظمة الشبيبة الاشتراكية من عقد عديد الندوات التفاعلية طيلة فترة حالة الطوارئ و الحجر الصحي تطرقت من خلاله لمواضيع راهنية تهم الشباب بدرجة أولى كالتعليم و الصحة و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الحريات والتمكين السياسي و التشغيل و التنمية المستدامة و الواقع الاقتصادي و الوضع الايكولوجي ، كما ناقشت خلالها المنظمة أهمية المشهد السياسي في ظل جائحة كورونا وآثارها و أبعاد انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية و السياسية وغيرها من المواضيع ذات أهمية ، كما قامت خلال الفترة ذاتها بعدة ندوات تفاعلية مع شبيبات صديقة عالمية خصت مواضيع قضايا الشعوب و رهانات اليسار و القضية الفلسطينية و الرأسمالية العالمية في ظل أزمة كورونا و كذا القضية الوطنية
إن منظمة الشبيبة الاشتراكية و بعد رفع حالة الطوارئ استأنفت أنشطتها الإعتيادية و ذلك بعقد لقاءاتها الجهوية في مختلف جهات المملكة ، كما عملت على إنجاح دورتها التكوينية بأكادير أيام 9 -10 -11 يوليوز 2021 والتي كانت تحت شعار ” من أجل كسب رهان المشاركة السياسية للشباب “، و إذ تشيد المنظمة بالنجاح الباهر الذي عرفه الملتقى الدولي للشباب بطنجة أيام 27, 28 و 29 ماي 2022 بمشاركة عدد من المنظمات الشبابية من مختلف قارات العالم تحت شعار ” نحو عالم جدير بشبابه ” وهو الملتقى الذي تميز بعقد عدة ندوات حول المعرفة و الهوية و تعزيز البناء الديمقراطي و الخيارات التنموية و سؤال الاستدامة ، كما تميز بعقد لقاءات على هامشه مع مختلف المنظمات المشاركة و التي تناولت مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
إن إيمان منظمة الشبيبة الاشتراكية بضرورة الانفتاح على مختلف شرائح المجتمع الشبابية دفعها للعمل على سن ملتقيات جهوية في أغلب جهات المملكة تضمنت ندوات فكرية و أنشطة ثقافية و رياضية حيث تم عقد ملتقى الدار البيضاء التكويني في نسخته الثانية بمخيم الحوزية ما بين 8 و 11 شتنبر 2022 تحت شعار “واقع و أدوار الشباب في السياسات العمومية بين الترافع و التراجع”، و ملتقى جهتي الشرق و فاس مكناس في الفترة ما بين 21 و 23 أكتوبر 2022 تحت شعار تحقيق التنمية الجهوية رهين بربط المسؤولية بالمحاسبة، كما تم عقد الجامعة الخريفية لجهتي الدار البيضاء سطات و سوس ماسة بأكادير تحت شعار الشباب و التمكين السياسي أية مكانة للشباب في وثائق حزب التقدم و الاشتراكية و ذلك أيام 28 و 29 و 30 أكتوبر 2022.
كما عقدت منظمة الشبيبة الاشتراكية خلال هذه الفترة عدة لقاءات مع المكتب السياسي ومجلس الرئاسة لحزب التقدم والاشتراكية، ووزير الشباب والثقافة والاتصال، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالإضافة لعدد من اللقاءات مع عدد من شبيبات الأحزاب السياسية الوطنية.
أما على مستوى علاقاتها الخارجية، فقد شاركت منظمة الشبيبة الاشتراكية بوفد في المهرجان الثقافي المركزي المنظم من طرف حزب الصواب الموريتاني بنواكشوط في الفترة ما بين 26 و 28 نونبر 2021 ، كما شاركت في المنتدى الصيني العربي و المنظم من طرف دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، و المنتدى الشبابي الصيني الافريقي المنظم من طرف اتحاد شباب عموم الصين بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، و المنتدى العالمي لتنمية الشباب المنظم بجمهورية الصين، و المؤتمر الثاني للشبيبة الشيوعية الأمريكية(عن بعد)، كما شاركت منظمة الشبيبة الاشتراكية في ندوة الشبيبة الشيوعية الايطالية بجهة ألفينيتو، و في فعاليات الدورة 15 للمنتدى الاجتماعي العالمي بمكسيكو ما بين فاتح و سادس ماي 2022 والتي نوقشت خلاله محاور العدالة الاجتماعية و البدائل الاقتصادية للشعوب و التغيير المناخي والسلم والديمقراطية والمشاركة السياسية وحقوق الإنسان وكان مناسبة للشبيبة الإشتراكية لبسط القضية الوطنية و شرح مقترح الحكم الذاتي وفي نفس الإطار نظمت الشبيبة الاشتراكية الملتقى المغربي الموريتاني بمدينة الداخلة ما بين 16 و 23 شتنبر 2022 في إطار جامعتها الصيفية تحت شعار ” الشباب رافعة أساسية لبناء صرح مغاربي قوي ” حيث كان استقبال الوفد الموريتاني بمعبر الكركرات في رسالة ذات حمولة سياسية قوية.
وفي إطار دورها الترافعي قامت منظمة الشبيبة الاشتراكية برفع دعاوي مستعجلة ضد كل من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والرياضة دفاعا على الشباب وحقهم في ولوج الوظيفة العمومية، كما كانت دائما الى جانب نضالات التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد
كما أنها وفي إطار مبدئها الأساس نصرة للقضية الفلسطينية شاركت منظمة الشبيبة الاشتراكية في المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني والتي نظمت يوم 16 ماي 2021: تحت شعار كلنا فلسطين، كما شاركت في إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأصدرت بلاغات تضامنية طيلة هذه الفترة نصرة للقضية الفلسطينية ونضالات أبنائها، دفاعا عن حقها الشرعي والمشروع في إقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس.
و إيمانا منها بضرورة تجديد هياكلها أقدمت منظمتنا على إعادة هيكلة منظماتها الموازية حيث عقدت شبيبتنا يوم 24 شتنبر 2022 ندوة تحت شعار موقع الفتاة من السياسات العمومية و ذلك تحضيرا للمؤتمر الوطني الثاني لملتقى فتاة المغرب و الذي انعقد أيام 23 ، 24 و 25 شتنبر تحت شعار ” تمكين الفتيات مدخل لتحقيق التنمية المستدامة و المساواة و انتخب مكتبه التنفيذي و رئيسة له في شخص الرفيقة زكية السكدالي، كما تم عقد الندوة الوطنية للقطاع الطلابي للتقدم و الاشتراكية ما بين 21 و 23 أكتوبر 2022 تحت شعار الجودة و التعميم بالجامعة المغربية مدخل لتحقيق البديل الديمقراطي و قد أسفرت على انتخاب الرفيق يونس بلعايدي منسقا وطنيا لها، ولجنة وطنية تمثل مختلف الجامعات المغربية.
وإيمانا منها بأهمية الدور السياسي، انخرط أطر وفعاليات المنظمة بشكل قوي في الاستحقاقات الانتخابية، حيث ترشحوا وبقوة في لوائح حزب التقدم والاشتراكية سواء التشريعية منها او الجهوية او تلك الخاصة بمجالس الجماعات، وإذ نهنئ بالمناسبة من تمكنوا منهن ومنهم بالظفر بمقاعد فيها مما قد يكسبهن ويكسبهم تجربة ميدانية متميزة، وفي السياق ذاته لابد كذلك من تهنئة كل أطر وأعضاء الشبيبة الاشتراكية ممن وضعت فيهن وفيهم الثقة كأعضاء للجنة المركزية والديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية.
ولا بد أن ننوه بالمشاركات المتميزة والتواجد الإعلامي المتفرد لعضوات وأعضاء المكتب الوطني عبر مختلف وسائل الإعلام الوطنية والجهوية والمحلية والتي تناولوا من خلالها مختلف القضايا الراهنة للشباب عبر مختلف الوسائط الرقمية والصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية، وعبروا عن موقف منظمة الشبيبة الاشتراكية بكل جرأة وحنكة سياسيتين.
كما أنوه بكل فروع المنظمة على امتداد التراب الوطني لما أبانوا عليه طيلة هذه الفترة من التصاق وثيق بمنظمتهم ومدى رغبتهم في الحفاظ على سنة الرعيل الأول والرفع من نسق الأنشطة عبر تنظيمهم لعدد من الندوات والمحاضرات والدورات التكوينية والأنشطة ذات الطابع الايديولوجي والفكري والسياسي والثقافي والبيئي والرياضي رغبة منهم في الارتقاء بمستوى أطرها، وتنويع ابداعاتهم، وترسيخ القيم المشتركة، والحفاظ على الخط الايديولوجي للمنظمة.

< كلمة ختامية

ختاما أتوجه لكن ولكم رفيقاتي رفاقي بالتحية العالية، في كافة فروع المنظمة وهياكلها، على كل ما تبذلونه من مجهوداتٍ نضالية تطوعية ونكران للذات.كما نجدد لكم دعوتنا للمزيد من الانخراط في المبادرات والأنشطة المزمع إطلاقها خلال هذه السنة والتي سنعرضها عليكم للمصادقة، وهي دعوة لأن نتحلى، كعادتنا، بروحٍ الابداع والمبادرة في انجاز برامج وإطلاق دينامية على صعيد الفروع والتنسيقيات الإقليمية والجهات، حتى نكون في مستوى منظمتنا التي تجر خلفها إرثا نضاليا واشعاعيا مشرقا على مدى خمسة عقود من تواجدها في الساحة الوطنية.
شكرا لكن ولكم جميعا رفيقتي رفاقي على حسن الانتباه والاصغاء.

 

 

Related posts

Top