حصيلة الدورة التاسعة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل بساحة السراغنة بالدار البيضاء

8/12
اليوم الرابع عشر:
 شهد اليوم الرابع عشر أنشطة جديدة افتتحتها الأستاذة صفية أكطاي بلقاء تكريمي، احتفت من خلاله بالفاعلة الجمعوية  مليكة غبار، التي عبرت عن سعادتها بهذا التكريم واعتبرته بادرة طيبة تشجع على إكمال المسير في خدمة الثقافة المغربية، وفي كلمتها نوهت صفية أكطاي بالمجهود الكبير الذي تقوم به مليكة غبار في تقريب الثقافة من المواطن بإنشائها مجموعة من المكتبات.
 وعرف اللقاء الثاني الذي نسق أشغاله القاص أنيس الرافعي  تقديم مجموعة من الأعمال القصصية، أولها مع القاصة فاطمة الزهراء رياض التي قالت بأن كتابة المرأة شكل من أشكال النضال ونافذة تطل من داخل كوكب النساء، مؤكدة على أن القصص التي كتبتها تكون قد عاشتها فعلا في الواقع أو في حياة موازية، أما القاص عبد الهادي الفحيلي فقد صرح بالصعوبات التي تواجهه في نشر أعماله القصصية، وقرأ نصا قصصيا يحمل عنوان ” العقرب الذي لسع وجهه”، ليختم اللقاء بكلمة للقاص إبراهيم أبويه الذي اعتبر القصة القصيرة جدا ملجأ آمنا في الكتابة، لينهي كلمته بقراءة بعض من نصوصه القصصية.
ومن الجو الإبداعي إلى الجو التربوي، قام  أحمد رزيق بتنسيق لقاء قدم من خلاله كتاب ” تدبير الاجتماعات وتنشيط المجموعات ” لمؤلفيه د/عطاء الله الأزمي وعبد اللطيف جابري، وتطرق منسق هذا اللقاء لمجموعة من الجوانب المميزة له، واعتبره ملأ الفراغ الذي لطالما رافق المكتبة المغربية. وفي كلمته أقر عطاء الله الأزمي على أن هذا الكتاب جاء لتوحيد تقنيات الاجتماعات؛ وهو ما ثمنه الميلود العثماني حينما قال بأن هذا اللقاء تشجيع للكاتب المغربي وتشجيع للثروة الثقافية المغربية، معتبرا أن هذا الكتاب يحتوي على ميزة تميز قرننا وهي العقلانية بمعناها الدال على التنظيم والمراقبة.
واختتمت أنشطة هذا اليوم، بلقاء اجتمع فيه ثلة من النقاد الشباب، سير أشغاله محمد محي الدين الذي وضع أرضية أشاد فيها بالمنجز السردي للكاتب والناقد بوشعيب الساوري، وقدم نبذة عن هذا الكاتب وعن بعض أعماله. المداخلة الأولى كانت لمحمد عرش الذي تطرق في ورقة وسمها بـ “قراءة في ترجمة: رحلة مراقب صحفي إلى المغرب” أشاد فيها بالطريقة التي اعتمدها الساوري في ترجمته لهذا المؤلف، حيث قام بوضع النص الأصلي إلى جانب النص المترجم، أي أن المترجم يتوخى الموضوعية في عمله، كما أشار إلى أن هذا الكتاب يجب قراءته في أي تخصص لأنه قد يفيد المؤرخ والسوسيولوجي والروائي. أما المداخلة الثانية فكانت لعبد الحكيم جابري في ورقة وسمها بـ “ملاحظات على كتاب: رحلة إلى المغرب” أشار فيها إلى أن الساوري اختار هذا الموضوع ليترجمه انطلاقا من عاملين، أولهما الاشتغال بالنص الرحلي وانتماؤه لمنطقة دكالة التي ارتحل إليها الرحالة. أما نسيمة نسابوري فقد اختارت لورقتها عنوان “قراءة في كتاب الناقد محمد داني: في شعرية الرواية المغربية (قراءة في المنجز السردي لبوشعيب الساوري)”، أوضحت فيها إلى أن مؤلف هذا الكتاب (محمد داني)، اعتبر أن المنجز السردي للساوري يقوم على تعالق الفكري بالجمالي، واعتبرت أن خطاب الساوري الروائي إنما هو خطاب مبدع ومثقف، هذا ما دفع الناقد لدراسة المنجز السردي لهذا الروائي. أما محمد شقران فقد وسم ورقته ب” تشكل النسق الروائي ضمن مشروع بوشعيب الساوري: رهانات روائية، قراءة في الروايات المغربية”، طرح فيها إشكالية الواقع بين السينما والرواية في علاقة الاقتباس والاستنبات، ليقدم فؤاد حجاجي ورقة عنونها ب” استراتيجية التناص في بنية النص الروائي “غابت سعاد” وتشكله”، استهلها بتقديم الرواية، ثم انتقل إلى محور مداخلته التي عالجت استراتيجية التناص في بنية الرواية وتشكلها وكيفية بنائها. وأشار محمد الذهبي في ورقته المعنونة ب” إصرار البوح والكتابة” إلى أن الطريقة التي يحضر بها مفهوم الكتابة داخل الحكي ، والطريقة العالية الجودة التي كتب بها النص الروائي “إصرار”، لينهي بوشعيب الساوري هذا اللقاء بكلمة شكر الباحثين على أوراقهم النقدية الرصينة ، وأكد أيضا على أن الخيط الناظم لأعماله الروائية هو الحضور القوي للمرأة، وصرح كذلك على أن مساره مع الكتابة ابتدأه كناقد، ليصل بعد ذلك إلى الترجمة والإبداع الروائي.

اليوم الخامس عشر:
انطلقت أشغال اليوم الخامس عشر من الأنشطة الثقافية بالمعرض الوطني للكتاب المستعمل، ، بلقاء مفتوح مع الشاعرة مليكة عسال من خلال قراءة في كتابها “لطيف المقال في الأدب والترحال”، قامت بها خديجة الزاوي، وسير أشغاله محمد فالح الذي اعتبر الرحلة نصا ثقافيا لما يحمله من معارف، فهو مادة خصبة للباحثين من شتى المجالات، كما أشار إلى الضعف الذي يصل حد الافتقار إلى كاتبات للرحلة، أما خديجة الزاوي فقد اعتبرت أن تجربة مليكة عسال تجربة متميزة لما تحمله من رؤية للعالم ومحطات تاريخية مهمة تموقع الذات الكاتبة في التاريخ، كما تناولت اللغة باعتبارها حاملة لميولات وأحاسيس الكاتبة من خلال جمع هذه اللغة بين الشعري والنثري، فيما تحدثت مليكة عسال عن تجربتها مع هذا النوع السردي وتناولت الصور باعتبارها حاملة لدلالات مستقلة ولا تكمل دلالات اللغة المكتوبة.
كما حضرت إلى القاعة القاضية السابقة والحقوقية والجمعوية زهور الحر التي سرت كثيرا بالاحتفاء بها في مسقط رأسها (ساحة السراغنة)، وأجابت عن أسئلة القاعة المتعلقة بالمسائل القانونية.
كما جرى الاحتفاء في هذا اليوم، بواحد من أعلام المقاومة المغربية وهو محمد بن عبد القادر الشتوكي، حيث قدم  محمد معروف الدفالي ورقة عن مسار المقاومة بالمغرب، ودورها في تشكل الوعي الجمعي، إذ امتلك المغاربة في نظره وعيا متقدما بدليل أننا من أواخر من استُعمر ومن أوائل من حصل على الاستقلال، وقدم علال ركوك ورقة حث فيها على ضرورة تدوين وكتابة الذاكرة الجمعية للمقاومة المغربية عبر تجميعها من ألسن المقاومين من أمثال محمد بن عبد القادر الشتوكي .
واختتمت أشغال هذا اليوم بقراءات في روايات مغربية، في لقاء نسق أشغاله محمد فالح الذي حث على ضرورة القراءة النقدية للرواية المغربية، وأشاد بالجهود الذي يقوم به ثلة من الباحثين في هذا الباب، وفي مداخلته أشار نورالدين بلكودري الذي أنجز ورقة في رواية “أضاعوني” لعبد الرزاق بوتمزار عنونها بـ “سيرة الأمل والألم”، اعتبر فيها أن السيرة تحكي أحداثا متنوعة تركت أثرها في نفسية الكاتب، وأن هذا العمل يسافر بنا إلى طفولته. وفي ورقة أخرى بعنوان “تبدل القيم وفضح الواقع”، قام بها رضوان متوكل في رواية “أحلام فراشات” لمحمد فهيد، أشاد فيها بقدرة السارد على وصف الواقع والتاريخ، وأن الروائي سعى إلى إصلاح المجتمع وتغييره بعودة الأفراد إلى القيم المثلى. أما ناصر ليديم الذي اختار لورقته عنوان “رواية واقعية من وحي الخيال” تناول فيها رواية “روائح مقاهي المكسيك” لعبد الواحد كفيح، أشار فيها إلى التقاطع بين الواقعي والتخييلي من خلال التأكيد على الغنى المعرفي والتعبير الواعي عن مجتمع يتغير مع السياق السوسيوثقافي. وفي مداخلة ثانية لنورالدين بلكودري وسمها ب”تشكلات الوعي في درب المعاكيز” لسعيد الشفاج، اعتبر أن الكاتب يتوارى خلف البطل ليحقق الالتباس بين الكاتب والسارد، ويدخل القارئ في لعبة القبض عليه في هذه التجربة الحافلة بالمفاجآت والانكسارات والأفراح المؤقتة، وفي شهادة للكاتبين عبد الواحد كفيح وعبد الرزاق بوت مزار، تطرقا إلى تجربتهما من وجهة نظر فنية في تلاحمها مع الذاتي والمجتمعي.

 إنجاز:  محمد فالح

Related posts

Top