حضور جماهيري ومستوى رتيب

تميزت المباريات الستة التي جرت حتى الآن عن الدورة الأولى، من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بمجموعة من المعطيات، منها السلبي وأيضا الإيجابي…
لنبدأ بالمميز والإيجابي، حتى لا يقال إننا نركز فقط على كل ما هو سلبي، أو نرى فقط النصف الفارغ من الكأس، فالنقطة الإيجابية التي أفرزتها أولى دورات الموسم الكروي، هناك الإقبال الجماهيري، فباستثناء مباراة الاتحاد التواركي ونهضة الزمامرة، فباقي المباريات تميزت بحضور لافت للمشجعين، كما لوحظ تنافس من حيث التشجيع ودعم الفرق، مما أضفى على المباريات إثارة من نوع خاص…
إلا أن الحماس الذي عرفته مدرجات الملاعب، لم ينعكس نهائيا على المستوى العام، فأغلب المباريات جاءت رتيبة وبإيقاع بطيء إلى حد الملل، لاعبون متهالكون، أخطاء بالجملة، تمريرات خاطئة، وغيرها من الحالات الصادمة التي أفرزتها أولى الدورات من النسخة الثالثة عشرة للدوري الاحترافي…
وكان طبيعيا أن ينعكس المستوى العام للمباريات، على الحصيلة التهديفية، إذ بلغ عدد الأهداف ستة عشرة هدفا في ست مباريات، صحيح أن الحصيلة متوسطة، بحكم أن كل المباريات شهدت تسجيل أهداف، إلا أن الحصة الأقوى كانت بملعب برشيد، حيث تمكن فريق الرجاء البيضاوي، من تسجيل ثلاثة أهداف بمرمى اليوسفية المحلية…
وظهر أيضا أن هناك تفاوتا في الإعداد ومراحل التحضير، إما بسبب الانطلاقة المتأخرة للتداريب، استعدادا للموسم، أو عدم اكتمال الصفوف بفعل تراكم الديون وصعوبة تأهيل اللاعبين، وكان لهذا العامل دور مؤثر في مجريات الدورة الأولى ككل، في انتظار استكمالها يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
وكان منطقيا أن تتفوق نهضة بركان على حساب مولودية وجدة، بالنظر لتفاوت الإمكانيات والحظوظ، نفس المعطى مكن الرجاء من تحقيق الفوز على حساب يوسفية برشيد، تماما كما هو الحال بالنسبة للاتحاد التواركي الذي ينعم بنوع من الاستقرار والهدوء…
والمفارقة العجيبة والتي تعتبر ظاهرة حقيقية، تكمن في تمكن شباب السوالم من هزم اتحاد طنجة، صحيح أن المباراة جرت بتطوان، إلا أن الفريق الزائر، بدأ كالعادة في جمع النقط، تحسبا لقوة مباريات الإياب، والعمل على ضمان البقاء المبكر، بأقل تكلفة ممكنة…
للإشارة، فإن المباريات الستة، شهدت تسجيل أهداف جميلة، كتلك التي وقعها كل من الزغودي (نهضة بركان)، نوفل الزرهوني (الرجاء البيضاوي) ولحسن بوركة (المغرب الفاسي) وغيرهم، مما يؤكد أن هناك إمكانيات للتألق، شريطة تجاوز معيقات تجعل أغلب الأندية الوطنية تدور بحلقة مفرغة…

محمد الروحلي

Top