حياد سلبي للكاف وتصريح ملغوم لموتسيبي

اعتداء على الجمهور الليبي، وآخر على الجمهور الكاميروني، أدى إلى تدخل رؤساء البلدين، والتنديد الرسمي بما حصل ويحصل، بتظاهرة “الشان” بنسختها الجزائرية البئيسة.
هدد البلدان بالانسحاب من تظاهرة، انطلقت بحرمان المنتخب المغربي من المشاركة، بسبب عدم السماح له بالالتحاق، مباشرة من الرباط إلى قسنطينة، ضدا على القوانين المنظمة، لهذه المسابقة الخاصة باللاعبين المحليين.
بالإضافة إلى حرمان المغرب، من الدفاع عن اللقب الذي يوجد بحوزته، خلال النسختين الأخيرتين، عرف حفل الافتتاح هجوما سخيفا على المغرب، سواء عبر كلمة معد لها سلفا، من طرف الطغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر، أو ترديد أفراد عسكريين في ثوب جمهور، هتافات عنصرية مخلة بالآداب في حق الجمهور المغربي.
كلمة ألقاها مرتزق قادم من جنوب إفريقيا، يستغل اسم جده المناضل الكبير الراحل نيلسون مانديلا، ليهاجم المغرب مطالبا برفع السلاح ضده، من أجل عيون شرذمة من المرتزقة، تغدق عليهم الطغمة العسكرية الجزائرية، المال الوفير والدعم السخي، والمساندة المطلقة، كما تسخر مدخرات الشعب الجزائري الشقيق، من أجل محاربة المغرب، وعرقلة مساره التنموي، ووحدة ترابه.
سيناريو معد من قبل بفصول متكاملة، لكن بإخراج سخيف ومبتذل، احتج عليه المغرب، سواء على المستوى الرسمي، أو الشعبي، رافضا تحويل تظاهرة رياضية إلى منصة لمحاربة بلد عربي وإفريقي، يمارس حقه في الدفاع عن سيادته، واستقلاليته وقضاياه الأساسية، لا يسمح لأي جهة، كيفما كان وزنها أو حجمها أو ثقلها، بالتدخل في شؤونه الداخلية، كما لا يسمح لنفسه بالمقابل، التدخل في الشؤون الداخلية، لأي بلد من البلدان.
إذن هناك احتجاجات من كل حدب وصوب، وخروقات متعددة، وتأثير واضح على مجريات المسابقة منذ يومها الأول، والأمر نفسه سيتواصل مع باقي الأدوار، فلماذا لا تتدخل الكاف لوقف كل هذا العبث؟ وإصدار عقوبات عاجلة في حق السلطات الجزائرية، حتى ولو تطلب الأمر التهديد بتوقيف المسابقة، وتحميل العسكر كامل الخسائر ماديا وأدبيا…
سؤال يتردد على جميع المستويات، سواء على مستوى مسؤولي الدول، أو عبر الأوساط الشعبية، فهناك استغراب كبير لموقف المتفرج لجهاز الكاف، إذ كيف تسمح السلطات الجزائرية لنفسها بتقويد تظاهرة إفريقية، بهدف تمرير حسابات وأجندة سياسوية مقيتة؟.
كما أن الحياد السلبي الذي تظهره حتى الآن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يشجع تبون وشنقريحة، ومن يدور بفلكيهما، على استغلال التظاهرة، لارتكاب الحماقات، والتدخل بالشؤون الداخلية للدول، والمس بقضاياها الأساسية، لينضاف إلى ذلك التصريح الملغوم، الذي أدلى به الرئيس باتريس موتسيبي، عندما أكد أن الظروف كانت مرتبة، والمغرب هو الذي امتنع عن المشاركة بصورة مفاجئة؛ وهذا لا يعكس الحقيقة، وهو يعرف ذلك حق المعرفة.
لا أحد يعرف كيف ستنتهي، هذه المغامرة المحفوفة بكل المخاطر الممكنة، والمسؤولية قبل عسكر الجزائر، تقع على جهاز الكاف الذي يوجد حاليا بمفترق الطرق، إما الحفاظ على استقلالية قراره ومصداقيته، أو تحويله إلى مجرد كيان شكلي، تتلاعب به حسابات الدول، وأجهزتها الحاكمة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top