شكل موضوع المشكلة السكانية، ونتائج الإحصاء العام الأخير للسكان والسكنى لسنة 2024، خاصة على مستوى جهة الشرق، محور مؤتمر انطلقت أشغاله مؤخرا، بوجدة، بمبادرة من مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية.
وعرفت هذه التظاهرة العلمية، التي نظمت على مدى يومين، تحت عنوان “مفارقات المعضلة السكانية في عالم قلق”، مشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين والأكاديميين المغاربة، لمناقشة موضوع المؤتمر وتوجهاته الاستراتيجية والدولية، بالإضافة إلى قضاياه الاجتماعية والاقتصادية، وتجلياته الجهوية والمحلية.
وشكل هذا المؤتمر، الذي افتتح الموسم العلمي لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية لهذه السنة، حسب المنظمين، أيضا، مناسبة لمناقشة المسألة الديمغرافية في سياقها الأعم، سواء على الصعيد الوطني، الذي يعيش سياق قراءة وتحليل وكذا استغلال نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى للعام 2024، أو على الصعيد الدولي، حيث يتزايد الاهتمام بالأبعاد المتعددة للمسألة الديمغرافية في علاقتها بمقومات الأمن الاستراتيجي والاستقرار المجتمعي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، سمير بودينار، أن هذا المؤتمر الوطني العلمي الحادي عشر للمركز يركز على المسألة الديمغرافية وعلاقتها بالمعضلة السكانية التي تواجهها العديد من البلدان، وعلى نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى بالمغرب للعام 2024.
وأوضح أن هذا الإحصاء العام الوطني الهام، كشف عن نتائج مهمة فيما يتعلق بمعدلات النمو الديمغرافي، ومعدلات الخصوبة، وعدد الأسر ونسب تطورها، بالإضافة إلى العديد من الإحصائيات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى.
وقال بودينار “نحن نعتقد أن دراسة هذه النتائج لا يمكن أن تكون كاملة دون استحضار السياق الدولي والأبعاد الاستراتيجية لها، سواء تعلق الأمر بأسئلة التنمية، أو التحولات القيمية والاجتماعية، أو الأسئلة الكبرى المتعلقة بالهجرة، وغيرها”.
وأشار إلى أن المؤتمر، يعالج هذا الموضوع ليس فقط من خلال النتائج الإحصائية الديمغرافية، لكن أيضا في أبعادها الاستراتيجية الكاملة لهذه المشكلة الديمغرافية العالمية.
من جهته، أبرز المدير الجهوي للمندوبية السامية للتخطيط لجهة الشرق، الحسين لازارو، أهم نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، والتغيرات الديمغرافية الكبرى، خاصة على مستوى جهة الشرق.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن النمو الديمغرافي على المستوى الوطني كان بطيئا، حيث انتقل معدل النمو السنوي من 1,25 في المائة إلى 0,85 في المائة، أما على مستوى جهة الشرق فقد سجل عدد السكان تراجعا طفيفا بحوالي 19 ألف نسمة مابين 2014 و2024، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي ينسبة ناقص 0,09 في المائة خلال نفس الفترة.
وبحسب قوله، فإن التغيير الذي وقع على مستوى الهرم السكاني، خاصة على مستوى جهة الشرق، يكشف أن نسبة السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر ارتفعت إلى 16,2 في المائة، في حين انخفضت نسبة الأطفال (الفئة العمرية 0-14 سنة) بشكل طفيف، وكذلك أيضا بالنسبة للفئة العمرية النشطة (15-59 سنة).
واعتبر أن “هذه الإحصائيات تظهر أن جهة الشرق في وضعية متقدمة شيئا ما في الانتقال الديمغرافي مقارنة بالمستوى الوطني”، مؤكدا في هذا الصدد أهمية الاستعداد للمستقبل من أجل مواجهة التحديات التي قد تنتج عن هذا التغير في الهرم السكاني، ومحاولة استغلال العائد الديمغرافي الحالي.
أما فيما يتعلق بمعطيات الإحصاء العام الأخير للسكان والسكنى المتعلقة بالرأسمال البشري بجهة الشرق، يضيف السيد لازارو، فقد تم تسجيل تحسن ملحوظ على مستوى تمدرس الأطفال، خاصة الفتاة القروية، وانخفاض في معدل الأمية بفضل المجهودات التي قامت بها الدولة على المستوى الوطني بشكل عام، وعلى مستوى جهة الشرق بشكل خاص.
خبراء وباحثون وأكاديميون مغاربة يسلطون الضوء على المشكلة السكانية ونتائج الإحصاء العام الأخير للسكان والسكنى
الوسوم