أكد رئيس ودادية المدربين المغاربة ورئيس فريق الراسينغ البيضاوي عبد الحق رزق الله “ماندوزا”، أن رؤساء بعض الأندية الوطنية اتخذوا قرارات متسرعة بالانفصال عن المدربين، خاصة في الظرف الاستثنائي الذي يمر به العالم جراء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.
وقال ماندوزا في حوار أجرته معه بيان اليوم، إنه لم تتم مراعاة الظروف الصعبة التي مر منها الطاقم التقني واللاعبون خلال فترة الحجر الصحي التي امتدت لأزيد من 3 أشهر، سواء على الجانب المادي أو المعنوي، وذلك قبل استئناف منافسات البطولة الاحترافية وبطولة القسم الثاني.
وأبرز ماندوزا أن وضعية المدرب المغربي ستتحسن بعد المصادقة على قانون يمنحه امتيازات عديدة، إضافة إلى تعديل البند الذي يمنه المدرب من تدريب فريقين في النفس الموسم ونفس القسم، معترفا بأن بعض المدربين لا يعملون بميثاق المدرب رغم دعوته الدائمة للتمسك به.
كما أقر ماندوزا بأن نتائج فريق الراسينغ البيضاوي تراجعت في الفترة الأخيرة بعدما كان متصدرا قبل فترة التوقف القسري بسبب فيروس كورونا، لكنه عاد ليؤكد أن فريقه سيواصل العمل من أجل تحقيقه الهدف المنشود والمتمثل في انتزاع بطاقة الصعود للبطولة الاحترافية.
> الحركة الانتقالية للمدربين شملت أربعة عشر فريقا وهو رقم قياسي في هذا الموسم الاستثنائي الحالي، ما رأيك؟
>> القرارات المتخذة من بعض رؤساء الأندية الوطنية جاءت متسرعة ولم تتم مراعاة الظروف الصعبة التي يجتازها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وتعاني كثيرا من تبعاتها أندية كرة القدم.
في هذه الفترة المدرب يعد برنامج عمله ويتابعه مع لاعبيه عن بعد واللاعبون لا يسكنون في منازل فاخرة بمساحات خضراء كبيرة أو على البحر تسمح لهم بالتدرب بأريحية. أغلبهم يقطنون بشقق صغيرة وبعض اللاعبين يتدربون على السطح أو في الغرفة أو في الشارع وبذلك تعذر القيام بعمل جيد في فترة الحجر الصحي حيث الخوف من الفيروس والانتباه أكثر إلى حياة الإنسان. بذلك فعندما تقرر استئناف المباريات كان العمل الكبير على عاتق الطاقم الطبي للفريق كما تمت الاستعانة بالمعد الذهني للتخفيف من آثار الخوف من الجائحة لدى اللاعبين والمؤطرين. كورونا هزم الجميع والقرارات التي استهدفت المدربين جاءت متسرعة.
> المدرب الذي ينفصل عن فريقه ليس له الحق في الالتحاق بفريق آخر في نفس القسم طبقا للقانون؟
>> قانون المدرب واضح لا يسمح للمدرب بتأطير أكثر من فريق في نفس الموسم بالنسبة للبطولة الاحترافية وبطولة القسم الثاني. اجتمعنا مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع حول هذا الموضوع واتضح لنا أنه من الأفضل إحداث هيئة للمدربين على غرار المحامين والأطباء وحضرنا المشروع وسلمناه للرئيس ودرسه وتم وضعه لدى الأمانة العامة ومنها إلى البرلمان بهدف المصادقة عليه قانونا رسميا للمدرب يمكنه من الاستفادة من التغطية الصحية والعطلة السنوية وغيرها، وفي نفس الوقت تم تعديل البند الذي يمنع المدرب من تدريب فريقين في الموسم في نفس القسم ليصبح من حقه ذلك، وهذا مكسب كبير للمدربين في إطار قانون الشغل.
> هل المدربون يساعدونكم في هذه الاجتهادات؟
>> المدرب يعاني على الدوام. هو يشتغل وأمام أي تراجع في النتائج أو اندلاع الصراعات بين مكونات الفريق يتحول إلى كبش الفداء. أعتقد أن المدرب في حاجة إلى المساندة والدعم خاصة في ظرف استثنائي مثل الذي نعيشه، حيث المدرجات فارغة والوقت غير كاف للتداريب والمعنويات منحطة واللاعبون خائفون من الجائحة والمسير يرغب في النتائج الإيجابية. أحيانا يتعرض عدد كبير من اللاعبين للإصابة بالفيروس مما يؤثر سلبا على المردود الفني للفريق.
> والمدربون هل يحترمون هذا الميثاق؟
>> أنادي باستمرار وألح على ضرورة احترام الميثاق. المدرب لا يلتحق بفريق يرغب في ضمه إلا إذا عرف السبب الذي دفع زميله إلى الانفصال عن الفريق وذلك احتراما له. أعتقد أن هذا المشكل يمكن حله. “الله يهدينا” .. أحيانا يكون المدرب في مهمته وزميل له يشوش عليه لدى المسيرين.
وماذا عن فريق الراسينغ البيضاوي؟
>> الراك يملك تركيبة بشرية بمعدل عمري للاعبين بين 19 و20 سنة والمدرب يشتغل إيجابيا منذ بداية الموسم. كنا نحتل صدارة الترتيب العام حتى ظهور فيروس كورونا في مارس المنصرم، ولاحقا بدأ التراجع نسبيا ولم يحرز الفريق سوى 4 نقط في 5 مباريات ومع ذلك نحن ما نزال في السباق، فهل هذا مبرر لأن نستغني عن المدرب؟ طبعا لا .. لأنني أعرف أن الظرف استثنائي بسبب تفشي هذا الوباء في بلادنا والعالم. الراك يسير بخطى ثابتة ومستمر في التنافس من أجل الصعود.
> حاوره: محمد أبوسهل