«رباعي كونسرفتوار موسكو» يمتع جمهوري الرباط والدارالبيضاء بالموسيقى الكلاسيكية العالمية

في حفل فني بهيج احتضنته قاعة باحنيني التابعة لوزارة الثقافة، الجمعة الماضي بالرباط، كان لجمهور مدينة الرباط، لحظات من الموسيقى الكلاسيكية الجميلة بقيادة مجموعة «رباعي كونسرفتوار موسكو»، والتي تضم نخبة من الأساتذة المتخصصين في الموسيقى الكلاسيكية من روسيا.
واستمتع جمهور الرباط عشية الجمعة الماضي، بالموسيقى الكلاسيكية بيوتر تشايكوفسكي، نيكولاي ريمسكي- كورساكوف، سيرجي تانييف وغيرهم، ضمن الرباعي الموسيقي لمعهد موسكو، الذي ضم فلاديمير فيشنفسكي على البيانو، نونا ليبارتيلياني على الكلارينيت، ألكسندر بولتوراتسكي على الكمان، ولادا ميركوليفا (سوبرانو).
وأبهر العرض الموسيقى الذي سبقه عرض مماثل عشية الخميس بالدارالبيضاء، الجمهور بأداء موسيقي كلاسيكي راق وعميق، مكن العشرات بكل من مدينة الدارالبيضاء ومدن الرباط وسلا وتمارة، والمدن المجاورة من الاستمتاع بالفن الكلاسيكي الروسي.
وفي حديثه عن هذين الحفلين اللذان افتتح بهما المركز الثقافي الروسي الموسم الثقافي الجديد، أكد ألكسندر سين، مدير البيت الروسي بالرباط أن الحفل يأتي في إطار العلاقات الثقافية المشتركة، وإبراز معالم الموسيقى الروسية بمختلف جوانبها.
وأضاف ألكسندر سين أن الحفل يأتي في إطار افتتاح الموسم الثقافي الجديد، من خلال المشروع الموسيقي «النجوم الصاعدة»، الذي تنفذه وزارة الشؤون الخارجية في الاتحاد الروسي بدعم من مؤسسة «روسكي مير» الروسية، وبمساعدة من السفارة الروسية في المغرب و»البيت الروسي» في الرباط.
وفي إطار هذا المشروع، أشار إلى أن حفلين موسيقيين كلاسيكيين قد تم تقديمهما في المغرب من قِبل طلاب معهد تشايكوفسكي الحكومي بموسكو. وأضاف: «لقد أتيحت لعشاق الفن الكلاسيكي فرصة للتعرف على أعمال الموسيقيين الروس. واليوم، قدم الفنانون الروس فصلاً دراسيًا خاصًا للطلبة المغاربة».
وأشار سين، أيضا، إلى أن مشروع «النجوم الصاعدة» قد تم تصميمه من قبل المنظمين بهدف تعزيز الثقافة الموسيقية الروسية، وكذلك الأدب والتعليم الإبداعي الروسي. وأوضح أن: «برامج عروض الموسيقيين تم تنظيمها بمناسبة الذكرى 180 لنيكولاي ريمسكي-كورساكوف، والذكرى 220 لميخائيل غلينكا، والذكرى 185 لمودست موسورسكي».
وبذلك، أعلن طلاب معهد تشايكوفسكي الحكومي بموسكو عن انطلاق موسم فني وثقافي واعد من خلال هذه المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية. وقد قام الفنانون الموهوبون بإعادة إحياء أعمال أساتذة كبار في الفن الكلاسيكي الروسي مثل سيرجي رخمانينوف، سيرجي بروكوفييف، نيكولاي ريمسكي-كورساكوف، بيوتر تشايكوفسكي، سيرجي تانييف، وغيرهم من المؤلفين العالميين.
وفي سياق متصل، نظمت جمعية آباء وأمهات وأولياء طلبة المعهد الجماعي للموسيقى بتمارة، يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024، دورة تكوينية (ماستر كلاس) تعد الأولى من نوعها، بتنسيق مع إدارة المعهد وبدعم من المركز الثقافي الروسي.
الدورة التي أشرف عليها مجموعة «رباعي كونسرفتوار موسكو»، تضم نخبة من الأساتذة المتخصصين في الموسيقى الكلاسيكية من روسيا. حيث شملت الدورة تكوينات على آلات موسيقية متعددة مثل: البيانو، الكمان، الشيلو، والكلارينيت.
وتأتي هذه الدورة التكوينية في إطار البرنامج السنوي للأنشطة الثقافية التي تنظمها الجمعية لفائدة طلبة المعهد، بهدف تعزيز الانفتاح على الموسيقى العالمية والتعرف على ثقافات الشعوب الموسيقية المختلفة، من خلال الاحتكاك بالمدارس الموسيقية الغربية والشرقية.
وقد اعتبر هذا اليوم محطة تاريخية في مسار الجمعية، حيث لاقت الدورة استحساناً واسعاً من قبل إدارة المعهد، أولياء الأمور، والطلبة المشاركين. وأبرز الحاضرون أهمية التبادل الثقافي بين الطلبة والأساتذة العالميين، مما أسهم في إثراء خبرات الطلبة وصقل مهاراتهم الموسيقية.
يعود الفضل في إنجاح هذا الحدث إلى التعاون المثمر مع المركز الثقافي الروسي بالرباط، الذي دعم هذا النشاط بشكل كبير. وقد أبدى الحاضرون، خلال الحفل الختامي الذي أقامته الجمعية على شرف الأساتذة والطلبة، رغبتهم في مواصلة هذا التعاون وتطويره ليشمل شراكات مستقبلية بين الطرفين.
إلى ذلك، أكدت جمعية آباء وأولياء طلبة المعهد الجماعي للموسيقى بتمارة عزمها على المضي قدما في تطوير هذا التعاون الثقافي والفني، سعياً نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي تعزز من مكانة المعهد على المستوى المحلي والوطني.

> محمد توفيق أمزيان

Top