سعودي العمالكي

لم يتردد السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة في الخروج عاريا بلا أي نضج أو استيعاب لتحولات الزمان، وهو لم يجد أي حرج في الإعلان عن تشبثه بالانتماء إلى زمن آخر، أي إلى… العتاقة. بدل أن ينكب «صاحب المعالي» هذا، على إيجاد الحلول لمعضلات التربية والتعليم في منطقة عمله ومسؤوليته، وبدل الوعي بأنه يعمل في «سوس العالمة» بكل ثرائها، وببهاء وشموخ أبنائها، اختار أن يجر كل من انتقد تدبيره إلى المحاكم آملا أن يخرصوا كلهم، أو يرحلوا ليتركوا سيادته ينفرد بالجهة وبالمكان، ويشرع في الرقص حول… نفسه.
لم يهتم صاحبنا كثيرا للوثيقة المزورة التي تصدرت عناوين كل الصحف الوطنية وواجهات المواقع الإلكترونية منذ أسابيع فقط، ولم يبال بغيابه عن توديع زملاء له انتهت مهمتهم، ولا حتى عن توديع سلفه في المنصب، أو أيضا بعض الأطر التعليمية التي أحيلت على التقاعد، وهو كذلك لم يحرك ولا ساكنا واحدا من بين جوارحه تجاه ما أسمته النقابات التعليمية «تنقيلات تعسفية» أقدمت عليها إدارته، وبعضها أبطلته المحكمة إنصافا للمتضررين…
كل هذه الفضائح عبرها صاحبنا، أو على الأصح عبرته، وبقي هو جامدا بلا حركة أو فعل أو تدخل، ثم فجأة ثار معاليه وأرغد وأزبد، وقرر اللجوء إلى المحكمة…، لكن ضد من؟
اربطوا أحزمتكم إذن، واستعدوا …
إنه يقاضي مراسلين صحفيين لكونهم تجرأوا وكتبوا عن الاختلالات، وهو اليوم «يناضل» من أجل إخراصهم…
ألم نقل في البداية إن المعني بالأمر ليس «رجل زماننا»هذا؟
ضمن من يسعى  السيد مدير الأكاديمية اليوم لإخراصهم، هناك زميلنا ورفيقنا سعودي العمالكي، مراسل البيان بجهة سوس ماسة درعة، وهو من قيدومي العمل الصحفي بأكادير، ويجمع الكل على مصداقيته ومهنيته، وأيضا على كبير لطفه.
الزميل سعودي، لمعلومات السيد المدير فقط، هو مسؤول حزبي تقدمي معروف منذ سنوات في عاصمة سوس، وهو أيضا فاعل جمعوي ثقافي ومسرحي لعقود طويلة، وهو ثالثا من الأطر التعليمية والتربوية المشهود لها بالكفاءة والدينامية، ولم يحل على التقاعد الإداري إلا منذ شهور فقط، وهو رابعا قريب من كل التيارات والحساسيات السياسية الديمقراطية في سوس من دون أي تعصب أو ضيق أفق أو نظر، وهو خامسا ليس من مرتزقة الكتابة، ولم ينجح عتاة المفسدين في سوس منذ سنوات لا في شراء صمته، ولا في إخراصه، فبالأحرى أن يستطيع الصغار إلى ذلك سبيلا.
وحتى عندما تكون خطوة مدير الأكاديمية بلا معنى أو تفكير أو نضج، فأبناء أكادير وفعالياتها الإعلامية والجمعوية والتربوية والثقافية لم يتركوها تمر، وفاجأوا «صاحب المعالي» بكبير تضامنهم ومساندتهم لزميلنا سعودي وللزملاء الآخرين، كما أن كثير محامين سجلوا إناباتهم تطوعا ومبدأ وموقفا لمواجهة الهجمة الغبية على الصحافة الجهوية والوطنية.
تحية احترام ومحبة لصديقنا ورفيقنا وزميلنا سعودي العمالكي.
تحية المساندة لكافة الزملاء الذين يسعى اليوم مدير أكاديمية التعليم لإخراصهم وتكسير أقلامهم.

Top