الوداد الرجاء البيضاويان (المغرب) والأهلي والزمالك (مصر) والترجي والنجم الساحلي (تونس) وماميلودي صان داونز (جنوب إفريقيا) وتي. بي. مازيمبي (الكونغو)، ثمانية فرق كبيرة تأهلت إلى دور ربع نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، تنتمي لخمس دول، مع حضور وازن لشمال القارة التي تعودت في السنوات الأخيرة السيطرة والفوز بأغلى الكؤوس.
كل التفاصيل والمعطيات، تقول بأن نسخة هذا الموسم تعد أقوى النسخ خلال العشر سنوات الأخيرة، بالنظر إلى قيمة الفرق المؤهلة، والتي سبق لها أن توجت باللقب، ومنها من يحمل أرقاما قياسية كالأهلي المصري بثمانية ألقاب، متبوعا الترجي التونسي بأربعة، والمتوج بلقب السنة الماضية، مع ما تعرض له الوداد من ظلم لا زالت تبعاته مطروحة حتى الآن أمام أنظار محكمة التحكيم الرياضي الدولية (الطاس).
الحضور المغربي الممثل بكل من الوداد والرجاء بهذا الدور المتقدم، احترم فيه المنطق والتسلسل التاريخي، بالنظر لتاريخ الفريقين معا بهذه التظاهرة، إذ تحتل الرجاء المقدمة بثلاث ألقاب والوداد بلقبين، مع العلم أن فريق الجيش الملكي كان سباقا للتتويج بأول لقب قاري في تاريخ المشاركات المغربية الخاصة بالأندية، سنة 1985، بفضل الجيل الذي كان يقوده بكثير من الاقتدار الجوهرة السوداء محمد التيمومي.
ولوحظ في السنوات الأخيرة إصرار مغربي على الحضور الفعال بهذه المسابقات، والدليل على ذلك تواجد الوداد بدور المجموعات للموسم الخامس على التوالي، إذ أصبح الوداد رقما صعبا لا يمكن إسقاطه من المعادلة، بفضل ما راكمه من تجربة وخبرة وتمرس ومعرفة ميدانية عميقة.
هذه السنة عاد الرجاء بعد غياب قاس لا يليق بتاريخه، بعد أن استجمع كامل قواه، مستعيدا شريط الذكريات الجميلة التي عاشها وهو يتسيد القارة خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، عودة مقرونة بإصرار قوي على المنافسة رغم صعوبة النسخة الرابعة والخمسين بوجود صفوة القارة.
وبالنظر للإمكانيات التي أصبحت تتوفر عليها الأندية المغربية وقيمة الدوري المغربي المصنف في مقدمة الدوريات على الصعيد القاري، والمساهمة المالية الأساسية للجامعة فيما يخص التمويل، فإن المشاركة السنوية الفعالة تبقى مسألة طبيعية، خاصة وأن خريطة المنافسة تقتصر على أندية شمال القارة، إضافة لصانداوز وتي. بي. مازيمبي.
ننتظر أن تكون مشاركة هذه سنة فعالة، وأن تتوج كرة القدم الوطنية بلقب جديد يغني رصيدها، صحيح أن المهمة لن تكون سهلة، لكن كما يقال ليست بالمستحيلة …

محمد الروحلي