قدماء المقاومين المغاربة في زيارة لنظرائهم بجمهورية الفيتنام

قام مؤخرا، وفد يمثل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بزيارة عمل تندرج في إطار تبادل الزيارات وتتبع المشاريع والأنشطة المتعلقة بالتعاون والشراكة التي تجمع المؤسستين المغربية والفيتنامية، وذلك بدعوة من الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بجمهورية الفيتنام والتي تضم في صفوفها 3 ملايين عضو.  

إبراز الماضي المشترك في الكفاح والتضحيات من أجل التحرير

تميزت الأنشطة التي قام بها الوفد المغربي بمشاركة مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وجمال الشعيبي، سفير جلالة الملك بالفيتنام، وأحمد آيت عيسى، الوزير المفوض بسفارة المملكة المغربية بهانوي و أيوب القلعي، المكلف بمكتب العلاقات الخارجية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وأعرب مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ورئيس جمعية الصداقة المغربية-الفيتنامية، خلال جلسة العمل المنعقدة يوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2024، بمقر الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بجمهورية الفيتنام، عن اعتزازه بعلاقات الصداقة والتعاون والشراكة التي تجمع المملكة المغربية بالجمهورية الاشتراكية الفيتنامية والتي يعود تاريخها إلى 27 مارس 1961.

وأضاف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن العلاقات المغربية-الفيتنامية نموذجية وتتعزز بشكل مطرد، وتتميز بتبادل زيارات وفود الشخصيات الدبلوماسية والفاعلين بالأحزاب السياسية والمجتمع المدني في البلدين الصديقين.

وأوضح أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير انخرطت في دينامية تعزيز وتوطيد هذه العلاقات الثنائية منذ 7 دجنبر 2006، من خلال التوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة مع جمعية قدماء المحاربين في الفيتنام بهانوي عام 2010، وبروتوكول التعاون في مجال صيانة الذاكرة التاريخية المتقاسمة المغربية الفيتنامية، الموقع بالرباط سنة 2012.

وأشاد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمبادرة إقامة ” باب الفيتنام” بدوار السفاري بالمغرب على غرار “باب المغرب” المقام في “بافي” بشمال العاصمة هانوي، موضحا أن هذه المعلمة تهدف إلى صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية للبلدين، وإبراز الماضي المشترك في الكفاح والتضحيات من أجل التحرير والإنعتاق من ربقة الاستعمار.

كما ذكر بإصدار المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير سنة 2017 لمؤلف بعنوان “المغرب وفيتنام: نظرة الواحد إلى الآخر”، لافتا إلى أن هناك مبادرات ومشاريع جارية لمواصلة الحوار والتبادل التاريخي والحضاري والإنساني والكوني بين البلدين والشعبين الصديقين اللذين تجمعهما قيم الحرية والتسامح والكرامة والتعايش.

من جانبه، ثمن الجنرال بي شوان تريونغ، رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بجمهورية الفيتنام، هذا العمل التوثيقي الهام الذي تمت صياغته في نسخته الأولى متعهدا باستكماله وإغنائه بعدة مساهمات بالشكل الذي يمكن من تطابق وجهات النظر وتبادل المعلومات والرؤى التي يحملها كل طرف تجاه الآخر.

التزام متبادل بمواصلة توطيد الروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية

في اجتماع عقده، في نفس اليوم، استعرض المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أمام ممثلي جمعية رجال الأعمال والمقاولين لقدماء المحاربين بدولة الفيتنام مسار العلاقات بين البلدين الصديقين التي شهدت، خلال العقدين الماضيين، طفرة نوعية، بفضل الإرادة الراسخة والدعم الموصول للمسؤولين المغاربة والفيتناميين، مشيرا إلى أن الرباط وهانوي تتطلعان إلى مستقبل واعد يقوم على التزامهما المتبادل والراسخ بمواصلة توطيد روابطهما الاقتصادية والسياسية والثقافية.

وأشار إلى أن المغرب والفيتنام، اللذين جعلا من التعاون جنوب-جنوب خيارا إستراتيجيا، يطمحان إلى الاضطلاع بدور فعال في منطقتيهما، كجسر بين إفريقيا وأوروبا بالنسبة للمغرب، وكبوابة إلى جنوب شرق آسيا بالنسبة للفيتنام، مستندين في ذلك على مؤهلات حقيقية، منها استقرارهما السياسي وديناميتهما وتنويع اقتصاديهما.

ودعا المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى مواصلة تبادل التجارب والخبرات في مجال تحسين الأوضاع المادية والأحوال المعيشية والصحية والاجتماعية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وقدماء المحاربين، وإدماج أبنائهم في النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتشجيعهم على الانخراط في ورش التشغيل الذاتي وخوض غمار العمل المقاولاتي.

وتواصل برنامج زيارة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى دولة الفيتنام، بعقد جلسة عمل مع نائب رئيس جمعية الصداقة الفيتنامية المغربية تناولت المبادرات والأنشطة التي اضطلع بها الطرفان من أجل تعزيز التعاون الثنائي في الميادين ذات الاهتمام المشترك، خصوصا في مجال صيانة الذاكرة التاريخية المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين.

وسجل المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في هذا السياق، تنظيم العديد من الأنشطة الأكاديمية والعلمية والثقافية في البلدين، بمناسبة تبادل الزيارات والتجارب والخبرات بين المؤسستين المكلفتين بقدماء المحاربين والمقاومين والمناضلين من أجل التحرير، مذكرا بإحداث جمعيتين في كلي البلدين؛ ويتعلق الأمر بجمعية الصداقة المغربية-الفيتنامية بالمغرب ، وجمعية الصداقة الفيتنامية-المغربية بالفيتنام .

وبهذه المناسبة، استعرض المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المسيرة البطولية التي قادها الشعب المغربي بتلاحم وثيق وترابط مكين مع عاهله المفدى، جلالة المغفور له محمد الخامس في سياق الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية.

كما أبرز تطابق المسارين بالمغرب والفيتنام باعتبارهما خبرا الاحتلال الأجنبي والتجزئة، كما تطرق إلى الأصداء التي خلفها كفاح البلدين سواء بداخل كل منهما أو لدى القوى المحبة للسلام والعدل والكرامة والحرية.

الإشادة بدور المغرب في الدفاع عن حركات التحرير الإفريقية والعربية

ومن جانبه، أشاد لي فيوتش مين، نائب رئيس جمعية الصداقة الفيتنامية المغربية، بالأدوار الرائدة للمملكة المغربية في الدفاع عن حركات التحرير الإفريقية والعربية والتي قدمت دعما كبيرا وغير مشروط لقضايا الاستقلال والوحدة الترابية للبلدان الخاضعة للهيمنة الاجنبية والتي عانت من ويلات التقسيم ومن بينها دولة الفيتنام التي تم تقسيمها إلى الفيتنام الشمالية والفيتنام الجنوبية قبل الإعلان عن توحيدها سنة .1975

وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، خلال اللقاء الذي جمعه نغوين ترونغ نغيا، عضو المكتب السياسي، ورئيس لجنة التحسيس والتربية بالحزب الشيوعي الفيتنامي، على واجب استجلاء واستقراء مضامين وجوانب الذاكرة التاريخية المشتركة بن البلدين من أجل استخلاص الدروس والعبر والعظات التي تختزنها، والحرص على تلقينها للناشئة والشباب والأجيال الصاعدة، مبرزا أن البرور بالذاكرة التاريخية الوطنية يدعونا بشكل ملح إلى الحفاظ على هذا الرصيد المشترك باعتباره أساس التعاون الثنائي المثمر بين البلدين الصديقين .

بدوره، أشار عضو المكتب السياسي، ورئيس لجنة التحسيس والتربية بالحزب الشيوعي الفيتنامي، إلى أنه إلى جانب الفيتنام، نهضت العديد من البلدان المستعمرة حول العالم آنذاك، بما فيها المغرب، من أجل التحرر من هيمنة المستعمر الأجنبي  .

ودعا، في هذا السياق، إلى الارتقاء بالعمل المشترك من خلال التربية، مشددا على أهمية تحسين جودة وفعالية البحث العلمي والعمل التوثيقي.

واختتم الوفد المغربي مهمته الرسمية بزيارة “باب المغاربة” بإقليم “بافي” شمال هانوي العاصمة، حيث دعا المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى صيانة هذه المعلمة الشاهدة على حضور قدماء المحاربين المغاربة بهذا البلد، بهدف الحفاظ على هذا الإرث التاريخي المشترك والثمين كإرث للإنسانية.

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن معلمة باب المغاربة المقامة بإقليم “بافي” على بعد 80 كيلومترا شمال العاصمة الفيتنامية هانوي، والتي زارها الوفد المغربي، تم بناؤها على الطراز المغربي من لدن قدماء المحاربين المغاربة المقيمين بالفيتنام قصد تخليد الوجود المغربي المتجذر في مسار الكفاح الوطني من أجل التحرير بهذا البلد الصديق.

Top