لابد من إنجاح المرحلة الانتقالية…

على إيقاع الصرامة في التعامل، وفرض شروط ما يمكن تسميته تجاوزا، بـ “قواعد اللعب النظيف”، انطلقت النسخة الثالثة عشرة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم…
صرامة وضعت الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية، أمام الواقع كما هو، مما فرض مراجعة طرق وأساليب، تعودت عليها منذ سنوات خلت.
تعامل مغاير لما سبق، لم يعد فيه المجال ممكنا، للتساهل والتسامح وغض الطرف، وترضية الخواطر والقيام بتنازلات بمختلف الأشكال والألوان والاتجاهات…
المؤكد أن الطريقة التي كانت تعاملت بها الجامعة ومن بعدها العصبة، ساهمت بشكل وبآخر في الوصول إلى هذه الوضعية المعقدة والصعبة، في وقت كان من المفروض أن يتم اتخاذ الأمور بالتدريج وعبر مراحل، من تم الوصول بكل سلاسة نحو وضعية أكثر توازنا ماليا وإداريا، تساهم في تقوية هياكل المؤسسة وركائزها…
فالتساهل الذي تعاملت به الأجهزة المشرفة عن الشأن الكروي، شجع على كل الممارسات غير المسؤولة من طرف الأغلبية الساحقة من المسيرين، بل أصبحت بعض النماذج السيئة، نموذجا يحتدى على الصعيد، بل يضرب بها المثل من حيث “فهم” خصوصيات المجال وكيفية تحقيق “النجاح” المطلوب…
والآن، وبعد وصول الأمور إلى حيث اللارجعة، لابد من العمل على إنجاح هذه المرحلة التي يمكن وصفها بالانتقالية، وذلك بالاستمرار في التعامل الصارم، وعدم التنازل نهائيا أمام كل الضغوطات، كيفما كان مصدرها او تأثيرها، ولابد من مواصلة فرض القانون وإشعار كل المتدخلين، أن هناك قوانين وبنودا يجب احترامها، وعدم تجاوزها أو القفز عليها…
فتحويل الأندية إلى محمية خاصة، تعج بالممارسات السيئة، وغير السليمة تماما، وعدم الوضوح وغياب التعامل الشفاف، أفسد المجال وحوله إلى مستنقع، لكل أنواع التجاوزات الممكنة وغير المسموح بها…
إذن الرهان حاليا هو المساهمة في نجاح المرحلة، التي يمكن أن تمتد لثلاث إلى أربع سنوات، أو حتى أكثر، المهم هو الشعور العام بأن الصرامة مطلوبة ولا رجعة فيها، فربح رهان المستقبل يكمن في ضمان انطلاقة على أسس سليمة، وأرضية صلبة، في تكافؤ تام للفرص واحترام حرفي للقانون…

محمد الروحلي

Top