في إطار الجهود المستمرة لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الذهنية الخاصة، نظمت جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الذهنية، ببعض مراكزها بمدينة الدار البيضاء، في الأسبوعين الماضيين مجموعة من الأنشطة الهادفة، التي تهم سواء الأطفال أو أولياء أمورهم أو الأطر التربوية.
وفي هذا الإطار، احتضن مركز الأطفال التوحديين والإعاقات المشابهة الكائن بمنطقة سيدي مسعود بعمالة مقاطعات عين الشق بالدار البيضاء، يومي 17 و 18 يناير2025 لقاء تكوينيا لفائدة الأطر التربوية والشبه طبية، حول موضوع ” التواصل والإقناع والاستماع وعرض الأفكار” من تأطير الأستاذة نعيمة سيف الحق، استهدف تعزيز المهارات الأساسية التي يحتاجها الأطر في حياتهم اليومية والمهنية في تعاملهم مع الأطفال، مع التأكيد على أن التواصل هو وسيلة لفهم الآخرين ونقل الأفكار بوضوح ودقة. كما شرحت الأستاذة المؤطرة كيفية استخدام لغة الجسد والتعبيرات غير اللفظية لتعزيز الرسائل.، كما تطرقت أيضا إلى تقنيات الإقناع التي تساعد الأفراد على التأثير في الآخرين بشكل إيجابي.
واعتبرت الأستاذة نعيمة أن الاستماع الفعّال هو مفتاح لفهم احتياجات الآخرين وحل المشكلات، وقدمت بالمناسبة استراتيجيات تساعد على تحسين مهارة الاستماع، مثل التركيز، وتجنب المقاطعة، وإظهار التعاطف.
ويومي 24 و 25 يناير 2025 ، واصلت جمعية “أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية” دوراتها التكوينية بنفس المركز، في محور جديد ضمن موضوع ” المبادئ الأولية للتحليل التطبيقي للسلوك” (ABA)، تحت عنوان، رعاية المراهقين والكبار… “، أطرته الاختصاصية النفسانية، والخبيرة في تحليل السلوك التطبيقي وأول محللة سلوك معتمدة (BCBA) ، واستفاد منه مجموعة من الأطر التربوية والأطر الشبه طبية العاملين بالمراكز الخمسة الذين تسيرهم الجمعية. وحسب مؤطرة هذه الدورة، فقد أفادت أن النقاش تم مع مجموعة من المربين الأكثر خبرة إدارة اضطرابات السلوك لدى المراهقين والبالغين، وهي نفس الخطوات التي تم تناولها في الدورات التدريبية السابقة، مع فارق أن هذه المجموعة كانت تتألف من مربين لديهم معرفة نظرية وعملية أوسع، مما أتاح التعمق أكثر في جزء جمع البيانات، وتحليل الرسوم البيانية، واستكشاف الإجراءات بشكل متقدم. وأضافت أنه تم وضع تقييم لمهارات الفريق قبل وبعد التدريب، وأظهرت النتائج الحاجة إلى تعميق فهم مراحل صياغة خطة التدخل السلوكي.
ومن جهة أخرى، احتضن مركزا الباهية الكائن بالفداء درب السلطان، والبشيري بمقاطعة أنفا، لقاءات تواصلية مع أولياء الأطفال حول تفشي طاهرة بوحمرون وتحسيسهم بأهمية الوقاية واتخاذ الإجراءات المطلوبة خوفا من انتقال العدوى إلى جميع أطفال المراكز.
كما تم تنظيم لقاءات تربوية التواصلية مثمرة بين أولياء الأمور والأطر التربوية والشبه طبية، من أجل تعزيز التواصل بين الطرفين وتطوير برامج أكثر شمولاً واستجابة لحاجيات الأطفال وأسرهم.
وفي هذا الإطار، احتضن مركز الأطفال التوحديين والإعاقات المشابهة الكائن بمنطقة سيدي مسعود بعمالة مقاطعات عين الشق بالدار البيضاء، لقاء حول البرامج البيداغوجية الخاصة بالأطفال، وكانت مناسبة للتواصل بين أولياء الأطفال وأطر الجمعية، للإجابة على كل أسئلتهم وملاحظاتهم حول كل مايتعلق بأبنائهم.
تجدر الإشارة، إلى أن هذه اللقاءات التربوية تنظم كل ثلاثة أشهر، ناهيك عن اللقاءات الفردية لأولياء لأطفال مع أطر الجمعية، كلما كان هناك مستجد بخصوص سلوك أبنائهم.
وعموما،تهدف هذه اللقاءات، إلى تقديم معلومات شاملة حول طبيعة الإعاقات الذهنية وكيفية التعامل مع الأطفال المعاقين ذهنياً بأساليب تربوية ونفسية حديثة، مع الاستماع إلى التحديات التي تواجهها الأسر وتقديم نصائح عملية تساعدهم على تحسين جودة حياة أطفالهم، كما يجرى العمل على وضع خطط فردية تناسب كل طفل حسب احتياجاته الخاصة، بالتعاون بين أولياء الأمور وأطر الجمعية. وخلال هذه اللقاءات، تمت مناقشة العديد من المواضيع الهامة، منها، التركيز على أساليب تعليمية متخصصة تناسب احتياجات الأطفال، إعداد الأطفال للاندماج في المجتمع وتنمية مهاراتهم الاجتماعية، وتقديم استشارات نفسية لأولياء الأمور لمساعدتهم في التعامل مع الضغط النفسي الناتج عن العناية بأطفالهم.
وتسعى جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الذهنية، التي تترأسها الأستاذة ثورية مبروك، إلى توفير بيئة داعمة للأطفال وأسرهم، عبر تنظيم ورشات عمل، أنشطة ترفيهية، وجلسات تأهيل نفسي وتربوي، كما تعمل الجمعية على تعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية لتقديم خدمات أفضل.
وقد لاقت هذه اللقاءات التربوية التواصلية المفتوحة، استحساناً كبيراً من أولياء الأمور، الذين أعربوا عن امتنانهم للدور الذي تلعبه الجمعية في تحسين مستوى الخدمات المقدمة لأطفالهم، كما أشادوا بمهنية الأطر واستعدادهم الدائم للإصغاء والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجههم.
كما تعكس هذه اللقاءات عمق الالتزام الذي تضطلع به جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الذهنية في دعم الأطفال المعاقين ذهنياً وأسرهم. ويعد التعاون المستمر بين الجمعية وأولياء الأمور أساساً لبناء مستقبل أفضل للأطفال، حيث يمكنهم العيش بكرامة والمشاركة بفعالية في المجتمع.
كما تم تنظيم ورشة خاصة حول تقديم الإسعافات الأولية والمبادئ الأولية لاستعمال أدوات مكافحة وإخماد الحرائق، أطرها مسؤولو الوقاية المدنية لعمالة عين الشق.
وعموما، فهذه الأنشطة المتعددة التي تعكس الدينامية المستمرة والواعدة لجمعية ” أمل”، يعود الفضل فيها، بالدعم المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ولجنها الإقليمية بعمالات عين الشق والفداء – درب السلطان وأنفا، وكذا عمال هذه العمالات الثلاث الذين يواصلون دعمهم للجمعية ولمراكزها الخمسة، ثم إدارة التعاون الوطني ومديرياتها الإقليمية الثلاث .