لقاء تأبيني للبرلماني سعيد إدبعلي بالصويرة

أكد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن الفقيد سعيد إدبعلي كانت له في حزب الكتاب مكانة كبيرة، استحقها عن جدارة، حيث اعتبر “رجل الثقة ورجل العمل ورجل المبادرة……… رجلا نعتمد عليه في الإقليم، طبعا إلى جانب كل المناضلات والمناضلين، بمن فيهم رؤساء الجماعات والمنتخبات والمنتخبين”.
وقال نبيل بنعبدالله، في لقاء تأبين الفقيد سعيد إدبعلي، يوم الأحد المنصرم، إن مصداقية ودينامية الراحل هما ما أعطياه كل تلك الشعبية التي كان يتمتع بها في الإقليم، فكانت نتائجه الانتخابية الهائلة شاهدا على ذلك، كما كانت علاقاته مع الرؤساء مبنية على الاحترام والتقدير والثقة المتبادلة، وكان الرفيق عضوا باللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، ونائبا برلمانيا عن دائرة الصويرة منذ سنة 2016 وأحد الفاعلين السياسيين والمناضلين البارزين بهذا الإقليم.
وأضاف بنعبد الله، في هذا اللقاء الذي احتضنه أحد الفنادق بالصويرة إن الراحل سعيد إدبعلي الذي فارق الحياة في الفاتح من دجنبر الماضي مشهود له بالجدية والالتزام السياسي، وبنضال القرب، وبالدينامية الكبيرة، وله تجذر جماهيري، حيث كان، رحمه الله، يحظى بتقدير رائع في حزبه، وفي فريقه النيابي، ولدى جميع الأوساط المحلية، مبينا أن الرجل حمل، طوال مساره الحافل، هواجس وهموم الناس البسطاء، بلا تذمر، فكان مثل الشمعة التي تضيء لتنير طريق الآخرين، وظل منشغلا بتطوير الحزب وتوسيع نفوذه بالإقليم، إلى آخر رمق من حياته، حيث لم تنقطع أبدا صلاته واتصالاته مع حزب التقدم والاشتراكية حتى وهو يواجه المرض اللعين.


واستعرض الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في هذا المحفل الحزين الذي حضرته عائلة الفقيد سعيد إدبعلي وأصدقاؤه ومعارفه والعديد من الرفيقات والرفاق وضيوف الحزب، الصفات الإنسانية للراحل الذي قال عنه إنه “كان مقبلا على الحياة، محبا لفعل الخير، لا يثنيه في ذلك شيء، وكان قلبه مفعما بالتسامح والصفح، بدليل أنه ليلة واحدة قبل وفاته، أصر على جمع العائلة، في محفل عائلي بمثابة الوداع الجميل، وكان رجلا بعنوان القوة الهادئة، حيث نادرا ما رأيناه متوترا أو صاخبا، لكنه كان يعرف ما يريد، يحدد الأهداف بدقة، ويعمل لأجل تحقيقها بإصرار لكن دون ضجيج ” وهو ما يبين يضيف المتحدث، أنه “رجل بعنوان الوفاء: الوفاء لحزب التقدم والاشتراكية، الوفاء لعلاقات الصداقة، الوفاء للعائلة؛ والوفاء للقيم الأصيلة والمبادئ”.
وبخصوص ارتباطه بمدينة الصويرة، قال نبيل بنعبد الله إن أبرز ما تميز به سعيد إدبعلي، رحمه الله، أنه كان متعلقا أشد ما يكون التعلق بقضايا إقليم الصويرة، مدافعا، مترافعاً عنها بعزيمة وثبات، فكان موقعه في البرلمان شاهداً على ذلك، من خلال لقاءاته وتدخلاته وأسئلته ومبادراته، التي شكلَت الملفات المحلية للمواطنات والمواطنين محورَهَا وأساسَها.


كما أن “شغله الشاغل في أحاديثه ولقاءاته بي، في الرباط أو في الصويرة، عندما كنت أتحمل مسؤولية وزارة السكنى”، يقول بنعبدالله، “هو كيف يخدم جماعات إقليم الصويرة، وكيف ينهض بإطار العيش فيها، وكيف يجلب للجماعات مشاريع وبرامج تصون كرامة الصويريين؛ ويشهد على ذلك، بالمثل، كل وزراء حزبنا؛ في الماء، والتشغيل والثقافة والصحة”.
وختم بنعبد الله كلمته بالإشادة بكرم الفقيد وعطائه وسخائه وإرهافه السمع للجميع ما أكسبه حب واحترام وتقدير كل من عرفه، مشددا على أن حزب التقدم والاشتراكية سيفتقد برحيل سعيد إدبعلي أدوارا فاعلة وصوتا وشراسة في الدفاع عن المقهورين والمستضعفين، ورفيقا وصديقا وأخا ومناضلا لا يكل ولا يمل، مشددا على أن كل المناضلات والمناضلين بالصويرة، سيواصلون ما بدأه الراحل وما لم يكمله، حين خطفه الموت، وسيتعامل رفاقه ورفيقاته في الحزب مع إرثه النضالي والرمزي بكل ما ينبغي من التقدير والوفاء، حافظين الذكرى، وباقين على عهد الوفاء.
وباسم فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وقفت النائبة البرلمانية نادية التهامي، التي قدمت اعتذار رئيس الفريق رشيد الحموني الذي حالت ظروف طارئة خارج أرض الوطن دون حضوره، (وقفت) على خصال الراحل سعيد إدبعلي، مذكرة بمناقبه، حيث كان بحسبها مناضلا من الطراز الرفيع، مسترجعة تلك المحطات النضالية القوية التي عاشتها بمعية الرفيق في البرلمان إلى جانب رفاقه في فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، بالإضافة إلى تلك اللقاءات التي كانت تنظم في بيته أو في ضيافة نواب آخرين حيث كانت النقاشات تهم بالأساس تلك القضايا الكبرى التي تهم الوطن والشعب، وكان في كل مرة لا يغفل طرح قضايا ذات أهمية لها علاقة بإقليم الصويرة، الإقليم الذي ظل يعشقه حتى آخر لحظة من حياته.
وأضافت النائبة البرلمانية نادية التهامي، أن الراحل سعيد إدبعلي لم يكن رجلا عاديا، ولا برلمانيا عاديا، بل كان بكل بساطة إنسانا رائعاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى: الكْلْمة، والرْجْلة وصرامة الموقف، مشيرة إلى أنه ظل على نفس المبدأ وعلى نفس القناعة إلى أن رحل إلى مثواه الأخير، مذكرة بأن ثمان سنوات داخل قبة البرلمان من 2016 إلى 2024 كانت مليئة بمحطات النضال، وكانت مفعمة بالصداقة والقيم الرفاقية الجميلة.
وشددت النائبة نادية التهامني على أن الراحل سعيد إدبعلي، عاش، شامخا، ومات شامخا، وكان رفاقه يتعلمون من الصبر في أحلك الظروف، والصمود على الموقف، والتشبث بالحزب مهما كانت الإغراءات والصعوبات والتحديات، مبرزة كيف كان الراحل يتدخل في بحماس في اللجان النيابية أو في الجلسة العامة، وكيف كان يستعد لمساءلة وزير بخصوص حاجيات وانتظارات إقليم الصويرة، ومتطلبات ساكنتها، لتحقيق الحياة الكريمة والحلم الجماعي الذي كان يتقاسمه مع رفاقه في حزب التقدم والاشتراكية ورفاقه في الفريق البرلماني.


وأوضحت القيادية في حزب التقدم والاشتراكية، كيف كان الراحل يحرص على لي ذراع اللغة العربية بجعلها طيعة في نقل قوة موقفه، والتعبير عن وجهة نظره، وكيف كان يحلل الأحداث في سياقات وطنية وإقليمية مختلفة.
من جانبه، ذكر أمين أوشن الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالصويرة، بأن إحياء ذكرى رحيل الرفيق سعيد إدبعلي، هو إحياء لذكرى الأوفياء لحزب التقدم والاشتراكية، وأحد المناضلين الكبار بالإقليم، مشيرا إلى أن كل رفاق الراحل وقفوا مصدومين أمام هول الفاجعة وألم الفراق، لأن الراحل إدبعلي كان من طينة المناضلين الملتزمين بقضايا الوطن والشعب، وكان يعمل بحيوية وجهد وإخلاص وتفان منقطع النظير من أجل إقليم الصويرة وأبنائه، و من أجل إعلاء راية حزبه.
وأكد أميين أوشن، على أن الراحل سعيد إدبعلي كان يواصل ترافعه و يحلحل قضايا إقليم انتمائه المتعسرة، وهو في عز المرض، مستهجنا طلب الراحة، وغير مكترث بالعناء، مادام الأمر يصب في خدمة هذا الإقليم و تنميته.
وساق الكاتب الإقليمي لحزب الكتاب، نماذج من المشاريع التي كان يترافع عنها الراحل سعيد إدبعلي طلية فترة انتدابه النيابية، والتي تحققت على أرض الواقع بمواكبة حزبه، كتوسيع المستشفى الإقليمي بالصويرة ، وتأهيل مركز تصفية الدم في قطاع الصحة، وإنجاز أشغال 43 ثقبا استكشافيا، وحماية مراكز سميمو ، وتافضنا وسيدي الجازولي ومركب موكادور من الفيضانات في قطاع الماء بالإضافة إلى تأهيل ثمانية عشر مركزا جماعيا وبرمجة ثلاثة عشر أخرى في قطاع السكنى و سياسة المدينة.


وفيما يشبه الرثاء، قال أمين وشن مخاطبا روح الفقيد سعيد إدبعلي “كيف لا تـبكيك العين ويلتاع بأثرك الفؤاد، وكيف لا تذرف اليراع أنات زفراتها زُرافات في رثائك هذا ؟ و أنت الوفي لحزبك، المبدئي في مواقفك، الذائد عن قضايا إقليمك”، مشيرا إلى أن العلاقة التي كانت تجمعه رحمه الله مع رفاقه كانت تحكمها مصلحة الحزب وقضايا الإقليم، وأن الاختلاف أو الاتفاق مع الراحل كان حول ماهية الطرق المثلى لخدمة الحزب وقضايا الإقليم الذي كان يسكنه ويحمل همومه أين ما حل وارتحل.
وأضاف أمين أوشن قائلا “رفيقي سعيد، كيف لنا بعد رحيلك أن لا تعتصر قلوبنا الأسى ؟ كيف لنا أن نغفل عن أثرك العميق الذي زرعته في هذا الإقليم ؟ رغم إدراكنا بأن الموت حق، إلا أن فقدك يظل صعباً على قلوبنا المكلومة بفراقك” لافتا إلى أنه رغم الرحيل، فإن الفقيد ترك في رفاقه بالصويرة الأمل والتفاؤل والحب والاحترام، وترك فيهم لغة الاستمرار والبقاء، والوفاء بالعهد، باعتباره نموذجا للصدق والإخلاص في العمل من أجل رفع راية الحزب ومن أجل الترافع عن قضايا هذا الإقليم.
وقال أمين أوشن في الراحل سعيد إدبعلي ما قاله الشاعر محمود درويش:
“أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جَسَدٍ
لن تمروا
أنا الأرض في صحوها
لن تمروا
أنا الأرض يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمروا
لن تمروا
لن تمروا !
فتحية لمسيرتك النضالية الفذة ، التي أحرقتَ عبرها زمناً من وهج عمرك في خدمة قضايا الإقليم بأخلاق و مبدإ “.
كما تميز هذا اللقاء التأبيني بكلمة محمد ملل برلماني عن الاتحاد الاشتراكي باقيلم الصويرة، والذي تحدث فيها عن علاقته بالراحل سعيد إدبعلي، والصعوبات التي كان يواجهها خاصة خلال فترة الانتخابات بالنظر إلى شاسعة الإقليم، مشيرا إلى الراحل كان نموذج للمناضل الوفي لحزبه ولقضايا ساكنة إقليم الصويرة.
وخلال هذا اللقاء التأبيني الذي نظمه حزب التقدم والاشتراكية بمدينة الصويرة، مسقط رأس الرفيق المناضل البرلماني الراحل سعيد ادبعلي، استحضر العديد من رؤساء الجماعات الترابية والمنتخبين بإقليم الصويرة وبجهة مراكش أسفي خصال الراحل وكانت شهاداتهم في حقه مؤثرة، وقفوا من خلالها على القيم النبيلة التي تحلى بها الفقيد، من إخلاص ونزاهة وسمو أخلاق، إضافة إلى تفانيه في خدمة قضايا الحزب والمجتمع.
وكانت لحظة مؤثرة عاشها الحضور الوازن، خلال الكلمة التي ألقيت باسم العائلة، والتي شكرت من خلالها حزب التقدم والاشتراكية على هذه المبادرة، مبرزة كيف كان ارتباط الراحل بحزبه وكيف كان يعتز بالانتماء إلى حزب مناضل من طينة حزب التقدم والاشتراكية، مستحضرة مسيرته النضالية الغنية بالعطاءات والتضحيات، وكيف كان يصمد أمام الإغراءات، متشبثا بمواقفه ومبادئه التي لا تلين.
وفي بداية اللقاء التأبيني تم عرض شريط فيديو بؤرخ لأبرز مراحل الفقيد النضالية سواء من خلال ارتباطه الوثيق بقضايا إقليمه و التي ترافع عليها داخل قبة البرلمان، أومن خلال نضال القرب والدينامية الملفتة التي تميز بها الراحل و الذي يعتبر داخل الإقليم و لدى جميع الفرقاء السياسيين مثالا للجدية و النضال السياسي المبني على الأخلاق و المبدأ وهو ما مكن الفقيد من تشكيل امتداد جماهيري قوي داخل أوساط المجتمع.

< محمد حجيوي

Top