دعا رئيس المجلس الوطني لتقنين السمعي البصري بالسنغال، مامادو عمر ندياي، اليوم الاثنين بدكار، إلى إرساء أنماط جديدة لتقنين وسائل الإعلام في سياق تطور المجال الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي.
وقال ندياي خلال افتتاح الدورة الثامنة لمؤتمر رؤساء الهيئات الأعضاء في الشبكة الفرنكوفونية لهيئات تقنين وسائط الاتصال، المنعقدة على مدى يومين بالعاصمة السنغالية، بمشاركة ممثلين عن هيئات الأعضاء في الشبكة، بما في ذلك المغرب، “يتعين علينا، في إطار جماعي، أن نبتكر أنماطا جديدة للتقنين من أجل مواكبة وتأطير الإعلام في عصر تطور التكنولوجيات الرقمية”.
ويشارك وفد من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا)، تقوده رئيسة الهيئة، لطيفة أخرباش، في هذا المؤتمر الثامن لرؤساء الشبكة المنظم تحت شعار “مواصلة الحوار بين هيئات التقنين والمنصات الرقمية”.
وأوضح رئيس المجلس الوطني لتقنين السمعي البصري بالسنغال أن “هذا اللقاء يشكل فرصة للتبادل والنقاش حول مسألة تقنين وسائل الإعلام في بلداننا”، مشيرا إلى أنه “سيتيح الحديث أكثر عن تنظيم المنصات الرقمية وإشكالية مكافحة القرصنة”.
وأضاف ندياي، الذي سيتولى قيادة الشبكة الفرنكفونية “REFRAM”، غدا الثلاثاء، أنه مع التهديدات حول التنوع الثقافي والهويات، والتماسك الاجتماعي، وخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي “نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من التقنين”.
من جانبه، شدد الرئيس المنتهية ولايته لشبكة “REFRAM” ورئيس هيئة تقنين الاتصالات السمعية والبصرية والرقمية في فرنسا، على أهمية متابعة التزامات المنصات الرقمية الكبرى لتحقيق تنظيم أفضل.
وتابع أنه “علينا تعزيز التقنين من أجل ضمان امتلاك منظومة موثوقة ومستدامة، في إطار الحوار المتزايد الذي شرعنا فيه مع منصات مثل غوغل، ميتا وتيك توك”.
كما أعلن عن الإطلاق الوشيك لمنتدى مخصص لمتابعة الالتزامات المتعهد بها بأبيدجان في أبريل الماضي من قبل المنصات الرقمية، موضحا أن هذا المنتدى سيمكن من قياس التقدم المحرز وإنشاء فضاء لتبادل المعلومات والممارسات الفضلى بين المنظمين.
من جهته، أكد الوزير والكاتب العام لرئاسة السنغال، عمر سامبا با، ممثل رئيس الدولة، على “أهمية التقنين” في ظل السياق الحالي الذي يتسم بالانفتاح الديمقراطي، والتحولات التكنولوجية المتواصلة، والتهديدات المختلفة المرتبطة بنشر المحتويات عبر وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية.
وأكد أنه “رغم الانتقادات اليومية، فإن التنظيم ضروري، لاسيما لصون التعددية، والهويات الثقافية والدينية، وحقوق الأقليات والأشخاص في وضعية هشة أو ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأبرز رينيه بورغوان، رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في كوت ديفوار ورئيس شبكة الهيئات الإفريقية لتقنين الاتصالات، أن مؤتمر دكار سيمكن من مناقشة واستمرار الحوار بين المنظمين والمنصات الرقمية.
وذكر بأن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يقدر بنحو 5.22 مليار شخص، أي ما يعادل 63.8 في المائة من سكان العالم، مؤكدا على أهمية وضع قواعد أخلاقية والدفاع عن التنوع الثقافي والتسامح في هذه المنصات.
وفي إطار الحوار بين القائمين على تنظيم القطاع والمنصات الرقمية، أشاد نيكولاس غينار، مدير الشؤون السياسية والحكامة الديمقراطية في المنظمة الدولية للفرونكوفونية، ببروتوكول الالتزام الطوعي الذي وقعته “ميتا” بأبيدجان في أبريل الماضي.
وأكد أن التقنين ضروري لضمان ولوج الأفراد إلى معلومات موثوقة وحظر ومكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية، مضيفا أن “المنظمة الدولية للفرونكوفونية تعمل على تعزيز روابط التضامن حول قيم الاحترام والشفافية والمسؤولية على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى”، داعيا المجتمع المدني والأكاديميين والأفراد للانخراط، إلى جانب السلطات العمومية، في تنظيم المنصات الرقمية.
وإلى جانب أخرباش، يضم الوفد المغربي المشارك في هذه الدورة مدير الشؤون الدولية والإفريقية، طلال صلاح الدين، وعضوين بمجلس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، جعفر الكنسوسي، وفاطمة البارودي.
ويشكل مؤتمر دكار مناسبة لهيئات تقنين وسائط الاتصال الفرنكوفونية لبحث السبل المؤسساتية والتقنية الكفيلة بالحد من ظاهرة تهدد الأمن والتماسك الاجتماعيين في مختلف أنحاء العالم.
ويناقش المشاركون، على مدى يومين، مواضيع تهم، بالأساس، مكافحة القرصنة ودعم الإبداع، وتجارب البلدان في تنظيم المنصات الرقمية، وآليات تنظيم هذه المنصات بفعالية.
وقبل اختتام المؤتمر، ستشهد جلسة نظامية تسليم السلط بين رئيس هيئة تنظيم الاتصال السمعي البصري “أركوم”، روش أوليفييه مايستر، الرئيس الحالي للشبكة الفرونكوفونية لهيئات تقنين وسائط الاتصال، وخلفه مامادو عمر ندياي، رئيس المجلس الوطني لتقنين السمعي البصري في السنغال. ووفقا للنظام الأساسي للشبكة، سيتم انتخاب نائب جديد للرئيس للفترة 2025-2026.
يشار إلى أن الشبكة الفرونكوفونية لهيئات تقنين وسائط الاتصال، التي أحدثت في 1 يوليوز 2007 بوغادوغو، تضم 31 مؤسسة عضو.
مؤتمر رؤساء الهيئات الأعضاء في الشبكة الفرونكوفونية لهيئات تقنين وسائط الاتصال يدعو إلى مكافحة القرصنة
الوسوم