حسن اومريبط
في إطار استكمال الهياكل التنظيمية لحزب التقدم والاشتراكية طبقا لمقرر اللجنة المركزية، عقد جمعان عامان بأكادير يومي السبت والأحد الماضيين، لتجديد كل من الفرعين المحليين بكل من أكادير والدراركة، وذلك تحت إشراف وفد حزبي هام.
حركية دؤوبة ودينامية استثنائية، تلك التي عرفتها فضاءات قرية الكهربائي بأكادير يوم السبت الماضي، والمناسبة، تجديد الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير التجديد الذي يأتي أسبوع قبل المؤتمر الإقليمي لحزب الكتاب بأكادير إداوتنان المزمع عقده يومه السبت. ويأتي هذا الاهتمام الكبير بالجمع العام العادي لفرع أكادير، لكون هذا الأخير يشكل النواة الأساس للعمل الحزبي بالمنطقة لما تعرفه جموعه العامة من نقاشات حادة وجدالات مستفيضة تدخل كلها في صميم الحوار التنظيمي الهادف والبناء. وفي كلمته بالمناسبة، ثمن عبد الأحد الفاسي الفهري، عضو المكتب السياسي للحزب المكلف بتتبع جهة سوس ماسة، المجهودات الاستثنائية التي يبذلها رفاقه ورفيقاته في مدينة أكادير من أجل تبويء الحزب المكانة التي تليق به داخل المشهد السياسي بالمنطقة، مشددا، على ضرورة المواصلة بنفس العزيمة وبنفس الإرادة وبنفس الحماس الذي عاشه مع رفيقاته ورفاقه في الشهور القليلة الماضية، وهم يؤسسون فروعا جديدة في مختلف جماعات الإقليم ويجددون المنتهية ولايتها، دون إغفال الأهمية القصوى التي يتم إيلاؤها للقطاعات السوسيو مهنية التابعة للحزب حيث تم لحد الآن خلق قطاعات المهندسين والتربية والتكوين والطلبة والتعليم العالي، في انتظار الصحة، الذي تشكلت لجنة تحضيرية منكبة على وضع الترتيبات الأخيرة لإخراج قطاعه للوجود، ناهيك عن نشاط ودينامية بعض التنظيمات الموازية، كمنظمة الطلائع أطفال المغرب ومنتدى المناصفة والمساواة وما إلى ذلك من عمل قاعدي بناء يرمي في العمق إلى تثبيت وتجدير الحزب في المدينة وفي الإقليم. وذكر المسؤول الحزبي وهو يخاطب رفاقه الملتحقين حديثا بصفوف الحزب الذي تبنى “المعقول” كشعار أساسي لتوجهاته الفكرية والتدبيرية بأن حزبه مستقل بأفكاره وتوجهات التي تخدم المصلحة العامة للبلاد وهو بذلك يرفض سياسة التحكم التي اختارها البعض لتنفيذ أجندته المجهولة الأهداف والمرامي، الشيء الذي دفع بحزب التقدم والاشتراكية، يضيف الفاسي الفهري، إلى اختيار المشاركة في الحكومة عوض التمركز في معارضة يعوزها التجانس والتناغم اللازمين لأداء المهمة المنوطة بها.
دخول رفاق بن عبدالله في التجربة الحكومية، يقول عبد الأحد، أملته كذلك الظروف اللاأمنية التي كانت تعيش على وقعها المنطقة العربية في ذلك الإبان إضافة إلى كون حزب العدالة والتنمية الذي استمد قوته التواجدية في الساحة السياسية في البلاد، من صناديق الاقتراع، وبشكل ديمقراطي، يتقاسم مع الحزب الشيوعي المغربي، سابقا، العديد من القيم بالرغم من الاختلاف في التوجهات الفكرية والإيديولوجية، لكن تلاقيهم مبني على الوفاء والالتزام والمعقول، مما حفز كل أعضاء اللجنة المركزية للحزب لاختيار تدبير الشأن الوطني من خلال المشاركة في الحكومة، وليس اختيار المسالك السهلة والمتجلية في الاختباء في المعارضة وصب الزيت في النار بدل المساهمة في وضع البلاد على السكة الصحيحة، رغم الإكراهات والمطبات التي تعترض كل المشاريع الضخمة والأوراش الكبرى التي يتم فتحها. وأشار المتحدث، خلال هذا اللقاء التنظيمي بامتياز ما يقع الآن في المغرب من تعبئة شاملة لمواجهة الانزلاقات الخطيرة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة حيث أكد على موقف حزبه الثابت والمتجلي في دفاعه المستميت واللامشروط على ثوابت المملكة المغربية، داعيا في الأخير كل رفيقاته ورفاقه إلى ضبط النفس والتحلي بالروح الرفاقية الخالصة التي تضع مصلحة الحزب فوق كل اعتبار. وبعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما تم تجديد الثقة في المهدي العرابي الذي اختار مكتبا مشكلا من عشرين عضوا، روعي فيه التمثيلية القطاعية والشبابية والنسائية، وهو معزز بعناصر جديدة قادرة على إعطاء القيمة المضيفة و النوعية للتنظيم الطامح إلى اجتياز محطة السابع من أكتوبر المقبل بكل نجاح.
***
انتخاب محمد الونزاري كاتبا أولا لفرع الدراركةتم نهاية الأسبوع المنصرم، تجديد الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بالدراركة بأكادير إداوتنان، بإشراف كل من عبد الأحد الفاسي الفهري وسعودي العمالكي عضوي المكتب السياسي للحزب وسعيد بومانطا وحسن أومريبط وعزيز الإدريسي أعضاء اللجنة المركزية. وفي كلماته بالمناسبة، أكد حسن أومريبط على الأهمية الكبرى التي يوليها الفرع الإقليمي لحزب، لهذه الفروع التي تعتبر روافد للمكتب الإقليمي، والذي سيشرف ويتابع عن كتب كل الأنشطة الإشعاعية والتواصلية والتعبوية التي سوف يتم تسطير برنامجها، وبتنسيق تام مع الفروع المحلية، من قبل مكتب الفرع الإقليمي الجديد الذي سوف يرى النور نهاية الأسبوع الحالي، من خلال المؤتمر الإقليمي الذي سوف يتم به تتويج كل هذه التجديدات والتأسيسات الرامية إلى ضخ دماء جديدة بعناصر نشيطة قادرة على البدل و العطاء والتي من شأنها تعزيز صفوف الحزب بها وإضافة نفس جديد للتنظيم بالإقليم. واعتبر المتحدث خلال هذا اللقاء التنظيمي بامتياز، هذا الانفتاح غير المسبوق للحزب على كل الجماعات القروية التابعة للإقليم، بداية تجربة جديدة أثبتت نتائج الانتخابات الجهوية الأخيرة على مستوى الإقليم والتي حصل من خلالها الحزب على أزيد من ستة آلاف صوت، على أهميتها وعلى وجاهة الفكرة، لاسيما، وأن هذه المناطق ذات الطابع القروي والشبه القروي، تعج بالمتعاطفات والمتعاطفين مع الحزب ومع مناضلاته ومناضليه، معتبرين هذا الإقبال على خوض تجربة التسيير المحلي في صفوف الحزب الشيوعي المغربي سابقا، من قبل شباب المنطقة، خير دليل على المكانة المتميزة التي يحتلها حزب التقدم والاشتراكية في قلوب ساكنة قبائل إداوتنان ومسكينة وحاحا، يؤكد حسن، الذي نوه بالمجهودات الجبارة التي قام بها المترشحون باسم حزب التقدم والاشتراكية في الانتخابات الجماعية الأخيرة، بالرغم من التحاقهم المتأخر بالحزب والذي تزامن وفترة وضع الترشيحات، هذه التجربة، يضيف المتحدث، كانت فرصة للتواصل وتعزيز الأواصر مع ممثلي الدوائر الانتخابية بالدراركة وباقي المناضلين والمناضلات بالجماعات القروية، قبل وبعد المحطة الانتخابية. واختتم المتدخل كلمته بتذكير كل الحاضرات والحاضرين بالنتائج المهمة التي حصل عليها الحزب في الجماعة القروية بالدراركة منذ سنة 1992 وهي السنة التي قاد فيها المناضل الكبير محمد وادي قافلة الحزب داخل المجلس القروي للدراركة. ومن جانبه، اعتبر سعودي العمالكي الجماعة القروية للدراركة من بين النقط المضيئة بالنسبة لحزب الكتاب بأكادير إداوتنان، مذكرا بثلة من رموز الحزب بالمنطقة من قبل أيت يشو ومحمد وادي وحسن زركضي، الرئيس الأسبق للمجلس القروي بالدراركة وغيرهم ممن ناضلوا باستماته من أجل الانتصار للقضايا المشروعة للمواطنين .وعرج المسؤول الحزبي على الدور الريادي الذي يلعبه حزبه في المشهد السياسي للبلاد، منوها بالمجهودات الجسيمة التي يبذلها كل رفاقه، كل من موقعه لتشريف حزبه، مستدلا من خلال مداخلته بالأوراش العظمى التي فتحها رفاقه الوزراء في الحكومة الحالية والذين أبانوا مجددا عن علو كعبهم في التدبير القطاعي الموكول إليهم. وفي ختام هذا الجمع العام التجديدي، فسح المجال للنقاش والتداول المستفيضين والتفاعل بين كل الحاضرين قبل أن يتم انتخاب محمد الونزاري، الذي يشغل حليا منصب نائب رئيسة المجلس القروي بالدراركة، كاتبا أولا للفرع المحلي للدراركة ليقود سفينة الحزب بالدراركة رفقة ثلة من رفاقه الممثلين لمختلف الدوائر الانتخابية المنتشرة عبر تراب الجماعة.