أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن العلاقات القائمة بين بلاده والمغرب ” متميزة وتتطور باستمرار “.
وقال ولد الشيخ أحمد، خلال لقاء صحفي عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن ” العلاقات الثنائية متميزة وتتطور باستمرار، وهناك تعاون نوعي في مختلف المجالات “، مضيفا أن ” القطاعات الحكومية المختلفة تتبادل الزيارات والتنسيق فيما بينها بشكل دائم”.
وشدد على أن زيارته إلى المغرب تأتي في إطار المشاورات السياسية والتبادل والتواصل المستمر بين المغرب وموريتانيا، الذين تجمع بينهما علاقات تاريخية وطيدة، مبرزا حرص قائدا البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على توطيد هذه العلاقات وتعزيزها.
كما سجل بأن المغرب يحتضن جالية موريتانية كبيرة تتجاوز 10 آلاف مواطن، وأن عدد الطلبة الموريتانيين في المغرب في تزايد مطرد حيث تجاوز عددهم 3000 آلاف طالب ” يحظون جميعهم بالرعاية والاهتمام “.
على صعيد آخر، أشار ولد الشيخ أحمد إلى أنه يجري التحضير لانعقاد الدورة الـ8 للجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين، لافتا إلى أن كل هذه المؤشرات تكشف حجم ومستوى العلاقات المغربية الموريتانية.
وخلص إلى أن وضع حجر الأساس لبناء المقر الجديد للسفارة الموريتانية بالمغرب بوسط العاصمة الرباط يشكل ببعده الرمزي دلالة قوية على متانة العلاقات المغربية الموريتانية.
علاقات تاريخية وإنسانية مهمة
وخلال اللقاء الصحفي ذاته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن العلاقات المغربية الموريتانية علاقات وطيدة تحكمها توجيهات قائدي البلدين بالحفاظ على خصوصيتها وقوتها ومتانتها.
وقال بوريطة إن البلدين المغاربيين والجارين تجمع بينهما علاقات تاريخية وإنسانية مهمة، مشيرا إلى أن هذه المحادثات همت سبل تطوير هذه العلاقات، سواء في مجال التشاور السياسي أو التنسيق بين البلدين في كل القضايا، ولاسيما في المجال الإنساني، باعتباره عنصرا أساسيا في العلاقات بين البلدين، لأن الروابط البشرية والإنسانية بين المغرب وموريتانيا ” جد متميزة ولا مثيل لها “.
وأبرز الوزير، في هذا الصدد، أن أزيد من 60 في المائة من الطلبة العرب بالمغرب هم موريتانيون وأن عنصر التكوين وتبادل الخبرات في هذا المجال كان وسيظل ميزة أساسية في العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن موريتانيا تحظى دائما بمكانة خاصة فيما يتعلق بالمنح الدراسية وتسجيل الطلبة في المعاهد والجامعات المغربية بالنظر لعلاقات الجوار، ولكن أيضا للروابط الإنسانية القوية بين الشعبين الشقيقين.
وأضاف أن المحادثات همت أيضا الاستحقاقات المقبلة، وأهمها التحضير لانعقاد اللجنة العليا المشتركة ومنتدى رجال الأعمال، مبرزا أن الطرفين اتفقا، بتوجيهات من قائدي البلدين، على عقد كافة آليات التعاون خلال الأسابيع المقبلة.
على الصعيد الاقتصادي، أعرب بوريطة عن ” أسفه لعدم استغلال كافة الامكانات المتاحة بين البلدين رغم التقدم المسجل في التعاون الاقتصادي الثنائي “، مؤكدا رغبة البلدين في تعزيز الاستثمارات والتبادل التجاري والمشاريع المشتركة بين رجال الأعمال المغاربة والموريتانيين.
من جهة أخرى، أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المحادثات مع نظيره الموريتاني شكلت أيضا فرصة للتطرق للقضايا الإقليمية والدولية، حيث س جل تقارب كبير في وجهات النظر وتنسيق مستمر بين البلدين.
وخلص إلى أن زيارة ولد الشيخ إلى المغرب تأتي من أجل وضع الحجر الأساس لبناء السفارة الموريتانية بالمغرب، وهو حدث مهم يدل على قوة العلاقات الثنائية ورغبة موريتانيا في تسجيل حضور دبلوماسي قوي في مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية والانسانية التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
مركب دبلوماسي لموريتانيا بالرباط
هذا، وتم، الثلاثاء بالرباط، وضع الحجر الأساس لمقر المركب الدبلوماسي الجديد للجمهورية الإسلامية الموريتانية بالمملكة المغربية.
وحضر حفل وضع الحجر الأساس للمركب الدبلوماسي، على الخصوص، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى جانب عدد من السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب وممثلي المؤسسات المنتخبة والسلطات المحلية.
وسيتم تشييد هذا المركب، الذي روعي في تصميمه الفن المعماري الموريتاني الأصيل، على مساحة 5 آلاف و341 مترا مربعا، حيث سيضم كلا من المكاتب الإدارية للسفارة ومقر إقامة السفير.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد سفير موريتانيا بالرباط، محمد ولد حناني، أن ” هذا المشروع الهام يشكل أحد معالم ورموز العلاقات المتميزة القائمة بين بلدينا الشقيقين “، آملا أن يشكل هذا المبنى ” معلمة بارزة تساهم في توطيد العلاقات الوثيقة والمتعددة الأوجه ” بين المغرب وموريتانيا.
وأضاف ولد حناني أن هذه العلاقات ما فتئ قائدا البلدين، رئيس جمهورية موريتانيا، محمد ولد الشيخ الغزواني، وجلالة الملك محمد السادس، يحرصان على الدفع بها قدما نحو مزيد من الارتقاء والتطور.
ونوه السفير الموريتاني إلى أن هذا المشروع ما كان ليتحقق لولا تعاون ودعم مختلف سلطات المملكة المغربية الشقيقة المعنية التي واكبت السفارة في مسار متابعة إجراءات الحيازة الإدارية للقطعة الأرضية وتسهيل إجراءات رخصة البناء.
وبعد أن أعرب عن شكره لتحالف الشركتين الموريتانية والمغربية المسؤولتين عن بناء المركب، لفت السيد ولد حناني إلى أن هذا التعاون أعطى نموذجا مصغرا للشراكة بين البلدين، آملا في أن تتعزز وتتطور أوجه هذه الشراكة والتعاون بما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وخلص السفير الموريتاني إلى أن هذا المشروع، الذي تدوم مدة أشغاله 18 شهرا، يأتي تجسيدا لرؤية رئيس موريتانيا بتحديث المنظومة الدبلوماسية للبلاد وتحسين وضعية البعثات الدبلوماسية من خلال تزويدها بالوسائل اللوجستية والبشرية اللازمة.