وضعية أوناحي المقلقة…

يعد عز الدين أوناحي من اللاعبين الأساسيين، داخل التشكيلة الرسمية للفريق الوطني المغربى لكرة القدم، إذ استطاع بسرعة كسب مكانته، أيام المدرب وحيد خاليلوزيتش، وعزز ذلك من خلال مستوى لافت، بمباريات مونديال قطر 2022.

تحت إشراف المدرب وليد الركراكي، تحول أوناحي، إلى لاعب ارتكاز داخل منظومته التكتيكية، فهو يشكل ثلاثيا ناجحا، مع كل من أشرف حكيمي وحكيم زياش، في تكامل لافت مع سفيان أمرابط وسليم أملاح…

كل هذه المميزات الفنية، جعلت المدرب الإسباني لويس إنريكي، يشيد بمستواه اللافت إلى درجة الانبهار، وعلى هذا الأساس توقع الجميع انتقال الدولي المغربي، إلى ناد أوروبي يليق بقيمته، ويفتح له المجال الواسع نحو المزيد من التألق…

مباشرة بعد انتهاء المونديال تابعنا مجموعة من الأخبار، تتحدث عن رغبة مجموعة من الأندية الاستفادة من خدماته، سواء من أسبانيا أو انجلترا، أو ايطاليا والبرتغال، إلا أن الجميع تفاجأ في الأخير بتوقيعه لأولمبيك مارسيليا، بقيمة مالية لم تتجاوز الـ 8 ملايين يورو…

ورغم أن النادي الفرنسي من بين الأندية المتوسطة، يشارك بدوري متوسط، فإن اللاعب المغربي لم يتمكن من كسب رسميته، وظل حبيس دكة الاحتياط، بل أن المدرب إيغور تيدور أمره بالبحث عن ناد آخر…

وضعية جد مقلقة تهدد مسار أوناحي مع كتيبة أسود الأطلس، في عز الاستعدادات لكأس إفريقيا للأمم، المزمع انطلاقتها خلال بداية السنة القادمة بالكوت ديفوار، أي بعد ثلاثة أشهر فقط من الآن.

والكل يعرف أن أوناحي، متعاقد مع العميد السابق المهدي بنعطية كوكيل أعمال، وكيل لا زال في بداية الطرق، ولجأ إلى اللاعبين المغاربة، ليدخل عالم يتطلب حنكة وخبرة وعلاقات واسعة، وفهم عميق لخصوصيات السوق…

وبناء على نصحية من المهدي، انتقل عز الدين لمارسيليا، بقيمة مالية صغيرة وجد عادية، ناد بدون مشاركات خارجية، والنتيجة البقاء بالاحتياط، منذ مدة تقارب السنة…

مرة يبرر المدرب تيدور، أن مشكل أوناحي يكمن في عدم الانضباط التكتيكي، ومرة يرجع الأمر إلى أن إمكانياته لا تتوافق مع منهجيته الفنية، كما تحدث أكثر من مرة، عن ضعف لياقته البدنية، فكيف لمدرب من المفروض انه وافق على عقد الصفقة، دون أن يدرس إمكانياته اللاعب من جميع النواحي، ومدى توافق إمكانياته مع تكتيكه، ودرجة انسجامه مع المجموعة ككل..

وبدون أدنى شك، فإن المسؤولية بالدرجة الأولى يتحملها وكيل، زج به وسط متهاهات انتقال غير مدروس تماما، لا يتناسب مع إمكانياته كلاعب مهاري، يتمتع بخصوصيات فنية، تؤهله للانظمام لأحسن الأندية الأوروبية…

وهنا نعيد طرح السؤال: من يمنح لبنعطية كل هذه الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها دون غيره، من الوكلاء والسماسرة ومختلف الوسطاء؟..

سؤال مطروح بقوة، والإجابة ننتظرها من إدارة الجامعة، دون استثناء المدرب وليد من المسؤولية…

>محمد الروحلي

Related posts

Top