يحيي العالم في مطلع شهر دجنبر من كل عام، اليوم العالمي لإلغاء الرق والعبودية، الذي تبنته الأمم المتحدة يوم 2 ديسمبر عام 1949. لكن بعد مرور أكثر من 65 عاما على ذلك التاريخ، ما زال ملايين البشر تحت وطأة العبودية الحديثة، التي تتعدد أشكالها بين تجارة البشر والاستغلال الجنسي وتشغيل الأطفال والزواج بالإكراه.
رغم المحاولات الجادة التي تقوم بها منظمات دولية، إلا أن العبودية مثلما تؤكد دراسة أطلقتها منظمة العمل الدولية ومنظمة “ووك فري” عام 2017، تثبت أن ضحايا العبودية الحديثة في العالم فاق 40 مليونا. وأرفقت منظمة العمل الدولية الدراسة بتقديرات عن عمل الأطفال الذي يشمل 152 مليون طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و17 سنة.
وبينت الدراسة أن العبودية الحديثة أشد وطأة على النساء والفتيات، إذ تشمل 29 مليون فتاة وطفلة وامرأة، أي 71% من إجمالي ضحايا العبودية، وتمثل النساء 99% من ضحايا العمل القسري في تجارة الجنس و84% من ضحايا الزواج القسري.
كما أظهرت الدراسة أنه من بين ضحايا العبودية الحديثة البالغ عددهم 40 مليون شخص، يعمل 25 مليون منهم في العمل الإجباري و15 مليون شخص هم عبيد لأنهم ضحايا “زواج” قسري.
ولا يزال عمل الأطفال منتشرا في قطاع الزراعة (70.9%)، كما يعمل خمس الأطفال العاملين في قطاع الخدمات (17.1%) و11.9% في الصناعة.
وتعتبر منظمة “ووك فري” الدولية أن 40 مليون شخص عالقون في العبودية الحديثة، “هذا عار على البشرية” تقول المنظمة. وتؤكد أن هناك 89 مليون شخص اختبر بعضا من أشكال العبودية الحديثة لفترات من الزمن تتراوح بين بضعة أيام وخمس سنوات.
وفي محاولة للقضاء على العبودية الحديثة، نشأ تحالف دولي يطلق عليه “التحالف 8.7″، وهو شراكة عالمية ترمي إلى القضاء على العمل القسري والعبودية الحديثة والاتجار بالبشر وعمل الأطفال. ويتكون التحالف من شركاء رئيسيين ممثلين للحكومات ووكالات الأمم المتحدة والقطاع الخاص ومنظمات العمال وأصحاب العمل والمجتمع المدني.
وتظهر إحصاءات “التحالف 8.7” أن ربع ضحايا العبودية الحديثة هم أطفال، أي 10 ملايين طفل، ونحو 37% (5.7 مليون) من المجبرين على الزواج القسري هم أطفال.
تشير الإحصاءات إلى أن عدد ضحايا العمل القسري في عام 2016 فقط بلغ 25 مليون شخص، منهم 16 مليون ضحية من ضحايا العمل القسري في القطاع الخاص مثل العمل المنزلي والبناء والزراعة، كما عمل 5 ملايين شخص تقريبا في الجنس القسري، إلى جانب أكثر من 4 ملايين شخص (أي 16%) عملوا بشكل قسري تفرضه عليهم سلطات بلادهم.
أما عدد ضحايا الزواج القسري فيزيد عن 15.4 مليون شخص، منهم 6.5 مليون تزوجوا بين عامي 2012 و2016، وأكثر من ثلث ضحايا الزواج القسري كانوا أطفالا عندما تزوجوا، وجميع الضحايا الأطفال تقريبا فتيات.
ولو انتقلنا إلى عمالة الأطفال سنجد أن هناك أكثر من 152 مليون طفل منهم نحو 64 مليون فتاة و88 مليون فتى، عرضة للاستغلال في مجال تشغيل الأطفال ويمثلون نحو عشر عدد الأطفال في العالم، ويوجد أكبر عدد من الأطفال العاملين بعمر 5-17 في أفريقيا (72.1 مليون)، تليها آسيا والمحيط الهادئ (62 مليون)، ثم أمريكا الشمالية والجنوبية (10.7 مليون)، وأوروبا وآسيا الوسطى (5.5 مليون) والدول العربية (1.2 مليون)، وقرابة ثلث الأطفال العاملين بعمر 5-14 عاماً هم خارج النظام التعليمي، و38% من الأطفال العاملين في أعمال خطرة تبلغ أعمارهم 5-14 عاما، ونحو ثلثي الأطفال بعمر 15-17عاما يعملون أكثر من 43 ساعة أسبوعيا.
“عار على جبين البشرية”.. أكثر من 40 مليون شخص عدد ضحايا العبودية الحديثة
الوسوم