أحالت وزارة العدل عددا من الملفات تخص ظاهرة افتعال حوادث سير وهمية على أنظار النيابة العامة للتحقيق مع مجموعة من الأشخاص الذين تتكرر أسماؤهم في السجلات الخاصة بحوادث السير، والذين تمكنت الوزارة عبر المنصة التي أحدثتها لهذا الغرض من رصدهم، حيث وردت أسماؤهم 32 مرة و15 مرة و10 مرات في حوادث سير جسمانية سابقة، من أجل الاستفادة من تعويضات شركات للتأمين.
وأكد الوزير عبد اللطيف وهبي، في جوابه على سؤال شفوي خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب أول أمس الاثنين، عزم الوزارة على محاربة والتصدي لهذه الظاهرة التي تنشط فيها شبكات منظمة، حيث لا يعقل أن يتكرر اسم شخص لـ 32 مرة في ملفات حوادث السير من أجل الحصول على تعويض ولا يتم ملاحظة ذلك من قبل الأطراف التي ترتبط بجميع مراحل حادثة السير، قائلا» هناك خلل في مكان ما».
وشدد الوزير على عدم تساهل الوزارة مع العناصر التي تنشط في افتعال حوادث السير الوهمية، خاصة وأن التسجيل الرقمي يعري على المتورطين، حيث بمجرد ما يتم تسجيل حادث السير يظهر اسم المعنيين بها، مشيرا أن الوزارة ستتابع كل حادث بتفاصيله ، خاصة وأن الأمر يتعلق بشبكات توزع الأدوار بينها ، والتي تبين من خلال المنصة التي أحدثتها الوزارة بغاية مراقبة ملفات حوادث السير، أن اسماء أشخاص تتكرر في حوادث سير وتمر بمختلف المراحل وتتحصل على التعويض دون وجه حق ودون أن يتم ملاحظة ذلك».
واعتبر الوزير أن الأمر أصبح يتعلق بظاهرة تنشط فيها عصابات ، حيث يعمد أشخاص إلى خرق للقانون واستعمال النصب وتزوير المحاضر من أجل التحصل على أموال التأمين دون وجه حق مما يتسبب في خسائر مادية للشركات المعنية
ويبدو أن منصة الرصد هاته التي أحدثتها وزارة العدل خصيصا لسجلات حوادث السير سيتم بناء عليها بتحديد جميع الحوادث المرورية الوهمية المصرح بها،انطلاقا من تكرار أسماء الأشخاص، على أن تتولى النيابة العامة مسألة التحقيق من أجل إيقاف كل المتورطين والمشاركين في هذه الأفعال الإجرامية، ورصد حجم وقيمة المبالغ المالية المتوصل بها عن طريق هذا الأسلوب الاحتيالي.
ويشار أن تصاعد الظاهرة سجل طفرة طيلة السنوات الماضية ، وتبين من خلال مجموعة من الأشخاص المتهمين في هذه الملفات الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية بناء على التحقيق التي تأمر بها النيابة العامة، وجود شبكات وعصابات تنشط في افتعال حوادث سير وهمية، حيث أظهر تصفح السجلات الخاصة بحوادث السير، تكرار أسماء أفراد مسجلين على كونهم أصيبوا بأضرار جسمانية في حوادث سير وهمية بغرض النصب على شركات التأمين.
< فنن العفاني
