عناوين كبرى لواقع مهترئ…

– إفلاس بعد 12 موسما من زمن الاحتراف.
– احتراق طجين خريبكة.
– انفجار غسالة الوداد.
– رسائل خاطئة لقرار عفو تحت الطلب…
كلها عناوين كبرى لواقع كروي مهترئ، يعج بالكثير من التناقضات، والمظاهر غير السليمة، عناوين تختزل في العمق واقع ممارسة غير مشجع تماما، لا علاقة له بما يقدم على مستوى المنتخبات الوطنية، بجل الفئات ذكورا وإناثا…

فبعد (12) عاما من زمن الاحتراف، وعلى بعد أسبوع فقط من موعد انطلاق النسخة الـ(13)، تقف الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية بقاعة الانتظار، تترقب حلولا لأزمتها الخانقة، تتفضل بها الجهات المشرفة والقطاعات الوصية…
يقولون: “…إذا عمت هانت”، إلا أن هذا المثل لا ينطبق تماما على واقع الأندية، إذ فرض على الجميع إيجاد حلول ذاتية، وبصفة استعجالية، لا تتطلب التأجيل أو المماطلة، كما أن الأمل في إلغاء كل الديون دفعة واحدة من طرف إدارة الجامعة..خاب أمام صعوبة التنفيذ سواء ماليا أو إداريا…
بالنسبة لحالتي طجين خريبكة وغسالة الوداد، فإنهما يعكسان واقع الحال، بين فريقين متناقضين، أحدهما غادر نحو القسم الثاني، وآخر لعب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، وكان الأقرب للتتويج وطنيا وقاريا.
فاتهام يوسف ججيلي المستقيل من رئاسة فريق أولمبيك خريبكة، بالإفراط في استهلاك “الطجين الخريبكي” على حساب ميزانية النادي، يعكس ضحالة الواقع الداخلي الذي يعيشه فريق عاصمة الفوسفاط، ففي الوقت الذي تتهم فيه أسماء معينة بالاستيلاء على مبالغ مهمة، تقدر حسب مصادر خاصة بملايير السنتيمات، بطرق ملتبسة وغير مشروعة، وبدون وجه حق، فإن يوسف “المسكين” اتهم من طرف معارضيه بأكل “الطجين”، وهنا يظهر البون الشاسع بين من استفاد من عائدات الصفقات، دون محاسبة أو متابعة، وبين من حورب بسبب وجبات شعبية تكلف الفتات.
أما قضية الغسالة، فتتعلق بناد يتطلع للعالمية، لم يتردد رئيسه سعيد الناصري، في تفجيرها بسبب الضغط الذي يعيشه من جراء محيط غير نظيف تماما، محيط ومنتسبون يفكرون فقط في طرق الاستفادة المادية، ولو حساب مصالح النادي.
حسب ما قال الناصري، فإنه يرفض المساومة، وهو ما جعله يكشف عن مثل هذه التفاصيل المملة، إلا أن السؤال المطروح: هل المقصود هو المشجع الذي هاجم رئيس فريقه، رافضا الاتهام؟ أم أن المعني بالأمر شخص آخر، يقال إنه محسوب على مهنة توصف بالنبيلة؟…
وسط هذا اللغط، خرجت العصبة الاحترافية الموقرة، وهي تستعد لموسم كروي جديد، ببلاغ يفيد بإصدار عفو عام على الموقوفين، ويهم بالدرجة الأولى مسيرين، سبق أن صدرت في حقهم عقوبات تبلغ خمس سنوات، وبتحديد هذه المدة بالضبط، يقفز إلى الواجهة اسم نور الدين البيضي، الموقوف بسبب اعترافه علانية، بتفويت نتيجة مباراة معينة.
وعندما يتخذ مثل هذا القرار، فإن الرسالة التي تفهم من ورائه تتلخص في التسامح مستقبلا مع مثل هذه الحالات، مع أن المهمة الأساسية للأجهزة المشرفة على كرة القدم والرياضة بصفة عامة، والعصبة الاحترافية من بينها، ضرورة الحرص كل الحرص على ضمان منافسة شريفة، ومحاربة التلاعبات أيا كان مصدرها أو أهدافها…

الأكيد أن هناك حالات كثيرة يعج بها الوسط، نكتفي بهذا القدر، في انتظار عناوين أخرى لواقع مؤسف حقا، لا يكف عن إفراز الأمثلة الصادمة…
محمد الروحلي

Top