موعد إفريقي بمواصفات دولية…

قدمت مباراة الذهاب عن نهائي دوري السوبر الإفريقي لكرة القدم، بين الوداد البيضاوي المغربي وماميلودي صاندوانز الجنوب إفريقي، صورة ناصعة عن كرة القدم الإفريقية…

صورة أعطتنا نموذجا لما يجب أن تكون عليه أغلب الملتقيات التي تحتضنها القارة، وتستحق أن تسوق على الصعيد الدولي، وإعطاء مثال ناجح على جميع المستويات…

أول المميزات التي قدمت خلال هذا الموعد، هناك الروح الرياضية العالية التي كانت سائدة، سواء قبل أو أثناء أو بعد المباراة، ولم يحدث أي خلل أو سلوك خادش لهذه الصورة…

ثانيا هناك المستوى التقني المقبول، والصراع التكتيكي اللافت، وتنوع الفترات، حسب حاجة كل فريق للرفع من الإيقاع، وممارسة الضغط المطلوب، وهذا الدور تفوق فيه اللاعبون، بتدخل فاعل من طرف المدربين…

ثالث عوامل النجاح، هناك الحضور اللافت للجمهور الرياضي، بحوالي 60 ألف مشجع أضفوا جمالية خاصة، ومنحوا دفئا ساهم في تحفيز الفريقين على تقديم مستوى أفضل، بالرغم من نزول الأمطار وبرودة الطقس، إلا أن الجمهور الودادي كان كالعادة في الموعد…

نصل إلى التنظيم الجيد الذي يعد من العوامل الأساسية التي لا يمكن تجاوزها، إذ حضرت السلاسة وضبطت الأمور، بالشكل الذي يحد من التجاوزات، صحيح أن هناك انفلاتات حدثت، إلا أنها كانت معزولة، ولم يكن لها أي تأثير على السير العام…

كل هذه العوامل وغيرها، أعطتنا مباراة تفتخر بها كرة القدم الإفريقية، وجعلت النسخة الأولى من دوري السوبر، تعرف النجاح المطلوب، حيث كان الاختبار موفقا، بحكم أن طرفي المواجهة كانا في المستوى المطلوب، دون أن نلغي دور الجهة المنظمة التي اجتهدت في تلبية كل الحاجيات…

حقق الوداد نتيجة الفوز المطلوب بهدفين لواحد، وكان من الممكن أن تكون الحصة أكثر، إذ تسيد لاعبو الوداد أغلب الأطوار، باستثناء 20 دقيقة سجلت مع بداية الجولة الثانية، كان فيها الحضور لافتا لصاندوانز، وتوج بتوقيع هدف التعادل عن طريق ضربة جزاء، إلا أن أصدقاء العميد يحيى جبران، عرفوا كيف يستعيدون زمام المبادرة، بفرض سيطرة مطلقة مكنتهم من توقيع هدف الفوز، وتهديد مرمى الحارس رونوين ويليامس في أكثر من مناسبة…

هناك الشوط الثاني المنتظر إجراؤه الأحد القادم ببريطوريا، وسيعرف بدون أدنى شك نفس مميزات الجولة الأولى، وبالأخص طغيان الروح الرياضية العالية، كيفما كانت النتيجة النهائية، لأن المنتصر في الأخير هي كرة القدم، بقارة تبحث عن تسويق أفضل، وترويج على أعلى مستوى، وإبراز كفاءات عالية، لا تقل تجربة وخبرة، عما يقدم بأهم التظاهرات العالمية…

>محمد الروحلي

Top