إذا كان أحمد شوقي يرى بأن العلم يبني بيوتا لا عماد لها، والجهل يهدم بيت العز والكرم، فإن دراسة نرويجية ذهبت لأبعد من هذا، إذ أكدت أن التعليم يطيل عمر الإنسان ويساعد في تحسين الصحة بالنسبة للبشر على اختلاف أعمارهم وعرقياتهم وتوزيعهم الجغرافي وخلفياتهم الديموغرافية والاجتماعية.
وتوصل الفريق البحثي للدراسة من جامعة النرويج للصحة والتكنولوجيا خلال بيانات جمعت من 59 دولة، وتضمنت أكثر من 10 آلاف معلومة، تم الحصول عليها مما يزيد عن 600 ورقة بحثية، إلى أن مخاطر الوفاة تتراجع بنسبة 2% مقابل كل عام دراسي إضافي يقضيه الإنسان، حيث أن 6 سنوات دراسية في التعليم الابتدائي تطيل متوسط عمر الإنسان بنسبة 13%، وأن احتمالات الوفاة تتراجع بنسبة 25% بعد التخرج من التعليم الثانوي، وتنخفض بنسبة 34% بعد إتمام 18 عاما من التعليم.
وعقد الفريق البحثي مقارنة بين تأثير الدراسة على مخاطر صحية، مثل التدخين، وشرب الخمر، وتناول أطعمة غير صحية، وتبين أن فوائد التعليم لمدة 18 عاما توازي تناول كميات مثالية من المأكولات الصحية، مثل الخضروات، وأن عدم الذهاب إلى المدرسة مطلقا، يوازي 10 سجائر يوميا لمدة 10 سنوات، أو تناول 5 مشروبات كحولية يوميا.
وتركزت الدراسة على أصحاب الدخل المرتفع، وأكدت ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث عن الأشخاص من الدول ذات الدخل المنخفض، والمتوسط، لاسيما من دول الصحراء، وشمال إفريقيا، حيث لم يتم جمع بيانات كافية عن هذه المناطق.