في لقاء مشترك ضم رابطة كاتبات المغرب ورابطة كاتبات إفريقيا، بشراكة مع كل من سفارة المملكة المغربية بسانتياكو والمركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بالشيلي، التأم أول أمس الثلاثاء ضمن فعاليات المعرض الدولي والنشر، حقوقيات وكاتبات مغربيات وإفريقيات للوقوف عند تطور الكتابة النسائية وإسهامات الكاتبات وبصمتهن في الحقل السياسي والثقافي والإبداعي للبلدانهن.
وعرف اللقاء استقبال الكاتبة الشيلية إيفا ملين دبيا أيارزون التي قدمت تجربة الشيلي وتجربة الكاتبات الشيليات في الوضع العام بالبلاد وتأثيرهن على المستويات السياسية والاجتماعية ودورهن في تطوير الحضور النسائي في مجال الأدب والثقافة.
في هذا السياق، قالت الأستاذة فاطمة الشعبي منسقة رابطة كاتبات المغرب بجهة سوس ماسة وعضو المكتب الدائم لرابطة كاتبات إفريقيا والمسؤولة المكلفة بتطوير التعاون والعلاقة الثقافية بين إفريقيا وأمريكا اللاتنية، إن اللقاء الذي نظمته الرابطة ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب جمع بين الكاتبة الشيلية الشيلية إيفا ملين دبيا وكاتبات إفريقيات، مبرزة أن اللقاء تمحور حول تجارب الكتابة النسائية بهذه البلدان.
وأضافت الشعبي أن اللقاء هم أيضا مناقشة أفق التعاون المشترك بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية، موضحة أن الكاتبة الشيلية دبيا أويارزون التي تعد واحدة من كاتبات الرواية في الشيلي وأمريكا اللاتينية وكاتبة في القضايا النسائية، استعرضت تجربة الشيلي وأدوار الكاتبات بهذا البلد في التكتل والتأثير.
وأوضحت الشعبي أن حضور الكاتبة الشيلية عرف نقاشا واسعا حول التجربة الإفريقية عموما وتجربة المغرب خصوصا، وبالأخص تجربة رابطة كاتبات المغرب، والأدوار التي تلعبها على مستويات مختلفة.
في هذا السياق، عبرت الكاتبة الشيلية إيفا ملين دبيا عن إشادتها بالتجربة المغربية، وعن إعجابها وانبهارها بتجربة رابطة كاتبات المغرب ودورها في إدارة وتنظيم رابطة كاتبات إفريقيا، من خلال تنظيم مؤتمر يضم 40 دولة إفريقية، وتتمكن الرابطة من تعميم نموذجها المغربي على النموذج الأفريقي والوصول إلى تمثيلية واسعة بالعديد من الدول الإفريقية.
وأضافت إيفا ملين دبيا أن تجربة رابطة كاتبات المغرب ملهمة، مبرزة أنها تفكر في نقلها إلى الشيلي وإلى بلدان أمريكا اللاتينية من خلال التفكير في تعاون مشترك بين المغرب وعبرها إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وأوضحت الكاتبة الشيلية التي استعرضت تجربتها خلال اللقاء، الذي أدراته وترجمته الأستاذة فاطمة الشعبي عن اللغة الإسبانية، أن الكاتبات الشيليات وبالرغم من كونهن استطعن التأثير في القرار الداخلي وتنظيم أنفسهن وتقوية فعاليتهن إلا أنهن لم يصلن بعد إلى طريقة للتنسيق أو تنظيم أنفسهم داخل ائتلاف أو رابطة واحدة مع بلدان الجوار، كالمكسيك الأرجنتين وباقي بلدان أمريكا اللاتينية.
وأكدت الشيلية ملين دبيا أنها ستعود من المغرب بفكرة المشروع من أجل وضع تصور يجمع الكاتبات ببلدان أمريكا اللاتينية في تنظيم واحد والعمل على التنسيق ووضع تصور وأفق للتعاون المشترك مع تنظيمات أخرى وفي مقدمتها رابطة كاتبات المغرب ورابطة كاتبات إفريقيا.
وخلصت الكاتبة الشيلية إلى أن القضية النسائية لا يمكن أن تنجح إلا بتكتل النساء وتكتل الكاتبات في تنظيم واحد، والنضال المشترك من أجل أن يكون للخطوات الجمعية التي يجري اتخاذها تأثير أكبر وتأثير في داوئر القرار والتأثير على السلطة السياسية من أجل مكتسبات أكبر للقضايا النسائية.
من جهتها استعرضت بديعة الراضي رئيسة رابطة كاتبات المغرب ورئيسة كاتبات إفريقيا التجربة المغربية التي قادتها مجموعة من الكاتبات المغربية والتي انتظمت في رابطة واحدة بمختلف التراب الوطني وعلى امتداد جميع جهات المملكة الاثني عشر.
كما استعرضت الراضي كيف تقوى تنظيم رابطة كاتبات المغرب، ليساهم بشكل تلقائي ويعمل على تأسيس رابطة كاتبات إفريقيا من خلال التئام ما يزيد عن 40 دولة في مؤتمر، وتنظيم عمل الكاتبات الإفريقيات والتنسيق المشترك في مختلف القضايا.
وقالت الراضي إن السر في نجاح التجربة المغربية يعود للعمل الديمقراطي والعمل المشترك من خلال الجهوية الموسعة والعمل على تنزيلها كأفق للعمل الوطني والمحلي وتوسيع صلاحيات الكاتبات بكل جهة، ثم نقل التجربة إلى إفريقيا من خلال دعم الكاتبات الإفريقيات ودعم تنظيمهن بمختلف الدول مشيرة إلى أن الرابطة لها اليوم حضور بعشرات الدول بإفريقيا فضلا عن وجود مكاتب رئيسية بالعديد من الدول من ضمنها مدغشقر، ليبيا، تونس، وأزيد من 15 دولة أخرى.
وبعد ترحيبها بفكرة مشروع التنسيق بين رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا من جهة وأمريكا اللاتنية من جهة أخرى، عبرت الراضي عن استعداد الكاتبات المغربيات والإفريقيات في دعم جهود الكاتبات بأمريكا اللاتينية من أجل التنسيق المشترك وبلورة مجالات للتعاون والتوأمة، في إطار تسويق تجربة النساء الديمقراطيات ووضع خرائط مشتركة للاشتغال.
إلى ذلك، كان اللقاء قد عرف تقديم عدد من التجارب الأخرى، حيث قدمت كل من رئيسة فرع مدغشقر لرابطة كاتبات إفريقيا، وفاطمة حقيق رئيسة فرع ليبيا في طرابلس وبنغازي لرابطة الكاتبات الإفريقيات تجاربهن الملهمة التي جاءت عبر نضالات كبيرة.
وأشادت المتدخلات بالفكرة التي تبلورت نحو تأسيس رابطة الكاتبات الإفريقيات ودورها البارز في التنسيق بين الكاتبات الإفريقيات وتقديم تجاربهن والنهوض بأدوارهن في التأثير والنضال الوحدوي لتحقيق مكتسبات للقضايا النسائية بلدانهن ولسائر دول إفريقيا.
يشار إلى أن اللقاء عرف حضورا وزانا للعديد من الأديبات والأدباء والمثقفين والمثقفات، ومجموعة من السياسيات والمناضلات في القضايا الاجتماعية والنسائية، حيث عرف اللقاء نقاشا واسعا حول أدوار الكاتبات والمبدعات، والنساء عموما، في النضال الوحدوي والمشترك وسبل التأثير القوي في القرار لصالح القضايا النسائية.
>محمد توفيق أمزيان
تصوير: رضوان موسى