حقوقيون يدينون الصمت العالمي أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي ويطالبون بإنهاء نظام الفصل العنصري

أكد عدد من الحقوقيين والفاعلين ضمن ندوة نظمتها منظمة العفو الدولية – فرع المغرب حول “انعكاسات الأبرتهايد والحرب على وضع نساء وأطفال فلسطين” ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، على أن ما يقترفه جيش الاحتلال الإسرائيلي من جرائم مروعة يستهدف النساء والأطفال بدرجة أولى.
وعرى المتدخلون في اللقاء الذي أدارته أمينة أفنيدة عضوة أمنستي المغرب، جرائم الحرب والأبرتهايد التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وكذا إمعانه في التقتيل وارتكاب المجازر في حق المدنيين.
في هذا السياق، قالت وفاء أكزول عن أمنستي المغرب إن اللقاء يأتي في سياق استمرار الجرائم التي يقترفها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني والإمعان في التقتيل وارتكاب المجازر في حق النساء والأطفال.
ولفتت أكزول في كلمة باسم أمنستي إلى أن المجتمع الدولي عاجز عن إيجاد حلول فعلية لمواجهة ما تقوم به آلة القتل الإسرائيلي، خصوصا مع التمادي والإمعان بدون أي تدخل أو إلزام دولي.
وذكرت أكزول بتقرير منظمة العفو الدولية في 24 فبراير والذي توقف عند بشاعة الجرائم المرتكبة في فلسطين، مجددة التأكيد على أن الزعماء الغربيين والزعماء الدوليين، ومجموعة من الدول الكبرى أقدموا من خلال عدد من الإجراءات والممارسات على إلحاق الضرر بالقرار الدولية وتقويض النظام العالمي الذي يرسى على قواعد أساسية وعدد من المواثيق.
وشددت المتحدثة باسم أمنيستي على أن الحرب على غزة، كشفت وعرت سياسة الكيل بمكيالين لقضايا حقوق الإنسان بالعالم، من قبل الدول الكبرى وزعماء مجموعة من الدول.
وأكدت المتحدثة على ضرورة التدخل الدولي واستدراك هذا التأخر خصوصا مع استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، والانتهاكات الخطيرة ضد المرأة والطفل.
من جهتها، دعت الأستاذة غادة الطيراوي عن السفارة الفلسطينية، صانعي القرار الإقليمي والدولي إلى ضرورة حماية الطفولة والمرأة من كل أشكال العنف التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الطيراوي إن ما تعيشه فلسطين من إجرام إسرائيلي يفوق التصور ويفوق حجم ما يتم تداوله إعلاميا من جرائم بشعة وانتهاكات ترقى إلى فعل الإبادة الجماعية.
وأوضحت أن الحرب التي يخوضها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني بغزة والانتهاكات الخطيرة والمتصاعدة في الضفة الغربية تشكل جرائم ضد الإنسانية ويجب أن ينخرط الجميع في إدانتها.
وشددت المتحدثة على أن الوضع في الأراضي الفلسطينية يزداد سوءا خصوصا الحرب على قطاع غزة وما يحدث من انتهاكات وإجرام على مستوى الضفة الغربية، حيث جددت التأكيد على أن ما يحدث بفلسطين أسوء وأبشع مما تصوره وسائل الإعلام في تجاوز لكل القوانين الدولية والإنسانية.
وأردفت المتحدثة في هذا الصدد “نحن لسنا أرقام، كل فلسطيني له حياة وعائلة وله مستقبل، وأمام الصمت الدولي لا مكان آمن في فلسطين”.


ولفتت المتحدثة عن السفارة الفلسطينية بالرباط إلى المخاطر المستمرة التي تواجه النساء والأطفال والمدنيين خصوصا استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم ومواصلته اجتياح رفح التي قال إنها مدينة للأطفال.
وزادت المتحدثة “ننتظر ماذا سيحدث وكم من الفظائع ستحدث باجتياح رفح واستمرار الجرائم بغزة والضفة الغربية، وكم من طفل وامرأة سيكونون ضحايا في اجتياح المنطقة، ومتى سينهض العالم ويتحرك للدفاع عن المدنيين وعن القانون الدولي.
وتساءلت الطيراوي عن كم الفظائع التي ينتظرها المنتظم الدولي لتحدث، وكم من طفل وامرأة سيكونون ضحايا في عموم فلسطين من أجل التحرك الفعلي وإلجام آلة القتل التي يعربد بها الاحتلال الإسرائيلي، وكذا ضمان حقوق الشعب الفلسطيني في ضمان حقوقه الإنسانية.
من جهته، قال سيون أسيدون رئيس حركة بي-دي-إس لمقاطعة الاحتلال الصهيوني إن نظام الفصل العنصري يدخل ضمن مجموعة من الانتهاكات والجرائم التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أسيدون “عندما ينظر الإنسان إلى كل ما يتعلق بالصهيونية يجب أن يتذكر مقولتهم الشهيرة “فلسطين أرض بدون شعب وتستحق شعبا بدون أرض”، مشيرا إلى أن هذا يساعد على فهم الأمور، ويبين كيف عمل الصهاينة على تطبيق ذلك في النكبة.
ويقوم هذا التوجه، حسب أسيدون على القيام بمجازر وجرائم تدفع السكان الأصليين إلى الهجرة وترك دورهم وقراهم، كما وقع خلال النكبة بعد تقتيل الآلاف من الفلسطينيين ودفع ما يزيد عن 800 ألف نحو اللجوء والهجرة.
وشدد رئيس حركة بي دي اس أن الصهاينة يتعمدون ارتكاب العشرات من المجازر من أجل الدفع في تجاه التهجير، مبرزا أن هذا التوجه يدخل ضمن التطهير العرقي الذي قال إنه يتواصل في حق الشعب الفلسطيني.
وأوضح أسيدون أن التطهير العرقي مستمر بشكل يومي من خلال استبدال السكان الأصليين بسكان قادمين من مختلف دول العالم تحت ذرائع واهية، مشيرا إلى أن الاحتلال يواصل اليوم بنفس المنطق والمبدأ، ويريد أرضا بدون شعب، وعندما لم تنجح طريقته في دفع السكان الأصليين للهجرة يمر إلى قتلهم من أجل أن تصبح فلسطين خاضعة له.
ويرى أسيدون في هذا التوجه محاولة لجعل الواقع يخضع لطموح الصهاينة الاستعماري، حيث يلجأ في ذلك إلى قتل الأطفال والنساء وترويع الشعب.
ولمواجهة هذه الأوضاع، يؤكد أسيدون أن مواجهة الصهيونية متاحة بجميع الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة، والمقاطعة، مشيرا إلى العمل الذي تقوم به “بي دي اس” والحركة العالمية لمقاطعة الاحتلال من أجل سحب الاستثمارات وتنزيل العقوبات وإخضاع الاحتلال للقرارات الدولية.
وخلص المتحدث إلى أن هناك ثلاث مطالب أساسية اليوم وجب النضال من أجلها على المستوى العالمي، الأول يكمن في وضع حد للاستيطان وتفكيك المستوطنات وتفكيك احتلال القدس والأراضي العربية، وتفكيك جدار الفصل العنصري.
ثم المطلب الثاني الذي حدده أسيدون في وضع حد لنظام الأبرتهايد الذي يتجلي في عدد كبير من القوانين والقرارات التي فيها تمييز عنصري ضد ساكنة فلسطين كل يوم، بالإضافة إلى المطلب الثالث الخاص بتطبيق القرار 194 للأمم المتحدة الذي ينص على حق العودة وحق استرجاع الممتلكات للفلسطينيين المهجرين من ديارهم وأراضيهم.

محمد توفيق أمزيان

Top