في عز الاستعدادات الجارية كي تكون مدينة الدار البيضاء مركزا عالميا لبث مباريات كأس العالم التي ستحتضنها المملكة بالاشتراك مع اسبانيا والبرتغال سنة 2030، تواصل هذه الحاضرة التي تعد من أبرز المدن التي تعكس وجه المغرب الحضاري والمعاصر، مواجهة تحديات عديدة متعلقة بسلوك  وتصرفات غير متحضرة تنخرها وتجرها إلى الوراء، وعلى رأس هذه التحديات البناء العشوائي. مثال على ذلك، ما يقع، بحسب شكاية توصلنا بها، بجوارغابة سيدي مسعود والطريق السيار بسيدي معروف عين الشق.

استنكر (ن/ ج) أحد ساكنة دوار المزابيين أولاد موسى، البناء العشوائي وخرق قانون التعمير، موضحا في شكاية حصلت بيان اليوم على نسخة منها، أن ذلك يتم بمباركة من قائد المنطقة وأعوان سلطة محلية بسيدي معروف عمالة عين الشق جهة الدار البيضاء سطات.

وأفاد هذا المواطن المتضرر، في هذه الشكاية المفتوحة إلى وزير الداخلية والتي يطلب من خلالها التدخل الفوري للحد من وتيرة البناء العشوائي بالمنطقة، أن (ك. ال) استغل “التنقيلات” في صفوف المسؤولين الترابيين، والفراغ الناجم عن هذه الحركة عند نقل القائد السابق إلى منطقة أخرى، في مواصلة ما كان قد بدأه من إنشاءات بدون ترخيص من المصالح المختصة، من بينها بناء منزل وحفر قبو، تمهيدا لتشييد قاعة للأفراح، وكل ذلك فوق الحزام الأخضر وبالقرب من الطريق السيار بسيدي معروف عين الشق، لافتا، إلى أن هذه العشوائيات كانت في إبانها موضوع شكايتين مؤرختين على التوالي في 17/11/2021 و 18/05/2022 إلى كل من رئيس الدائرة بسيدي معروف عين الشق وعامل عمالة مقاطعة عين الشق، ثم بعد ذلك شكاية أخرى، وجهها بتاريخ 18/01/2024 إلى والي جهة الدار البيضاء سطات، لكن من دون جدوى.

وتابع المصدر نفسه، أن المشتكى به، واصل هذا العبث والفوضى العمرانية، بكل أريحية، مستغلا، من جهة، صمت قائد القيادة، هذا الأخير الذي قالت الشكاية إن سكوته دليل على مباركته لتجاوزات المشتكى به، ومن جهة أخرى، دعم ومساعدة أعوان سلطة، من خلال “المعلومات” التي يزودون بها المعني بالأمر من حين لآخر وحسب الحاجة، وفق نفس المصدر.

والحالة هذه، فإن المتضرر يطالب وزير الداخلية بإعطاء تعليماته للجهات المختصة من أجل فتح تحقيق في الموضوع، مذكرا مرة أخرى، أنه سبق وأن تقدم بمجموعة من الشكايات إلى السلطات المحلية، على اعتبار أن الإعمال القانوني لمنظومة مراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء، من صلاحيات رؤساء القيادات بمساعدة أعوان السلطة، فهم من يتولون المسؤولية في هذا المجال في مناطق نفوذهم، لكن لا حياة لمن تنادي.

كما تدعو الشكاية إلى الوقف الفوري لهذه التعديات المسموح بها من قبل ممثل السلطة المحلية وبعض أعوانها بالمنطقة، والتي من شأنها تشويه المنظر العام لمدينة الدار البيضاء في عز الاستعدادات الجارية لاحتضان المملكة لكأس العالم بالاشتراك مع اسبانيا والبرتغال سنة 2030.

وجدير ذكره في هذا السياق، أن مصالح الإدارة المركزية بوزارة الداخلية، تعمل منذ مدة، على تزويد الولاة والعمال بمعلومات حول تطور نشاط التعمير في مناطق نفوذهم، بالاستعانة بمعطيات المسح بواسطة الأقمار الاصطناعية الواردة عن الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والخرائطية والمسح الطبوغرافي، مما مكن ويمكن من رصد هذه الظاهرة السلبية، وفتح تحقيقات بخصوصها، لاسيما، بضواحي المدن كبرى.

خير مثال على ذلك، ما أوردته تقارير إعلامية، وتفيد أن عامل إقليم النواصر، أوقف رئيس الملحقة الإدارية الزاوية برتبة قائد، وألحقه بالعمالة في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقه، بعد تفاقم البناء العشوائي داخل النفوذ الترابي لنفس الملحقة، وعلى جنبات الطريق السيار الرابط بين البيضاء وبرشيد، حيث تزايدت وتيرة عمليات بناء منازل وفيلات خارج قوانين وضوابط التعمير.

سعيد ايت اومزيد