احترم المنطق بمسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الاولمبية الصيفية “باريس 2024″، مريع ذهبي أفرز أقوياء كل الأدوار، حيث يلتقي المغرب ضد إسبانيا، وفرنسا تواجه مصر .
صحيح أن هناك منتخبات أظهرت استعدادا خاصة لهذا الحدث، كما قدمت مستويات لافتة في دور المجموعات، وفي مقدمتها الأرجنتين واليابان وباراغواي، إلا أن النتائج أفرزت في الأخير، رباعيا عرف كيف يضمن نوعا من التوازن المطلوب…
ويبرز ضمن هذا الرباعي المتألق، المنتخب الأولمبي المغربي، صاحب الأداء الباهر والمستوى اللافت، إذ تمكن من احتلال صدارة المجموعة الثانية، بعد انتصار مثير على كل من الأرجنتين والعراق، وهزيمة مفاجئة أمام أوكرانيا.
أما في ربع النهاية أمام الولايات المتحدة، فكان الانتصار الساحق بأربعة أهداف لصفر، ليعبر “أشبال الأطلس” بكثير من التفوق نحو مرحلة النصف، حيث تمكنوا من تسجيل عشرة أهداف، ودخلت مرماهم ثلاثة أهداف فقط، مع تتويج سفيان رحيمي، كهداف للمسابقة حتى الآن، بتسجيله خمس أهداف.
وتكتسي المواجهة المرتقبة ضد إسبانيا نكهة خاصة، لعدة اعتبارات، أولها التشابه في الأداء، بالاعتماد على الطابع اللاتيني الخالص، المبني على قيمة الفرديات، وانصهارها ضمن قالب جماهيري هادف.
هذا التشابه في الأداء، سيجعل التكافؤ سيد الموقف، ما دام التقارب في المعطيات، لا يمكن أي فريق من فرض سيطرة مطلقة، أو تحقيق تفوق ملحوظ، بطريقة سهلة وفي المتناول…
والأكيد أن التركيز سيقع بالدرجة الأولى على “أشبال الأطلس”، بالنظر للعروض اللافتة التي قدموها خلال أربع مقابلات، وحتى عندما حصدوا الهزيمة غير المتوقع ضد أوكرانيا، فإن الكل أجمع على أن النتيجة، لم تعكس أبدا مجريات اللقاء…
يقدم المغرب تشكيلة متجانسة، يقودها العميد أشرف حكيمي، وتضم مواهب تعد بمستقبل واعد، كأخوماش وتيرغالين والعزوزي والواحدي والخنوس والزلزولي وغيرهم…
وقد ساد تخوف كبير بعد تأكد غياب المدافع القوى شادي رياض، ولاعب الوسط المتمكن إسماعيل الصيباري، إلا أن اختيار كل من الحارس منير المحمدي وسفيان رحيمي، منح الفريق ككل، ثقة ومناعة خاصة على مستوى حراسة المرمى، كما منح أيضا فعالية بالخط الأمامي، بعد تمكن ابن الرجاء السابق، من توقيع أهداف حاسمة، جعلته في مقدمة الهدافين…
ومن بين المعطيات المثيرة خلال هذه المواجهة المرتقبة، تواجد أربعة لاعبين، يعتبرون نتاج تكوين إسباني خالص، هناك لمحمدي، وأخوماش والزلزولي وحكيمي، وهذا ما يعطي للموقعة نكهة خاصة، خاصة وأن اللاعبين الأربعة عبروا عن استعدادهم لتقديم الأفضل، وإظهار إمكانياتهم الفردية والجماعية، أمام زملائهم السابقين…
والمؤكد أن الحضور الجماهيري سيكون كبيرا، والإقبال على اقتناء التذاكر تزايد بشكل جنوني، منذ معرفة طرفي المواجهة، وتماما كما حدث في مقابلة الربع ضد المنتخب الأمريكي، فقد نفذت كل التذاكر التي تم عرضها على المنصات الخاصة بالبيع، لتنشط بالمقابل السوق السوداء التي بلغت أرقاما غير معقولة، في استغلال فاحش لرغبة الجمهور الرياضي في حضور المباراة…
وبعيدا عن كرة القدم، يخوض صباح اليوم سفيان البقالي تصفيات سباق 3000م موانع، حيث تتركز الأنظار على بطلنا العالمي والأولمبي، المرشح الأول للفوز بذهبية المسابقة والحفاظ على اللقب الذي حققه خلال دورة طوكيو.
هو أمل الرياضة الوطنية الأول، والاسم الوحيد الذي حافظ على ما تبقى من قيمة لألعاب القوى المغربية الفاقدة للكثير من بريق، جعل منها اسما لامعا على الصعيد الدولي…
ويتملك البقالي طموح كبير في تحقيق ثاني ذهبية اولمبية، وأن يصبح ثاني عداء مغربي يحقق هذا الإنجاز، بعد الأسطورة هشام الكروج الذي سبق أن توج بذهبيتي سباقي 1500 متر و5000 متر في أولمبياد أثينا 2004.
وحسب البرنامج المحدد، فإن موعد نهائي مسابقة سباق 3000م موانع، هو الأربعاء 7 غشت الجاري، وكل الأمل في أن يرفع العلم الوطني من جديد بملعب ساندوني ويعزف النشيد الوطني، وهي لحظات افتقدتها للأسف أم الرياضات، إلى أن جاء بطلنا الحالي؛ ليطرد النحس ويعري عن واقع حزين، لم تعد تنفعه معه المساحيق، والاختباء وراء إنجاز فردي يتحقق بمجهودات شخصية فقط…
*****
ضباب كثيف يعرقل رحلة منتخب كرة القدم
عاشت بعثة المنتخب الوطني معاناة حقيقية في رحلة طيران تربط بين نيس وباريس؛ قبل المباراة ضد منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، في ربع نهاية مسابقة كرة القدم.
فقد تأخر إقلاع الرحلة بحوالي ساعة، وبعد السماح لها بالإقلاع بقيت الطائرة، معلقة في السماء لمدة أربع ساعات كاملة قبل السماح لها بالنزول بمطار “شارل دوغول”، مع العلم أن مدة الرحلة لا تتعدى الساعة.
وعلمت “بيان اليوم” أن بعثت المنتخب الأولمبي توجهت إلى مطار نيس بعد إجراء حصة تدريبية يوم الخميس، على أن تلتحق في نفس اليوم بالعاصمة باريس استعدادا لمواجهة أمريكا، يوم الجمعة.
وحسب ما توفر من أخبار، فإن الضباب الكثيف الذي كان يلف سماء باريس، هو الذي حال دون أن تمر الرحلة في ظروف عادية، ليفرض على الطائرة البقاء بالسماء لمدة أربع ساعات كاملة، قبل يسمح لها بالهبوط بمدرج المطار .
الحادث ترك استياء كبيرا داخل أوساط البعثة المغربية، وخاصة اللاعبين وأفراد الطاقم التقني
ورغم هذه الظروف الاستثنائية، فقد ظهر المنتخب المغربي بشكل لافت، وتمكن من تحقيق فوز كاسح على حساب الولايات المتحدة، ويستعد لمواجهة إسبانيا يومه الاثنين.
*****
تصريحات
أخوماش: جئنا من أجل التتويج
“الحمد لله سجلت هدفا مع المنتخب الوطني برسم دور ربع النهاية. وطبعا جئنا إلى هنا من اجل صعود منصة التتويج. كنا نعلم ماذا يجب أن نفعل؟ خضنا مباراة تلو مباراة.
وإن شاء الله سنبذل كل جهدنا أيا كان خصمنا في دور النصف، و”لي جا باسم الله”. أعرف جيدا منتخب إسبانيا، وأفضل مواجهته على اللعب أمام اليابان، خاص أن لدي علاقة مع اللاعبين وأعرفهم جيدا.
سعيد بالتواجد الكبير للجمهور المغربي الذي حرص منذ اليوم الأول على دعمنا وتشجعينا. أشكرهم وأمل أن يحضروا إلى مرسيليا لمساندتنا”.
حكيمي: مستعدون للمنافسة
“طبعا نحن مستعدون لمواصلة المشوار. وجئنا من أجل تحقيق إحدى الميداليات. يجب أن نكمل على نفس المنوال، ونحن سعداء بما قدمناه حتى الآن.
بالنسبة لي إنه حلم أن أحقق الانتصار بقميص المنتخب على “بارك دي برانس” والتأهل إلى المربع الذهبي وتسجيل هدف. إنه يوم تاريخي للجميع وأنا سعيد لهذا. الاحتفال مع الجمهور بعد نهاية اللقاء كان رائعا للغاية.
إنه أول تأهل للمغرب إلى دور النصف بالألعاب الأولمبية. نحن سعداء وفخورون بذلك. لم أكن أحث عن تسجيل هدف. أنا هنا لمساعدة الفريق. كانت هناك هجمة لنا وحاولت ونجحت في التسجيل”.
السكتيوي: فخور بما يقدمه اللاعبون
“أنا جد فخور بهؤلاء اللاعبين بعد هذا الفوز الكبير. لقد أبانوا عن حب جنوني للمنتخب. قاموا بمجهودات جبارة وعمل جماعي كبير بهدف إسعاد المغاربة.
أنا سعيد بما تحقق حتى الآن في هذه الدورة. ويسعدنا جميع الدعم الكبير من الجمهور الذي ساهم في تحفيز المجموعة. أعتقد أن المواجهة كانت تكتيكية وأصعب من مواجهة العراق، لكن اللاعبين كانوا في الموعد وطبقوا تعليماتي جيدا.
إنهم يبذلون كل ما في وسعهم منذ أول يوم. تحضيراتنا كانت صعبة نسبيا، ونطمح إلى كتابة التاريخ في هذه الأولمبياد”.
المحمدي: نعيش نفس أجواء قطر
“نحن سعداء بفوزنا الكبير على المنتخب الأمريكي وبلوغ دور نصف النهاية. كتبنا التاريخ مرة أخرى، لكن يجب أن نستمر في العمل.
نحن كمجموعة نسعى إلى تحقيق الانتصارات، ونطمح للتتويج بالميدالية الذهبية، وأيضا إدخال البهجة والسرور لقلوب كافة المغاربة. ولتحقيق ذلك، يجب أن نظهر للجميع أننا الأفضل.
سبق أن عشنا مشاعر مماثلة خلال مونديال قطر، ونود أن نعزز حضور كرة القدم المغربية على الساحة الدولية.
وصلنا إلى المربع الذهبي، إلا أن المواجهة لن تكون سهلة، ضد منتخب إسبانيا الذي نعرف جيدا إمكانيات لاعبيه، وطريقة لعبهم، وسنحاول الانتصار حتى نواصل حضورنا الأولمبي”.
باريس: مبعوث بيان اليوم محمد الروحلي