في هذا الحوار الذي أجرته بيان اليوم مع الفنانة فاطمة الزهراء أحرار بمناسبة تتويجها كأحسن ممثلة في دوريها في فيلمي “نفس” و”الطريق المجهول” في الدورة السادسة لمهرجان تافسوت السينمائي بتافراوت، تعتبر الممثلة أحرار أن قيمة أي جائزة تنبعث من قيمة من يعطيها، في إشارة إلى مكونات لجنة تحكيم المهرجان التي ترأسها المخرج حكيم بلعباس.. كما تحدثت الممثلة عن قصتي الفيلمين اللذين يشتركان في كون بطلتيهما امرأة، وحكت للجريدة مسار هاتين المرأتين المليء بالمعاناة والتحدي..
الدراما الأمازيغية تشكو من التقصير الإعلامي
* كيف تلقيت خبر تتويجك كأحسن ممثلة في مهرجان تافسوت؟
يأتي هذا التتويج بعد التتويجات التي حصلت عليها مؤخرا في عدة مهرجانات وطنية وعربية ودولية لمجموعة من الأعمال منها “الطريق المجهول”، “نفس” وكذلك “الموجة الأخيرة”.
في مهرجان تافسوت تم تتويجي كأحسن دور نسائي في “الطريق المجهول” و”نفس”، طبعا هو تتويج مفرح ولا يزيدني إلا مسؤولية.
بالنسبة لي أحلى جائزة هي التي تصدر عن قامات كبيرة تشكلت منها لجنة التحكيم، والتي من ضمنها حكيم بلعباس الذي أفتخر به وأعتبره مثلي الأعلى، أعشق أعماله وأنا سعيد بوجوده ضمن لجنة التحكيم إلى جانب قامات إبداعية مفخرة للبلاد مثل أحد أهرامات الإبداع المغربي الفنان ميلود الحبشي، وكذلك الفنان الرائع والمتميز عبد الله شكيري.
بالنسبة لي بمجردة مشاهدة الفيلم من طرف هؤلاء هو في حد ذاته جائزة، فما بالك أن يتم تتويجي كأحسن دور نسائي، وهو ما زادني تحفيزا لأن أن أثابر أكثر وأطور تجربتي وأرقى بمكانتي إلى الأمام وأبقى دائما في المستوى المطلوب.
سعيدة جدا بهذا التتويج لأنه إنصاف إلاهي قبل أن يكون إنصافا للجنة. أحمد الله وأشكره على هذا الإنصاف الذي أصبحت أناله مؤخرا.
أشكر لجنة التحكيم الموقرة، حكيم بنعباس وميلود الحبشي وعبد الله شكيري على إنصافهم لي، كما أشكر منظمي مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغربية على ترحيبهم وكرمهم واستضافتهم لنا.
أكيد أن الجائزة تتويج مفرح يدفعني إلى الحرص أكثر على ما يمكن أن أقدمه مستقبلا.
كذلك أهدي هذه الجائزة لكل الطاقم الفني والتقني للفيلمين “الطريق المجهول” و”نفس”، كما أهديها لأمي الحبية أطال الله في عمرها وحفظها لي.
* حدثيتا عن فيلميك “الطريق المجهول” و”نفس” وعن دوريك فيهما؟
** بالنسبة لفيلم “نفس” هو يحكي قصة لصحفية اسمها “نجمة عز الدين” تعيش حياتها الإعلامية بكواليسها بالستوديو، مستمتعة بممارسة مهنتها، إلا أنه في لحظة ما تنقلب حياتها رأسا على عقب عندما تجد نفسها محاصرة في لعبة غامضة لا يمكن أن تفهمها، وفيما بعد تبدأ ظواهر غريبة بالظهور سواء على مستوى جسدها أو حياتها العادية، حيث تكتشف وجود شيء غريب يلاحقها في جسمها ومخيلتها أيضا، فتتحول حياتها إلى رعب، حتى منهتها لم تعد تستطيع ممارستها بالشكل الذي تريد، أصبحت تعيش هواجس وكأن هناك من يلاحقها، ويراقبها، وهكذا تبقى المشاهد متسلسة وأكثر غموضا، قبل أن تكتشف أن هناك من يراقبها ويتلاعب بأقدارها في حياتها المهنية والخاصة. بدأ الشك والبحث عن الحقيقة لمواجهة هذا الوجود الغامض فتدخل في صراع معه، لتتصاعد حدة الغموض، وتبدأ رحلتها عن حياة جديدة أو نفس جديد.
بالنسبة لفيلم “الطريق المجهول”، فهو يحكي عن فتاة وجدت نفسها مرمية في الشارع، بعد أن كبرت في أحضان الخيرية، وشعرت أن والديها هناك، وشاءت الأقدار أن تخرج في سن المراهقة، اسمها “دنيا” والتي تعيش حياة الكثير من الفتيات أمثالها، اللواتي يجدن أنفسهن في الشارع بعد فترة من العيش بالخيرية.
أردنا التطرق في الفيلم إلى أن الخيرية تكون وتربي إلا أنه بعد الخروج منها تبدأ حياتك من جديد، لأنك عندما تخرج تجد الذئاب والوحوش.
“دنيا” عندما تم وضعها في الشارع وهي طفلة، تم حملها إلى الخيرية وعاشت حياتها هناك، ولكن أعادتها الخيرية لواقع الذئاب والوحوش مرة أخرى الذين لم يروا فيها إلا الجسد، وإغراء، حيث من الممنوع أن تتحرك الفتاة بالليل أو تشتغل بالليل.
“دنيا” تتذكر شخصا كانت تذهب إليه رفقة عاملة بالخيرية وتضعه في مكانة العم، وكان يطلب منها اللجوء إليه عند الحاجة، فإذا به يكون أول وحش يفترسها.
فتتمنى “دنيا” لو بقيت في الخيرية على أن تخرج للشارع، الذي أصبح بمثابة سجن لها، فتتوالى الأحداث ووتصبح حياتها كالطريق المجهول…
وتبقى “دنيا” تنتقل من شخص لآخر، كلما التقت أحدهم تظن أنه أملها الجديد، لكن سرعان ما تكتشف أنه ذئب كالجميع.
أصبحت “دنيا” معرضة لكل أشكال العنف والاغتصاب والضرب.
الخيرية، وإن كانت تربي وتحافظ على أبنائنا وبناتنا، إلا أنهم للأسف يخرجون في وقت مبكر جدا، ليجدوا أنفسهم في طريق مجهول، إما يصبحون أقوياء مثل ما حدث مع “دنيا” في الأخير أو يتعرضون للافتراس.
* هل سبق لهذين الفيلمين أن عرضا في مهرجانات أخرى، وهل نالا حظهما من الاهتمام الإعلامي والاستقبال النقدي؟
** بالنسبة للفيلمين، تم عرضهما بمجموعة من المهرجانات الوطنية والدولية.
ومؤخرا تم عرضهما بمهرجان برشيد الوطنيى وحصلت خلاله على جائزتين، جائزة التشخيص عن فيلمي الطريق المجهول ونفس، وكان في اللجنة حسن بنجلون وفؤاد سويبا ورفيق بوبكر وعبد الغني الصناك، زيادة على أنني حصلت كذلك على جائزة أحسن تشخيص في مهرجان آسا زاك، وكذلك في مهرجان فاس…
الفيلمان بحكم أنهما لا زالا جديدين، فقد حصدا مجموعة من الجوائز، كما عرفا اهتماما إعلاميا كبيرا خاصة من طرف الإعلام العمومي.
* خلال ندوة مهرجان تافسوت لوحظ إجماع حول تراجع السينما الأمازيغية
على مستوى الحضور والإنتاج.. ما هي في نظركم أسباب ذلك؟
** ليس هناك تراجع للسينما الأمازيغية، بل العكس أصبح هناك إقبال، حيث تم إعطاء مكانة كبيرة جدا للأعمال الأمازيغية.
أصبح هناك العديد من المخرجين والمنتجين يهتمون بالإنتاجات الأمازيغية باختلافها.
يمكن أن يكون الحضور محتشما لكن من حيث الإنتاج هناك إنتاحات كبيرة، ويمكن القول إن هناك تقصيرا إعلاميا من حيث الاهتمام.
أشعر أنه لا يوجد فرق بين الأمازيغية وغيرها، فقط هناك ضعف الحضور في بعض المهرجانات، وذلك راجع لضعف التواصل ربما.
* كيف تقيمون الدورة السادسة لتافسوت على مستوى البرمجة والتنظيم؟
على مستوى التنظيم فيد واحدة لا تصفق، رغم أن هذه الدورة كانت ناجحة بحضور مبدعين كبار، لكن هناك ضعف في التواصل كما أنه يجب أن يكون هناك مرافقين.
يجب أن يكون هناك فريق وعمل جماعي في تسيير المهرجان.
بخصوص البرمجة بصراحة يجب إغناؤها سينمائيا، من حيث الماستر كلاس وتوقيعات الكتب، هناك العديد من الكتاب والمؤلفين يشرفون البلاد يجب أن يكونوا هنا، يجب أن تكون هناك ندوات صحفية.
يجب أن يناقش كل فيلم في إطار ندوة صحفية وإعطاء فرصة لشباب تافراوت للنقاش، كما أنه يجب أن تكون هناك ورشات في السينما وفي السيناريو وغير ذلك.
كان يجب أن تكون هناك أنشطة موازية.
أتمنى أن تأخذ إدارة المهرجان كل ذلك بعين الاعتبار.
أتمنى مستقبلا أن تهتم المهرجانات في المغرب بدعوة الناس الذين سيشتغلون، بدل أولئك الذين يحضرون للاستجمام والسياحة فقط. يجب حضور الكفاءات والمتخصصين، حتى تكون هناك استفادة.
يجب أن يحضر النقاد لأننا في حاجة ماسة للنقاد، ليتابعوا إنتاجاتنا عن قرب.
حاورها: الحسين الشعبي