تعدد التجارب الفاشلة بـ “الرجاء العالمي”

يمر فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، بموسم صعب على جميع المستويات، إداريا، ماليا، تقنيا، بالإضافة إلى تداعيات استمرار حرمانه من اللعب والتألق، فوق أرضية مركب محمد الخامس، وأمام جمهور قياسي، شكل عبر التاريخ، أكبر دعم وأقوى سند.

وضعية صعبة تطرح أكثر من علامة استفهام، فهذا الفريق الذي توج الموسم الماضي بتحقيق الازدواجية، كما حقق رقما استثنائيا غير مسبوق، وذلك بإنهاء كل المسابقات بدون هزيمة، سرعان ما انقلبت أموره، ومنذ بداية الموسم الجاري رأسا على عقب.

تحول غريب حقا حدث، من فريق ينافس بقوة، ويمتلك القدرة على الإقناع، كما استعاد مستواه السابق، والذي يمتع بأدائه، إلى فريق مرتبك، يتلقى هزائم بطريقة، أقل ما يقال عنها، غير مقبولة، ولا يمكن أبدا استساغتها.

وكان طبيعيا أن يفجر هذا الانقلاب المفاجئ في الأداء غير المقنع، وغياب الفعالية، غضبا عارما وسط جمهوره وعشاقه، مما زاد من درجة الاحتقان الداخلي، وما ترتب عن ذلك من امتدادات خارجية، عجلت بضرورة اتخاذ قرارات استعجالية، في سعى حثيث لتطويق الأزمة، والحد من تزايد انعكاساتها السلبية على جل المكونات. 

ومما زاد من درجة استفحال الأزمة، حدوث أخطاء على مستوى اختيارات المدربين، فبعد الذهاب غير المتوقع للألماني جوزيف زيمباور، اختلطت الأمور على مسؤولي الفريق الأخضر؛ لتتواصل التجارب الفاشلة.

قبل بداية الموسم الجاري، تم تعيين المدرب البوسني روسمير زفيكو، على رأس العارضة الفنية للفريق الأخضر، حيث وقع عقدا يمتد لموسم واحد، قابل للتجديد، بشرط تحقيق الأهداف المسطرة في العقد.

 إلا أنه لم يقو على الصمود، بعد أن اخفق في تحقيق المنتظر منه، ليتم الطلاق بسرعة، وينطلق مسلسل البحث عن بديل جاهز، قادر على قيادة فريق تعود على التألق، والمنافسة على المراتب الأولى.

  بعد المدرب البوسني، جاء آخر برتغالي، اسمه ريكاردو سابينتو، بعقد مدته سنة واحدة، مع إمكانية التجديد بناءً على تحقيق الأهداف المرسومة، والتي تتضمن الفوز بالبطولة الوطنية، والذهاب بعيداً في دوري أبطال إفريقيا.

إلا أن التجربة أكدت بسرعة فشلها الذريع، لتجد إدارة الفريق نفسها، أمام ضرورة البحث عن مدرب جديد، مؤهل لقيادة الفريق خلال المرحلة القادمة، مرحلة تتميز بصعوبة الموقف، سواء بعصبة الأبطال، إذ يحتل الفريق المرتبة الأخيرة بالمجموعة الثانية بنقطة واحدة من ثلاث مقابلات، أو بالدوري المحلي، حيث يقبع أصدقاء العميد أنس الزنيتي بوسط الترتيب.

وضعية تجبر الإدارة على البحث من جديد عن مدرب، يستجيب لشروط الفريق، وأمام قلة الموارد المالية، فإن مسألة الاختيار رهينة بسقف محدد، لا يمكن تجاوزه، كما أن التجربة علمتنا أنه من الصعب العثور على مدرب متمكن وسط الموسم، كلها حيثيات تضيق الخناق على هالا ومن معه.

كل مكونات الرجاء هي حاليا بقاعة الانتظار، وإلى حين ظهور  آخر  المستجدات، فالأخبار القادمة من مقر النادي، تتحدث ثارة عن تقديم أعضاء المكتب المسير لاستقالة جماعية، وثارة عن السكوت عن الكلام المباح، مما زاد من قتامة المشهد، وإلى حين فرز الخيط الأبيض من الأسود، تستمر معاناة داخل مفاصل ناد مرجعي، لا يعكس واقعه قيمة تاريخه العريق…

محمد الروحلي

Top