تسببت أزمات المناخ والصراعات في الكثير من مناطق العالم، في عام 2024، بارتفاع كبير في أمراض حمى الضنك والكوليرا والملاريا، والتي تعد أمراضا قاتلة للأطفال. فيما حذر تقرير دولي بموقع الأمم المتحدة الإنساني “أوتشا” من أن تؤدي هذه الأمراض ضغوطا كبيرة على المجتمعات في عام 2025 في حال عدم وجود اهتمام عالمي أكثر تركيزا.
ووفق التقرير الدولي فإن أكثر من 13600 شخص، بما في ذلك الأطفال، لقوا حتفهم بسبب هذه الأمراض الثلاثة هذا العام، مع وصول حالات حمى الضنك والموكسيفلوكساسين إلى مستويات قياسية، في حين قفز معدل الوفيات بسبب الكوليرا بنسبة 126٪ عن عام 2023.
وأضاف التقرير أنه كان عام 2024 عاما مرعبا لحمى الضنك، حيث وصلت حالات الفيروس الذي ينقله البعوض إلى أعلى رقم مسجل عند 13.3 مليون حالة – أكثر من ضعف 6.5 مليون حالة في عام 2023 حيث أدت زيادة التغيرات في المناخ ودرجات الحرارة إلى تغذية البعوض الذي ينشر الفيروس.
ومن جانبها قدرت منظمة الصحة العالمية أن 4 مليارات شخص معرضون حاليا لخطر الإصابة بحمى الضنك والفيروسات ذات الصلة، وسيرتفع هذا العدد إلى 5 مليارات بحلول عام 2050.
وأشارت الصحة العالمية أن هناك ما يقرب من نصف مليون حالة إصابة بالكوليرا هذا العام، مع تسجيل 3432 حالة وفاة بنهاية سبتمبر، ورغم أن عدد الحالات في عام 2024 أقل بنسبة 16٪ عن العام الماضي، فقد كان هناك ارتفاع بنسبة 126٪ في الوفيات، محذرة من زيادة في المناطق المتضررة من الصراع حيث يكون الوصول إلى الرعاية الصحية معرضًا للخطر بشدة، والمناطق التي تعانى من الفيضانات التي ألحقت الضرر بالبنية التحتية الحيوية.
وأكد التقرير أن هذه الأمراض شهدت زيادات سريعة في حالات الإصابة بها أو معدلات الوفيات بها في عام 2024. ويظل الالتهاب الرئوي السبب المعدى الرئيسي للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، حيث يقتل حوالي 500 ألف طفل سنويا، ومن المرجح أن يؤدي تأثير أزمة المناخ إلى زيادة أمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي مرة أخرى، مما يؤثر على الأطفال الأكثر تضررا من عدم المساواة والفقر.
ويتسبب وباء الكوليرا في خسائر فادحة بين الأطفال الصغار، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات والذين هم أكثر عرضة لخطر الجفاف الشديد والوفاة أثناء تفشى وباء الكوليرا.
وقالت الدكتورة ريفاتى فالكى مسؤولة بالصحة العالمية حاليا، “لا يتمتع حوالي نصف سكان العالم بالتغطية الكاملة بالخدمات الصحية الأساسية عالية الجودة وبأسعار معقولة”، فيما تتعرض أنظمة الصحة لضغوط هائلة لتوفير التغطية الصحية الشاملة في غالبية البلدان، مشيرة إلى أن العالم بحاجه إلى استثمارات عالمية أكبر لبناء أنظمة صحية قوية قادرة على تقديم الخدمات الصحية الأساسية وخاصة اللقاحات والأدوية الأساسية مع الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية العالمية.