اليوم العالمي للشباب

خلد المجتمع الدولي أمس الجمعة اليوم العالمي للشباب الذي يصادف 12 غشت من كل سنة، وتمثل المناسبة فرصة لاستحضار واقع هذه الفئة الهامة من شعبنا، وللتذكير بمطالبها وحقوقها.
المناسبة، التي أقرتها الأمم المتحدة في 12 غشت 2000، تحل

هذه السنة ضمن سياق الانتفاضات الشعبية العربية، والتي أطلق شرارتها بالخصوص الحراك الشبابي في هذه البلدان، ما يجعلنا نستحضر هنا الدور الطليعي الذي لعبه الشباب والحركات الشبابية عبر التاريخ في صنع الثورات والتغييرات المجتمعية الكبرى.
في بلادنا، كان الشباب ومنظماته الوطنية دائما في طليعة النضال الوطني، وأيضا في مقدمة كل المعارك التي خاضها شعبنا من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، والمناسبة تفرض اليوم توجيه التحية لمختلف الأجيال التي قادت النضال الشبابي والطلابي طيلة تاريخ شعبنا.
اليوم أيضا سؤال الشباب يطرح نفسه في بلادنا، سواء من حيث الطبيعة الديموغرافية لشعبنا، أو من حيث انعكاس الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على هذه الفئة، أو من حيث حاجة البلاد إلى استثمار عنفوان الشباب وحماسته وتطلعه إلى التقدم وإلى التغيير.
وانطلاقا من ذلك، فإن ترسيخ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتقوية شروط التنمية والديمقراطية في البلاد، يتم قياسها بمدى استفادة الشباب منها، وانعكاسها على راهنهم وعلى مستقبلهم.
إن الأوراش الكبرى المطروحة على بلادنا اليوم مثل التشغيل والتعليم والصحة والسكن، وأيضا إنجاح مخططات التنمية البشرية، بالإضافة إلى التنمية السياسية وتمتين المشاركة في الشأن العام وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، كلها على اتصال بالشباب وبمطالب الشباب، وإن كسب رهاناتها اليوم هو استثمار في مستقبل المغرب.
لقد جاء الدستور الجديد بمقتضيات تتعلق ببعض حقوق الشباب، فضلا على عدد من آليات وهياكل تأطير الشباب والاهتمام بمجالات انشغالهم، ومن شأن التسريع بأجرأتها أن يعيد للدولة امتلاك سؤال الشباب، ويتيح لها الانكباب بشكل تشاركي على بلورة وتفعيل سياسات عمومية في مجال الشباب تقوم على تلبية الحقوق وتحسين الخدمة العمومية.
وفي السياق نفسه، فإن الاهتمام بعمل منظمات الشباب والتنظيمات الجمعوية والهيئات التربوية والجمعيات العاملة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، يبقى من أهم مداخل تأطير الشباب وإشراكه في النقاش الوطني من خلال منظماته المستقلة، وبالتالي فإن تعزيز الدعم العمومي لهذه الهيئات المدنية سيشجعها على بلورة برامجها وعلى الحضور في الميدان.
مستقبل المغرب نصنعه اليوم، وإذن فالمستقبل يصنع بالشباب ومن لدن الشباب، وهو مدعو للانخراط في المعركة الوطنية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية، ومن أجل الحداثة ودولة القانون ومحاربة الفساد.
[email protected]

 

Top