كجمولة تتحدى الكذب

يطرح الاستهداف الإعلامي في الفترة الأخيرة للبرلمانية والمناضلة كجمولة منت أبي كثير استفهامات تتجاوز أخلاقيات المواكبة الصحفية للأحداث الوطنية، لتطرح السؤال بوضوح، وبعري فاضح، حول من له المصلحة اليوم في كل هذا الكذب والافتراء. المعنية بالأمر قرأت اسمها أولا ضمن لائحة «لاكريمات» الشهيرة، وردت على الكل بأنها أعادت هذه المأذونية منذ أن وجدت نفسها ملزمة بتأدية ضريبة ثقيلة مقابلها، وبأنها، ومنذ ذلك الحين، لا تملك لا مأذونية نقل ولا هم يحزنون، لكن مع ذلك بقيت صورتها في واجهات صحف معلومة ومعروفة، وكأن في الأمر إصرارا ما لسبب ما ولخدمة جهة ما.
شرحت السيدة للكل بأنها حصلت على المأذونية بعد أن عادت إلى الوطن، وليس مقابل العودة التي يعرف الكل كيف جاءت، وكيف انبثقت من قرار شجاع وجريء ومستقل، وشرحت بأن كثيرا من العائدين نالوا مثل هذه المأذونية لمساعدتهم على مواجهة تكاليف المعيشة اليومية، ومن يعتبر الأمر ريعا فقد أخطأ العنوان.
وكما لو أن الاستهداف لا يجب أن يكون مرة واحدة فقط، عادت الجهات نفسها، لتجعل من المناضلة الصحراوية التقدمية عنوانا مركزيا في الصفحات الأولى، وهذه المرة ببساطة، وأيضا بصفاقة، عبر اختلاق قصة لا وجود لها في الواقع أصلا.
قرأت المرأة، وقرأ أقرباؤها ورفاقها، أنها تملك رخصة للصيد في أعالي البحار، وأنها جنرالا في عالم الريع والانتفاع والفساد، فرفعت وجهها إلى الباري تعالي أن لا حول ولا قوة إلا به، ثم قصدت الوزارة الوصية عن  قطاع الصيد تطلب من مسؤوليها مدها برخصة تملكها بحسب ما نشر، ولم تكن تعلم بأمرها، فعم الوجوم المكان والناس، وزادت، مطالبة إياهم بمنحها ما يثبت أنها لا تملك هذه الرخصة أساسا…
وتساءلت النائبة باستنكار وتحدي عن مصدر الكذب وعن الغاية، ولفتت إلى أنه «لاستغلال أي رخصة للصيد لا بد من امتلاك باخرة، ولابد لكل باخرة من عقد للجنسية، ولابد لها من التسجيل في سجل الأسطول الوطني كي يكون لها رقم، كما لا بد لها من الإفراغ في مكان معين».
من يريد إذن أن يشوه سمعة المرأة ونضاليتها؟
هل هناك من لم يبلع بعد شجاعة الموقف عند المرأة خلال أحداث مخيم اكديم ايزيك؟
هل هناك من لا يقبل أن تكون كجمولة مناضلة تقدمية في حزب تقدمي، ولها مواقف شجاعة وواضحة داخل الأقاليم الجنوبية وفي كل التراب الوطني؟
الاستهداف فشل أيضا هذه المرة، وسقط في يد مقترفيه، وافتضحت الألاعيب الصبيانية من جديد، وبقيت كجمولة واقفة منتصبة القامة والهامة تتحدى كل الصغار.
«هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».

[email protected]

Top