شكل تقليد اختيار شخصية العام باستمرار موضوع اختلافات وتباينات في الرأي والتقييم  بمختلف البلدان والتجارب، وذلك منذ أن ابتدعت مجلة التايم الأمريكية هذا التقليد في 1927 وواظبت عليه إلى اليوم. وهذه السنة أيضا تتباين تقييمات وسائل إعلامية دولية بين من اختارت الرئيس الأمريكي أوباما، ومن اختارت الرئيس المصري الاخواني مرسي وغيرهما.
وبغض النظر عن أحقية هذا أو ذاك في اللقب الرمزي، فان تأملا موضوعيا لما يشهده العالم اليوم من سخونة وأزمات ومآسي، يجعل الكثيرين متفقين على أن الشعب السوري هو أكثر من يستحق اليوم اعتباره شخصية العام، وصانع الحدث النضالي الشعبي البطولي.
التايم الأمريكية نفسها كانت اختارت العام الماضي تكريم(الثائر) أو(المحتج)، احتفاء وتأييدا  بانتفاضات الربيع الديمقراطي ضد الديكتاتوريات في الشرق الأوسط، ومع انتهاء العام الحالي لازال الشعب السوري يواصل ثورته ضد النظام البعثي الدموي الذي لم يتردد في قتل الآلاف من الأبرياء، وإحداث دمار مرعب في البلاد كلها…
إن الشعب السوري الذي يواصل تحمل ومواجهة جرائم النظام الديكتاتوري المستبد يستحق التكريم…
إن الشعب السوري الذي فقد الآلاف من أبنائه، وتم تشريد الكثيرين داخل البلاد وخارجها،  يستحق التضامن والتأييد والمساندة…
إن الشعب السوري الذي خرجت مظاهرات عديدة عبر العالم للتضامن مع انتفاضته يستحق أن يكون عنوان عامنا المنصرم، وعنوان حاضرنا اليوم بتقوية التضامن معه إلى أن ينال الحرية والديمقراطية والاستقرار والتخلص من النظام الفاشي الإجرامي القاتل…
اليوم يحيا الشعب السوري الجحيم فعلا جراء دموية وهمجية النظام البعثي المسلط عليه، ولم يعد مقبولا من كامل المجتمع الدولي الاستمرار في التردد وفي كل هذه السلبية المخزية، وترك شعب بكامله يتعرض للإبادة والتصفية من لدن نظام مجنون أخرق…
اليوم سوريا الشامخة بحضارتها وبتاريخها وبقوة إبداعها وبعراقة شعبها تتعرض للدمار والمسخ على يد نظام لم تعد لجنونه حدود…
اليوم يصر شعب سوريا، في المقابل، على المقاومة والصمود تطلعا إلى الحرية والديمقراطية، وبرغم كثير من السلبية والتردد وسط المجتمع الدولي، فهو صامد ومصر على … التغيير.
لكل هذا، المواطنة السورية والمواطن السوري هم(شخصية العام)، والى أن يتحقق لهم ولشعبهم الانتصار ضد الديكتاتورية…
التحية لانتفاضة الشعب السوري، وكل التنديد والاستنكار للنظام البعثي القاتل..
[email protected]