عودة الروح للسلة الوطنية…

بقليل من التجربة والخبرة وحتى الحظ،، كان من الممكن أن ينتزع المنتخب المغربي لكرة السلة لقب البطولة العربية التي اختتمت مساء الأحد بالقاهرة، وفاز بها “الفراعنة” بعد انتصارهم على أصدقاء الخلفي بفارق ستة نقط. وقد تبين من خلال مجريات المباراة أن الفريق المغربي كان قريبا من تحقيق المفاجأة، ونيل اللقب من قلب مصر الفائزة بالدورة الماضية، والتي تتوفر على رصيد غني بصفتها واحدة من أهم المدارس على الصعيدين القاري والعربي.
وقبل الوصول إلى المباراة النهاية حققت العناصر الوطنية انتصارات مدوية، وتمكنت من هزم سواء في الدور الأول الذي أقيم على شكل دوري أو النصف، منتخبات تحظى بقيمة مهمة كالجزائر، تونس السعودية البحرين وأيضا مصر، وهذا المسار الرائع تطلب من اللاعبين بذل قصارى الجهود تقنيا ونفسيا وبدنيا، مما انعكس سلبيا على عطائهم خلال المباراة النهائية، إذ انهارت قواهم خلال الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء.
ويعتبر الوصول إلى المباراة النهائية ببطولة عربية تضم منتخبات معروفة بمستواها الثابت، مؤشرا إيجابيا على إمكانية عودة السلة المغربية للتألق الذي غاب عنها لسنين طويلة، وهو غياب أثر كثيرا على مناعتها وقيمتها عربيا وقاريا.
والواقع أن ظهور منتخب السلة بمستوى لافت خلال البطولة العربية الأخيرة لا يعكس في الحقيقة الواقع غير المشجع الذي تعرفه اللعبة على الصعيد الوطني، والتي عاشت خلال السنوات الأخيرة على إيقاع الخلافات والصراعات الهامشية والتطاحنات المجانية، إلى درجة أصبح مجرد انطلاق منافسات البطولة إنجازا في حد ذاته، عوض البحث عن كيفية تطوير الممارسة أو انتشار اللعبة وتحسين هياكلها بمختلف الجهات.
والمطلوب أن يفتح إنجاز المنتخب خلال البطولة العربية، عهدا جديدا لكرة السلة الوطنية، عهد يضع حدا لحالة عدم الاستقرار، وأن تتكاثف جهود كل المكونات من أجل استعادة الماضي الجميل، ماض أهلها لاحتلال مكانة متميزة على الصعيد القاري، بفضل نجوم ومسيرين سابقين دافعوا بسخاء على الألوان الوطنية وقدموا مستويات باهرة، نالت إعجاب مختلف أوساط اللعبة عربيا، قاريا ودوليا.

*

*

Top