وجه أحمد عبادي عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب انتقادات واسعة للحكومة حول رؤيتها للقطاع السياحي وما تقوم به على هذا المستوى من أجل تأهيل القطاع وجعله رائدا في التنمية وخلق مناصب الشغل.
وانتقد النائب البرلماني أحمد عبادي، في تعقيبه على رئيس الحكومة خلال جلسة الأسئلة الشهرية، أول أمس الاثنين، التي خصصت لمناقشة الاستراتيجية السياحية للبلاد، الأداء الحكومي في قطاع السياحة، معتبرًا أن ما تحقق من إنجازات لا يعكس كفاءة الحكومة بقدر ما هو نتاج عوامل موضوعية ومجهودات الفاعلين في القطاع.
وبعدما لفت إلى أن المغرب شهد انتعاشا سياحيا بعد جائحة كوفيد-19، أوضح عبادي أن هذا التحسن يعود في مجمله إلى السياق الدولي وانتعاش السفر عالميا، إضافة إلى الزخم الذي أضفاه الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني في مونديال 2022.
وفي المقابل، أشار عبادي إلى أن الحكومة، رغم رصد ملياري درهم لدعم القطاع بعد الجائحة، لم تظهر إرادة حقيقية أو رؤية مبتكرة لاستثمار المؤهلات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها البلاد.
وأضاف النائب البرلماني أن الصناعة السياحية ليست فقط رافعة اقتصادية مهمة، بل لها ارتباط مباشر بالعديد من المجالات الأخرى، مثل خلق مناصب الشغل، حيث أشار إلى أن نسبة بطالة الشباب في عهد الحكومة الحالية تقارب 40 بالمئة، وتطرق إلى إفلاس 40 ألف مقاولة صغيرة ومتوسطة خلال ثلاث سنوات، وهو ما يعكس، وفق تعبيره “هشاشة المناخ الاقتصادي”.
كما لفت عبادي إلى أن كلفة المعيشة المرتفعة تعيق تطور السياحة الداخلية، حيث أظهرت معطيات رسمية أن 81 بالمئة من الأسر المغربية تدهور مستوى معيشتها، مما يجعل السياحة المحلية بعيدة عن متناول العديد من المغاربة.
وإلى جانب ذلك، أشار عبادي إلى معضلة التركيز التي قال إنها تعيق تطور القطاع السياحي، سواء من حيث اعتماد السياح على أسواق محدودة، أو تركز النشاط السياحي في مدن بعينها مثل مراكش وأكادير، أو اقتصاره على مواسم معينة. حيث أكد أن هذا الوضع يفاقم التفاوتات المجالية ويهدر فرصا تنموية في المناطق الأقل حظا، داعيا الحكومة إلى توفير البنيات التحتية في المناطق النائية وتعزيز التوازن الجغرافي للاستثمار السياحي.
كما شدد النائب على أهمية وضع سياسات تدعم المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل نحو 93 بالمئة من النسيج المقاولاتي الوطني، مطالبا بالإسراع في إخراج مرسوم خاص بدعم هذا النوع من المقاولات. وأكد أن دعم السياحة الذي قال إنه لا يجب أن يقتصر على المشاريع الكبرى، “بل يجب أن يشمل أيضا السياحة الاجتماعية والمستدامة، خاصة في المناطق ذات الخصاص التنموي، مع الالتزام بالشفافية والحياد لتجنب استغلال برامج الدعم العمومي لأغراض انتخابية”، وفق تعبيره.
وعبر عبادي عن استغرابه من إدراج الحكومة للمغاربة المقيمين بالخارج ضمن إحصائيات السياح، رغم أنهم يزورون وطنهم الأم ويقيمون لدى أسرهم. داعيا، في هذا الصدد، إلى تنظيم قطاع السياحة بشكل أفضل، من خلال مراقبة أسعار الخدمات وتأطير المنصات الرقمية لضمان تقديم عروض ذات جودة وبأسعار تنافسية.
وخلص النائب أحمد عبادي إلى التأكيد على أن المغرب يملك فرصة ذهبية لتنمية القطاع السياحي، خصوصا مع استعداده لتنظيم مونديال 2030. داعيا الحكومة إلى استغلال هذه المناسبة لتعزيز صورة المغرب كمقصد سياحي عالمي، من خلال تحسين البنيات التحتية، وتقوية الممارسة الديمقراطية، وضمان الحقوق والحريات، مع التركيز على التنمية الاجتماعية التي تجعل الإنسان المغربي محور أي استراتيجية ناجحة.
التقدم والاشتراكية يعيب على الحكومة غياب إرادة حقيقية للنهوض بقطاع السياحة
الوسوم