مرحلة الذهاب…

انتهت مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بإعلان  الوداد الرياضي بطلا للخريف، رغم انهزامه المفاجئ أمام الكوكب المراكشي، وهي الهزيمة التي فجرت أزمة كانت متوقعة داخل القلعة الحمراء، وسلطت الأضواء مرة أخرى على الجانب التقني لفريق مقبل على خوض الاستحقاق الأفريقي.
ولم يكن تتويج الوداد باللقب الفخري ممكنا، لو لم يكتف فريق الدفاع الحسني الجديدي بنتيجة التعادل السلبي بميدانه أمام الرجاء البيضاوي، حيث جاء احتلال الفريق الأحمر للمقدمة بفارق الأهداف، إذ سجل نسبة خاصة 12+ هدفا بينما سجل منافسه الدفاع الحسني الجديدي 11+ هدفا.
وبالنظر إلى الحصيلة العامة خلال مرحلة الذهاب يمكن القول إن المستوى كان متوسطا، ولم يكن ضعيفا بالمرة، لكنه لم يتميز أبدا بالقوة والندية والمستوى اللافت، صحيح أن بعض المقابلات كان مردوها التقني مقبولا، إلى أن عددها قليل جدا ويعتبر استثناء والاستثناء لا قياس له.
وقد أفرز الشطر الأول مجموعة من الملاحظات أولها كثرة التغييرات التي طالت المدربين، إلى درجة اضطرت معها الجامعة إلى التدخل من أجل وضع ضوابط تحد من حالة فوضى الترحال الذي تعرفه الساحة الوطنية، إذ بلغ عدد الحالات إلى 8 مدربين أقليلوا أو استقالوا أو انفصلوا بالتراضي في 15 دورة، وهو معدل مرتفع يؤكد صعوبة الاختيار وضعف الآليات التي تحكم العملية.
الملاحظة الثانية تتعلق بالأزمة المالية التي تعصف بجل الأندية الوطنية، وهنا يسجل أيضا تدخل الجامعة التي طالبت الأندية بتقديم تقارير حول ماليتها ومصادر التمويل، كما منعت الأندية التي لم تحل مشاكلها، ولم تعالج ملفات النزاعات مع اللاعبين والمدربين من إبرام صفقات أخرى، وهو قرار منطقي يسير في اتجاه وضع احترام قواعد اللعب النظيف.
ملاحظة أخرى طغت على مجريات المنافسات تهم غياب الجمهور عن مدرجات الملاعب، صحيح أن دعوة المقاطعة التي رفعتها بعض الإلترات الرافضة لاحترام القوانين المنظمة، ساهم في هذا العزوف الجماهيري، إلا أن غياب الجمهور العادي وغير المنتمي ساهم هو الآخر في تعميق المشكل، صحيح أن جماهير بعض المدن كان لها حضور لافت كجمهور طنجة، وخنيفرة وآسفي،  وأيضا حضور جمهور فريق الرجاء في كل الملاعب التي تستضيف على أرضيتها مباريات فريقه، إلا أن الأغلبية الساحقة من الملاعب عاشت صقيعا غير مسبوق، بما فيها جمهور الوداد التي يواصل مقاطعته للمباريات، والأكثر من ذلك دخول بعض الفصائل في مساومات مع المسيرين، من أجل الكسب المالي مقابل إنهاء قرار المقاطعة.
هناك ملاحظات أخرى في تقييم العام لهذا الشطر، خاصة بالنسبة للأندية المعذبة بالمراتب المتأخرة، والتي تعودت أن تقاوم كل موسم من أجل ضمان البقاء، والمؤمل أن يكون الشطر الثاني أفضل بكثير من سابقه، ماليا تقنيا وتنظيميا…

*

*

Top