‎خبراء عرب يبحثون في مؤتمر بالمنامة تطوير أساليب تعليم لغة الضاد

أقيمت مؤخرا في المنامة، أعمال مؤتمر  (القرائية للجميع)، الذي بحث خلاله متخصصون وخبراء عرب، من بينهم مغاربة، تطوير  معايير لغة الضاد وأساليب تعليمها وتعلمها. وتضمن جدول أعمال المؤتمر، الذي نظمته على مدى يومين، (مؤسسة الفكر العربي)  والجمعية العربية للقراءة (تارا)، حلقات نقاش حول مواضيع “تعلم اللغة العربية  المبني على المعايير”، و”القرائية للجميع”، و”أدب الأطفال مفتاح القرائية”.
وموازاة مع ذلك، نظمت أوراش عمل للمتخصصين، تناولت العديد من المواضيع، منها  “النص المعلوماتي في التعليم الإبتدائي”، و”استراتيجيات تدريس القراءة”، و”استخدام  المعايير في الجيل المطور من مناهج اللغة العربية”، و”دور التكنولوجيا في صف اللغة  العربية”، و”دور البصريات في تعلم العربية”، و”اعتماد نظام المعايير في تطوير دور  الحضانة للأطفال”.
وأبرز وزير التربية والتعليم البحريني، ماجد بن علي النعيمي، في كلمة خلال حفل  الافتتاح، أهمية اللغة العربية في “حفظ هوية الأمة ولونها الثقافي، وفي بناء  الشخصية العربية الأصيلة المعتزة بأمتها وثقافتها”، مستعرضا استراتيجية القرائية  المتكاملة التي تبنتها مملكة البحرين من أجل النهوض باللغة العربية وتعليمها.
وأبرز الوزير البحريني الجهود المبذولة ببلاده في مجال تطوير تعليم اللغة  العربية، والتي تتمثل في التطوير المستمر للمناهج، والتدريب النوعي للمعلمين،  والمتابعة الإشرافية والرقابية لتعليم العربية في جميع المدارس الحكومية والخاصة،  والعناية بتعليمها للناطقين بغيرها، وذلك من منطلقات قومية ودينية وتربوية  واجتماعية، وتعزيز حب اللغة واستخدامها، وتربية التفكير والإبداع بها.
ومن جانبه، قال الشيخ خالد علي التركي، عضو مجلس أمناء (مؤسسة الفكر العربي)، إن  المؤتمر يركز على مسألتين في غاية الأهمية، الأولى تتعلق بمفهوم تعليم وتعلم اللغة  العربية المبني على المعايير، وهو مفهوم يعد سبقا في مجال تطوير تعلم وتعليم اللغة  العربية، ذلك أن المعايير تشكل إطارا لمجموع المعارف والمهارات والكفايات العملية  المتوقع من الطالب معرفتها والقدرة على القيام بها، فضلا عن أن المعايير توضح  طرائق تقويم وتقييم تلك المعارف بشكل محاذي، وبالتالي فإن أي مشروع حقيقي للتطوير،  لا بد أن ينطلق من مفهوم التعلم المبني على المعايير.
وتميز المؤتمر أيضا، بفكرة العمل المؤسساتي المشترك من أجل هدف  نبيل وملح، من أجل حشد الرؤى وتوضيح الممارسات العالمية الناجحة لتكون نواة للعمل  على رؤية جديدة لتعليم وتعلم اللغة العربية.
وأكدت هنادا طه، القائمة بأعمال عميد كلية البحرين للمعلمين، مديرة مشروع (عربي  21) وممثلة جمعية (تارا)، أن المؤتمر يأتي تكريسا لأهمية مفهوم القرائية في اللغة  العربية، وهو مصطلح حديث نسبيا ويعنى به القدرة على فهم الكلمات وفهم العالم.
وتحدثت عن مفهومين أساسيين مرتبطين بتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها، الأول  يتعلق بتبني فلسفة تعلم  اللغة المبني على المعايير، ذلك أن فلسفة المعايير  الموحدة تعني أنه باستطاعة كل طالب التعلم والتمكن من المعايير، بغض النظر عن  خلفية أسرته المادية والثقافية ومدرسته، والثاني بوجود ضرورة قومية الآن لتغيير  “الدور” الذي تلعبه اللغة العربية في حياتنا، حيث دور
‎اللغة، لا يتمثل في الانكفاء  على دراسة ما هو “غير طبيعي” كالصرف والنحو والبلاغة، وإنما انغماس في الدور  الطبيعي للغة، وهو تسخير اللغة لفك رموز الكلام ولفهم العالم من حولنا، وبالتالي  يتغير “الدور” الذي تضطلع به اللغة لتصبح الأداة الكفيلة بتمكين المتعلم من  الانفتاح على عوالم مختلفة وشاسعة.
وتم بالمناسبة، تكريم الفائزين ب”جائزة كتابي 2015″ لأدب الطفل العربي في  دورتها الثالثة.
ويندرج تنظيم المؤتمر في إطار مشروع “الإسهام في تطوير تعلم اللغة العربية  وتعليمها عربي 21″، وهو أحد مشروعات (مؤسسة الفكر العربي) لدعم تعلم اللغة  العربية وتعليمها، وتشخيص واقع تعلم هذه اللغة، وتحديث طرق تدريسها في الوطن  العربي، ونشر المعرفة حول أهمية القراءة باللغة الأم.

*

*

Top