‎رجاء العبث…

“واقع لا يسر لا صديقا ولا عدوا” .. مثال ينطبق تماما على ما وصل إليه ناد كبير كالرجاء البيضاوي الذي يعيش منذ سنوات أزمة على جميع المستويات، حولت هذا النادي المرجعي من نموذج يحتذى به على مستوى التسيير والتدبير، إلى فريق يعاني إداريا، ماليا وتقنيا، بل وصل العبث إلى حدود بروز فضائح تكاد لا تصدق.
فإذا كان بودريقة قد حول الرجاء من ناد ناجح وطنيا وقاريا وحتى دوليا، إلى فريق بدون أدنى مصداقية، بل أدخل اسم النادي وسط صراعات هامشية وحسابات شخصية، والأكثر من ذلك  أغرقها في ديون ونزاعات وخصاص مالي فظيع غير مسبوق في تاريخ النادي الأخضر، إلى درجة أصبح عاجزا عن تسديد حتى أجور المستخدمين الضعيفة أصلا.
جاء حسبان، وانتظرت الأوساط الرجاوية أن يكون هذا الرئيس الجديد جزء من الحل، يعمل على إعادة اللحمة للعائلة الرجاوية، ويجمع شتات أسرتها ويساهم في توحيد صفوفها، إلا أنه تحول -للأسف- إلى طرف في المشكل، بعدما سقط سواء عن قصد أو غير قصد وسط دوامة الشك، وانخرط تلقائيا وسط صراعات هامشية وخلافات مجانية وإشاعات واتهامات لا تخدم القضية .. كلها حيثيات زادت من استفحال الأزمة، بشكل يكاد لا يصدق، إلى درجة يطرح معها التساؤل الحارق، كيف يمكن أن يتهاوى الهرم بكل هذه السهولة؟ النادي الملقب بـ “العالمي” تحول في ظرف وجيز إلى فريق عادي يستجدي الفتات لتغطية مصاريفه العادية.
فريق يؤدي منخرطوه واجب الانخراط نقدا خارج إدارة النادي وبدون وصل وبدون ختم، فريق تختفي كل يوم تجهيزاته، وأخرى تتعرض للإتلاف، فريق تسرق أبواب بنايته ليلا، فريق تحجز حساباته البنكية، ويمنع من عقد صفقات، بل فقدت مصداقية معاملاته.
هكذا تحول العبث إلى سيد الموقف، وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن كرة القدم الوطنية ربحت ركيزة أساسية وهرما من أهراماتها الشامخة، بعد سنوات من العمل الذي قادته أطر رجاوية من مواقع مختلفة بدواليب الدولة وعالم المؤسسات، انزلقت الأمور نحو الحضيض، وبات النادي مرتعا للتجارب الفاشلة والتصورات الغارقة في التخلف والصبيانية، والتصرفات الطائشة، والمبادرات غير المحسوبة، والسلوكيات المثيرة للريبة والشك والاستغراب.
هكذا أصبحت الرجاء وهذا تحول حالها بعدما أسندت الأمور إلى غير أهلها، فمن بيده الحل إذن؟؟؟؟        

*

*

Top