نبيل بنعبدالله في لقاء جماهيري نظمته الهيئة الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير إداوتنان

لم يخف محمد نبيل بنعبدالله،الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية امتعاضه من الوضع الذي يعيشه الحقل السياسي ببلادنا، مستنكرا بشدة التأويلات المجانبة للصواب والقراءات الخاطئة للخطابات الملكية السامية التي تقدم عليها بعض وسائل الإعلام بغية تبخيس العمل والأدوار المحورية التي تلعبها الأحزاب السياسية في تخليق الحياة العامة وتهدئة الأوضاع وفي تدبيرها للشأن العام الوطني والجهوي والمحلي، مضيفا بأن من شأن هذا التأويل الخاطيء أن يشعل الفتنة ويذكي النعرات، وهو ما يشكل خطرا محدقا بمستقبل البلاد .
وشبه محمد نبيل بنعبدالله نفور الشباب ومختلف الفئات المجتمعية عن الحقل السياسي وغياب الثقة بين المواطنين وبين المؤسسات الحزبية بالبلاد بنزال رياضي للفريق المحلي في ملعب كبير مثل ملعب أكادير بدون جمهور، واعتبر المتحدث تواجد الجمهور في المدرجات لانتقاد مكونات الفريق والضغط عليه أفضل وأجدى من غيابه وتركه لفريقه “يتقاتل” لوحده وفي صمت.
وناشد بنعبدالله، خلال اللقاء الجماهيري الذي نظمته الهيئة الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير إداوتنان مساء أول أمس الأحد ، بقاعة إبراهيم الراضي بمقر بلدية أكادير، رئيس الحكومة بذل المزيد من الجهود لتجويد الأداء الحكومي والارتقاء به أكثر قصد تحقيق المطالب الدنيا للمواطنات والمواطنين، والعمل على خلق جو العمل الأمثل للأغلبية الحكومية التي تطغى الذاتية والانفرادية وغياب الانسجام على أدائها وعلى قراراتها.
واستطرد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية قائلا بأن الأوضاع الاجتماعية في العديد من المدن والمناطق تتطلب تدخلا سريعا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، معتبرا خروج ساكنتها للاحتجاج والمطالبة بحقوقها وتزايد مظاهر وتعابير الاحتجاج الخادشة للآداب وبأشكال جديدة ومغايرة لما تربينا عليه في بيوتنا وفي تنظيماتنا السياسية والنقابية والجمعوية، بمثابة ناقوس إنذار، مؤكدا دعم حزبه التلقائي و اللامشروط للمحتجدين ولكل الأصوات المطالبة بحقوقهم العادلة و المشروعة بأساليب حضارية، وهو ما نعبر عنه من خلال بلاغاتنا التي نصدرها أسبوعيا عقب كل اجتماعات أعضاء مكتبنا السياسي، دون أن نتنصل من مسؤولياتنا في بعض الإخفاقات وتأكيد دورنا في العديد من النجاحات، يضيف نبيل بن عبدالله الذي اعترف بسيادة نوع من القلق لدى كل طبقات المجتمع المغربي بشكل عام ولدى الطبقة المتوسطة الذي يراهن عليها لتثبيت الاستقرار ولتلطيف الأجواء العامة التي لم تعرف أي تغيير يذكر منذ ثلاث أو أربع سنوات الأخيرة .
وشدد المتحدث على أن التعبير عن المطالب والمكاسب يضمنها الدستور شريطة أن تتم على مستوى المؤسسات وفي ما يسمح به القانون وما يضمن الاستقرار الذي هو أساس نجاح كل الأمم، وما عدا ذلك فهو تغريد خارج السرب وخروج عن المشروعية.
ودعا الأمين العام الأحزاب السياسية بدورها إلى تأدية الأدوار الأساسية المنوطة بها والتي ينص عليها الدستور والمتجلية في التأطير والمصاحبة والتتبع والتقويم. وهذا لن يتأتى، يقول المتحدث، إلا إذا تمت إعادة تأهيل هذه المؤسسات الحزبية وتطوير أدائها التكويني والتأطيري.
و عرج نبيل بنعبد الله على موضوع إعفاء رفيقته شرفات أفيلال من تأدية دورها الكبير في تدبير قطاعها الحيوي ، معتبرا هذا الإعفاء تصريف لحسابات شخصية ضيقة لم تراع، بالبث والمطلق، العلاقة التي يؤطرها الميثاق و التحالف بين مكونات الأغلبية، الشيء الذي خلق نوعا من الارتباك وأحدث رجة سواء على المستوى أحزاب التحالف أو على المستوى التنظيمي الذي أحكم منطق العقل ومصلحة الوطن لتجاوز هذه الضربة التي تنضاف إلى نظيراتها التي تلقاها الحزب، سواء في الفترة الأخيرة، أو عبر مساره النضالي الذي يمتد لأزيد من سبعة عقود ونصف، كضريبة لمواقفه ومبادئه الثابتة.
وطلب المسؤول الحكومي السابق من مدبري الشأن المحلي بأكادير مضاعفة الجهود لتأهيل هذه المدينة التي فقدت الكثير من بريقها وتوهجها في السنوات الأخيرة، ملتمسا منهم إيلاء أهمية قصوى لأحيائها التي تضررت كثيرا في الآونة الأخيرة، معبرا عن استعداد وزراء حزبه للتفاعل بشكل إيجابي في هذا الاتجاه لرد الاعتبار لساكنة هذه الربوع التي تستحق أكثر من هذا الوضع، لاسيما وأن المدينة، بشكل خاص، والإقليم، بشكل عام، يتوفر على مقومات ومؤهلات طبيعية جد هائلة تفتقدها كبريات المدن العالمية .
وأثار نبيل بنعبدالله المشاكل التي تتخبط فيها المنظومة التربوية ببلادنا والتي تدعو للقلق، منوها، بالمقابل، بقرار تعميم خدمة تيسير التي ستمنح جرعة دعم للأسر المعوزة لتحفيزهم وتشجيعهم على تمدرس بناتهم وأبنائهم، خاصة في مناطق المغرب العميق التي تنخرها الهشاشة وقلة ذات اليد، قبل أن يختم عرضه بالتنويه بالمجهودات الكبيرة والتغيير الإيجابي المهم الذي عرفه القطاع الصحي بالمدينة خاصة على مستوى المركز الاستشفائي الجهوي الذي حقق أرقاما قياسية غير مسبوقة من حيث الأداء ومن حيث العمليات المنجزة بفضل المجهودات الكبيرة التي يبذلها المدير المعين قبل أربعة أشهر رفقة خيرة الأطر الطبية والتمريضية التي تشتغل في انسجام وتواصل تامين.
وفي ختام خطابه الذي كان جامعا شاملا وقويا دفع بكل الحاضرات والحاضرين إلى الوقوف في العديد من المناسبات للتصفيق والتفاعل الإيجابي مع فحوى الخطاب، أثنى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على نجاح هذا اللقاء وعلى العمل الميداني الذي ينجزه رفاقه بالفرع الإقليمي بأكادير من أجل تخليق العمل السياسي وتقعيده على أسس المواطنة الحقة والفاعلة.
من جانب آخر، فقد ترأس محمد نبيل بنعبدالله، الأمين العام للحزب، في الفترة الصباحية، وبنفس القاعة، المجلس الجهوي للحزب الذي حضره المسؤولون على تدبير شؤون الحزب بالأقاليم الست المشكلة لجهة سوس، من أعضاء المكاتب الإقليمية، وأعضاء اللجنة المركزية، ورؤساء الجماعات، والمستشارين الجماعيين التابعين للحزب، خصص للاطلاع على الوضعية التنظيمية بالجهة وسبل تطوير الأداء التنظيمي بها.
هذه الجهة عرف فيها الحزب ثورة تنظيمية متميزة بعد المؤتمر الوطني العاشر خاصة في بعض الأقاليم التي تعتبر بوثقة الإشعاع بالمنطقة.
وشكل هذا الاجتماع فرصة قدم من خلاله كل الكتاب الإقليميين تقاريرهم حول الوضعية التنظيمية بالفروع التي يترأسون مكاتبها.

> حسن أومريــبط

Top