نجوم هوليود، مشاهد “الأكشن”، تقنيات تصوير عالية، وأيضا ممثلون مغاربة وأماكن وديكورات مغربية، اجتمعت في فيلم “نايت وولك” (نزهة ليلية) لمخرجه الشاب المغربي عزيز التازي، ليس لتخلق الفرجة والاثارة فحسب، ولكن أيضا لطرح إشكاليات شائكة بين الغرب والشرق، في محاولة لتصحيح المغالطات والتقريب بين العالمين.
يحكي الفيلم الذي قدم في العرض ما قبل الاول المخصص للمهنيين والموزعين في إطار مهرجان برلين السينمائي، عن فرانك، الصحفي اللامع، الذي يقوم بدوره النجم الامريكي “شون ستون”، والذي كان دائما يبحث عن خوض تجربة عاطفية، حيث يتعرف في إحدى الأمسيات، على سارة التي تقوم بدورها الممثلة الامريكية من أصل فلسطيني سارة علمي، والتي تجسد دور شابة فاتنة الجمال عربية ومسلمة، ذات شخصية غامضة وروح خفيفة في نفس الوقت، وقع فرانك تحت أسر حبها بسرعة، وقرر أن يطلب يدها خلال رحلة إلى مسقط رأسها في الشرق الأوسط.
إلا أنه لسوء الحظ خلال قيامهما بنزهة ليلية، وجدتهما شرطة الأخلاق في وضعية اعتبرتها مخالفة للأعراف، فدخلت معهما في مشادة تحولت الى مأساة بعد أن حاول فرانك وسارة الفرار من قبضة الشرطة التي حاولت إيقافهما، فأطلقت النار عليهما وأصابت سارة التي أسلمت الروح بين أحضان فرانك، الذي تحطم نفسيا، إلى درجة أنه لم يحاول أن يقاوم اعتقاله.
وخوفا من وقوع حادث دبلوماسي، قررت الشرطة وضع مخطط لاتهام فرانك بقتل سارة بمساعدة قاض أمريكي فاسد، والذي قام بترحيل فرانك إلى الولايات المتحدة ليقضي هناك مدة عقوبته.
وبمجرد دخوله السجن، كان على فرانك أن يواجه عنف بعض العصابات. والتقى أيمن رفيقه في زنزانته، وهو مواطن مغربي، سجن أيضا ظلما والذي يجسد دوره مغني الراب العالمي المغربي لافوين.
وفي السجن، سيبدأ فرانك رحلة البحث عن العدالة التي ستتحول إلى رحلة روحية مسترشدا بالمعتقلين المسلمين في السجن حيث سيعتنق الاسلام.
ومع تعاقب الأحداث، يكشف المخرج وفق رؤية موضوعية عن العديد من الاشكاليات من قبيل الظلم والفساد وكراهية المسلمين وكذا المغالطات والصور النمطية، في سياق عالمين متعارضين، على حافة التصادم.
ويشارك في الفيلم أيضا مجموعة من نجوم هوليود أمثال النجم العالمي المرشح للأوسكار إريك روبرتس، باتريك كيلباتريك، ميكي رورك، فريدريك جيمس كوتش، وريكو روس، إلى جانب المنتجين العالميين، عزيز التازي، تاتيانا بولجاكوفا، أليكس شوراي، إيفان نجوي.
ومن المغرب، اختار المخرج ثلة من النجوم منهم عبدالله شيشة، عبد المجيد لكرون، ياسين بن حميدة، أحلام الزعيمي.
فكرة الفيلم انبثقت من حلم بنزهة ليلية راودت المخرج عزيز التازي ذات يوم، على هامش عرض الفيلم، فقرر أن يجعل الحلم حقيقة حيث شكلت “نزهة ليلية” الحدث الرئيسي وجعل منها عملا سينمائيا يجمع بين الشرق والغرب، انطلاقا من كونه يحمل هوية عربية إسلامية ويعيش في الولايات المتحدة.
وأبرز التازي أن شريطه يتوخى تمرير رسالتين للشرق والغرب معا، قائلا “أريد أن يعرف الغرب أننا نتقاسم الكثير من الاشياء، لدينا نحن أيضا أسرا مفككة، نبحث عن السعادة وعن الحب، وللشرق أقول إننا قادرون على الانفصال عن الارهابيين والمتطرفين ونرفع صوتنا عاليا بأننا لسنا جميعا مثلهم، إنهم لا يشكلون أغلبية ولا نسمح لهم بأن يمثلونا”.
ولفت السينمائي المغربي الى أن هناك إحصائيات صادمة تشير الى أنه في الولايات المتحدة هناك فقط واحد من أصل أربعة أشخاص يعرف مسلما (25 في المائة)، في الوقت الذي يحمل 65 في المائة من الأمريكيين رأيا سلبيا عن المسلمين، متسائلا كيف يمكن أن يكون هذا الفرق الشاسع بين أشخاص يكرهون المسلمين بالرغم من أنهم لا يعرفون شيئا عنهم.
واعتبر أن السبب في هذا يعود الى وسائل الاعلام التي لا تنشر الا الأشياء السلبية عن المسلمين، مضيفا “في الوقت الذي لا نعمل نحن فيه على تغيير هذه الصورة ونشر ما هو ايجابي عن المسلمين، ولهذا حاولت أن أقوم بعمل لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الشرق لكن مع التحلي بالموضوعية”.
يشار الى أن السينما المغربية حاضرة أيضا في فعاليات الدورة التاسعة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي (7-17 فبراير ) من خلال العرض الأول لنسخة مرممة من الفيلم المغربي “أحداث بدون دلالة” لمصطفى الدرقاوي في فئة “فوروم كوكبة من الأرشيف”.
فيلم “نايت وولك” لعزيز التازي في مهرجان برلين السينمائي
الوسوم