سجلت السينما المغربية “عودة كبرى” إلى المشهد السينمائي الدولي بانتقاء الفيلم الطويل (علي صوتك) للمخرج نبيل عيوش، ضمن أفلام المسابقة الرسمية للدورة الـ 74 لمهرجان كان السينمائي، الذي لم يمثل فيه الفن السابع المغربي منذ سنة 1962 من خلال فيلم (أرواح وإيقاعات) لمخرجه عبد العزيز الرمضاني.
ويعد (علي صوتك) الذي تم إنتاجه من طرف شركة “عليان للإنتاج” واستفاد من صندوق دعم الإنتاج السينمائي، ضمن 23 فيلما ستتنافس خلال هذه الدورة من المهرجان المقرر انعقادها خلال الفترة ما بين 6 و17 يوليوز المقبل.
وتعليقا على هذا الإنجاز، قال نبيل عيوش إن الأمر يتعلق بمصدر فخر كبير سواء بالنسبة للمغرب أو للسينما المغربية.
وأضاف عيوش، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بلوغ المسابقة الرسمية يشكل “مصدر فخر كبير وسعادة عارمة بالنسبة للفيلم وللأطقم التي شاركت فيه، وللممثلات والممثلين وللسينما المغربية وللمغرب”.
ومن خلال فيلمه (علي صوتك)، يواصل عيوش معاينة المجتمع المغربي عبر قصة أستاذ مغني راب سابق، ولقائه بشباب بالمركز الثقافي بسيدي مومن. وهو اللقاء الذي سيتولد عنه نقاش مع الشباب الذين سيتعلمون كيف يبلغون أفكارهم ومعيشهم وتطلعاتهم عبر ثقافة الهيب هوب.
واستلهم عيوش فكرة عمله الأخير من فيلم “بين الجدران” (فرنسا 2008)، للوران كانتيت، وفيلم “شهرة” (الولايات المتحدة، 1980)، لألان بيركر، وهما الفيلمان اللذان فاز أحدهما بالسعفة الذهبية خلال مهرجان كان سنة 2008، والثاني بجائزة الأوسكار لأفضل أغنية أصلية سنة 1980.
وفي معرض حديثه عن اختياراته السينمائية، قال عيوش إن “الصراحة في ما نرويه ربما تكون الأهم وتسود ما عداها”.
“في السينما التي أقدمها، هناك التزامات بقضايا تبدو لي عادلة”، يقول عيوش الذي كانت له مشاركات متميزة في مهرجانات وطنية ودولية من عيار ثقيل من قبيل مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، والمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ومهرجان الفيلم بتورنتو، ومهرجان السينما المتوسطية بمونبوليي، ومهرجان الفيلم الفرنكفوني بأنغوليم.
وتابع عيوش قائلا “تحدوني رغبة في كشف المستور، والإفصاح عما لا يمكن التعبير عنه” من خلال الأعمال السينمائية التي يجمعها خيط ناظم هو “السعي الهوياتي” و”التنوع” و”الأقليات” ولاسيما “حب للمغرب وللشعب المغربي”.
وفي حديثه عن هذا السعي الهوياتي، قال المخرج المغربي الذي عاش بعيدا عن المغرب، في ضاحية باريس، إنه نجح في “بلوغ تخوم جزء من هويته المغربية” وذلك بفضل السينما، وأفلامه القصيرة والطويلة الأولى.
“نجحت في بلوغ تخوم جزء من هويتي والتناغم بشكل من الأشكال مع هذه الثقافة وكذا مع قيمها”، يقول عيوش الذي لا يخفي أن المغرب شكل بالنسبة له “مصدر إلهام كبير”.
في واقع الأمر، فإن السينما تشكل بالنسبة لعيوش “أداة ربط هوياتي قوية” مكنته من تجديد الوصل بجزء حميمي بالنسبة له. كما أن أسفاره في المغرب العميق مكنته من استنتاج أن هناك “روحا مغربية خالصة وأن هذه الروح موسومة بتنوع كبير”.
“أنا بنفسي نسيج ثقافات مختلفة، وربما لهذا السبب أرغب في أن أكشف في أفلامي عن المغرب في مختلف أبعاده وتنوعه”، يقول عيوش.
وفي ما يتعلق بمشاريعه المستقبلية، يقول عيوش إنه يطمح لتطوير مؤسسة علي زاوا، المشروع الذي يوظف الفن والثقافة باعتبارهما أداة لإعادة الاندماج الاجتماعي تم إطلاقها سنة 2009. وأعلن عيوش عن افتتاح مركز ثقافي خامس تابع للمؤسسة في مراكش في شهر أكتوبر.
كما أعلن عيوش أنه أنهى مؤخرا سيناريو سيعمل على تصويره سنة 2022، قبل أن يضيف “لن أكشف عن المزيد، أحب الحديث عن الأمور عندما تتحقق على أرض الواقع”.
< نادية الهاشمي (و.م.ع)