ميثاق الاستثمار يوفر مزايا وضمانات للمشاريع الخاصة بالمغاربة المقيمين بالخارج

أكد المحلل الاقتصادي محمد جدري أن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، يعد دعوة واضحة إلى الاستفادة القصوى من تدابير التحفيز والضمانات المنصوص عليها في ميثاق الاستثمار الجديد، ولاسيما لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج.
وأوضح ا جدري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك شدد في خطابه على ضرورة تعزيز العلاقة بين مغاربة العالم وبلدهم الأصلي عبر إرساء آليتين من شأنهما تشجيعهم على الاستثمار في المملكة.
وتابع أن الآلية الأولى تهدف إلى مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج ودعم مبادراتهم ومشاريعهم، في حين تقوم الثانية، مرة أخرى، على تحفيز الشباب وحاملي المشاريع من المغاربة المقيمين بالخارج، على الاستفادة من الفرص المتعددة للاستثمار التي يتيحها بلدهم الأصلي.
وسجل “مما لاشك فيه أن المغاربة المقيمين بالخارج تربطهم صلة خاصة ببلدهم الأم. وهذا الارتباط ينعكس من خلال الزيارات في كل مناسبة وكذا عبر التحويلات المالية التي حققت أرقاما قياسية خلال السنتين الماضيتين؛ بأزيد من 93 مليار درهم في سنة 2022”.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فإن 10 في المائة فقط من هذه التحويلات توجه للاستثمار. وهو المعطى الذي يوضح تأكيد جلالة الملك في خطابه على ضرورة دعم استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج عبر تبسيط المساطر الإدارية.
ولدى تطرقه لأهمية إعادة النظر في أنماط حكامة مختلف المؤسسات الخاصة بالمغاربة المقيمين بالخارج، أكد السيد جدري ضرورة تعزيز انفتاح المؤسسات العمومية وقطاع المال والأعمال الوطني على المستثمرين من الجالية المغربية.

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي، عبد الغني يومني، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، سلط الضوء على دور مغاربة العالم كفاعلين اقتصاديين واجتماعيين في مسار التنمية بالمملكة.
وأبرز الخبير في السياسات العمومية، في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء تفاعلا مع الخطاب الملكي، أن جلالة الملك اختار إشراك هذه الجالية المشكلة أكثر فأكثر من فسيفساء بشرية تزخر بغناها وتنوعها في ميثاق الثورة الدائمة للملك والشعب.
وقال إن الخطاب الملكي تضمن إشارات قوية تروم الحفاظ على علاقة هيكلية مع هذه الجالية، التي تمثل 18 في المائة من المغاربة، والملتحمة حول مبادئ الفخر والتضامن والدفاع اللامشروط عن الوحدة الترابية، وبشعور قوي ونادر بالانتماء، مذكرا بأن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بالعملة الصعبة تصل في المتوسط إلى 7 مليارات أورو، مشكلة 5,8 في المائة من الناتج الداخلي الخام، “أي ما يعادل المداخيل السنوية لسياحنا البالغين 13 مليونا”.
وذكر بأن الخطاب الملكي، بهذه المناسبة، أبرز العناية التي مافتئ يوليها جلالة الملك للجالية المغربية بالخارج اعتبارا للدور الذي يمكن أن تضطلع به في دينامية التنمية والاستثمار بالبلاد ، وذلك لما تتوفر عليه من كفاءات في مختلف المجالات، مشيرا الى مختلف مظاهر هذه العناية التي تتجلى أساسا في مأسسة اليوم الوطني للمهاجر وعملية مرحبا.

Top